متفرقات

العبسي للبابا فرنسيس: الأزمات لن تنال منّا والوجود المسيحي في الشرق يجب ان يكون "خط احمر"

الاحداث - استقبل قداسة البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان  بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي مترئسا اساقفة سينودوس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك المنتشرين حول العالم والمشاركين في اعمال السينودوس لهذا العام الذي سيبدأ جلساته عصر اليوم في المقر البطريركي سانتا ماريا دا كوزمادين في روما ، ويستمر حتى نهار السبت .
والقى العبسي كلمة باسم الحاضرين شكر خلالها  قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس على استقباله لآباء سينودس الكنيسة وعبّر له عن فرحة الآباء بهذا اللقاء الذي يحمل رمزيّة كبيرة إذ هو اللقاء الخاص الثاني  منذ انتخاب البطريرك العبسي في حزيران 2017.
واوضح لقداسته ان جدول الأعمال لهذا العام  ينطوي خصوصًا على انتخاب أساقفة جدد وعلى تثبيت الشرع الخاصّ وعلى تحضير السينودس الذي دعا إليه البابا في عام 2023 والتحضير للذكرى المئوية الثالثة لإعادة الوحدة بين كنيستنا والكنيسة الرومانيّة. 
وقال : ان الأزمات التي تعصف ببلاد الشرق الأوسط، وتؤدي الى موجة هجرة الكثيرين من أبنائنا لا سيّما الشباب منهم هي الاخطر منذ عقود تدفعنا للطلب من قداستكم التدخل لدى رؤساء الدول لرسم خط احمر للوجود المسيحي في الشرق . في ظل تفشّيَ الفقر بين عائلاتنا وتدنّيَ مستوى المعيشة ووقوعَ حالات نفسيّة ومجتمعيّة خطيرة في بيئتنا المسيحيّة. 
اضاف العبسي : حاولنا جميعًا ما استطعنا أن نكون إلى جانبهم، اينما وجدوا وتدخلنا بشكل كبير في لبنان  عند انفجار مرفأ بيروت، فقدمنا ما قدمناه وحثينا الدول الاوروبية الصديقة على مد يد العون ، وكانت استجابة مشكورة من بعضها  إلاّ أنّ الأزمة كانت ولا تزال أكبر من إمكاناتنا. بيد أنّها لن تنال منّا ولن تتمكّن من إحباط عزيمتنا ومن صدّنا عن الاستمرار والثبات في العمل والشهادة الإنجيليّة التي يريدها الربّ يسوع منّا في تلك البلاد التي زرعنا فيها. وهنا لا بدّ من أن نشكر قداستكم على كلّ ما فعلتموه وما تفعلونه من أجلنا على مختلف الأصعدة وعلى ما قدّمتموه من مساعدات
.
وتابع : نحن هنا نمثّل أبرشيّاتنا كلَّها في البلاد الأمّ وفي بلاد الانتشار. ومن الجدير بالذكر أنّ أبرشيّاتنا التي في بلاد الانتشار، لا سيّما في الولايات المتّحدة الأمريكيّة وكندا وأستراليا وأوروبا، آخذة في التضخّم بسبب هجرة أبنائنا إليها، وهذا يتطلب عملاً راعويًّا  مكثفا يأخذ هذه الظاهرة بعين الاعتبار.
وتوجه العبسي الى قداسته وقال : يسرّنا أيضًا أن نعلمكم بأنّنا أنشأنا في دمشق بسوريا كلّيّة للّاهوت معترفًا بها من قبل الدولة السوريّة من أجل تعليم طلاّب الكهنوت ومدرّسي التعليم المسيحيّ. نرجو أن تتوسّع وأن يكون عندنا جامعة كاثوليكيّة.
أمّا العلاقات مع سائر الكنائس الشرقيّة الكاثوليكيّة وغير الكاثوليكيّة ومع المسلمين فهي قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون ومستوحاة من توجيهاتكم وتوجيه أسلافكم ومن خبرة آبائنا وأجدادنا الطويلة في هذا المجال. ورسالتكم "كلّنا إخوة" هي في ذلك دليل لنا مع وثيقة الأخوّة التي وقّعتموها مع شيخ الأزهر السيّد الطيّب. وإنّا في هذه الصدد نودّ أن نعبّر لقداستكم عن تقديرنا لمواقفكم الرائعة وخطواتكم الرائدة الجريئة. 

وختم العبسي: نصلّي نحن أيضًا من أجلكم بلا انقطاع من أجل أن تقودوا سفينة الربّ يسوع المسيح إلى الملكوت، طالبين بركتكم الأبويّة.