متفرقات

نقيب محامي طرابلس من القاهرة: لتحديث أداء المحامي وتطويره مواكبة للتطور في العالم

الاحداث - شاركت نقابة المحامين في طرابلس ممثلة بالنقيب محمد المراد، في أعمال المؤتمر العربي الرابع للمحاماة بعنوان "المحاماة.. ملكات وملوك "، في حضور 100 مشارك من 12 دولة، والذي ركز على تطوير الأداء المهني للمحامين العرب، في ظل انتشار مكاتب المحاماة الأجنبية في الدول العربية، في فندق كونراد القاهرة- مصر.

وشارك في المؤتمر عضو مجلس نقابة المحامين بيار حنا ممثلا نقيب المحامين في بيروت، رئيس جمعية المحامين في الكويت شريان الشريان، رئيس جمعية الامارات للمحامين والقانونيين النقيب زايد الشامسي، الراعي الرئيسي للمؤتمر مؤسس القليطي للمحاماة في السعودية المستشار رامي القليطي، الامين العام للمؤتمر ورئيس الاكاديمية الدولية للوساطة والتحكيم المستشار وليد عثمان، رئيس اتحاد المحامين الخليجيين الاستاذ عبدالله الفلاج، أستاذ القانون الجنائي بجامعة القاهرة ورئيس مجلس الشعب الأسبق فتحي سرور، نائب رئيس محكمة النقض المستشار مفتاح سليم، أستاذ القانون بجامعة الملك عبد العزيز المستشار وسيم سويلم، أستاذ القانون بجامعة عين شمس الدكتور أحمد شرف الدين، وعدد من المحامين والمحكمين الدوليين وشخصيات قانونية وحقوقية عربية.

وكان للنقيب المراد كلمة خلال إفتتاح المؤتمر، قال فيها: "استشهد من سبقني في الكلام عن المحاماة من قول لرئيس مجلس القضاء الفرنسي عندما تحدث عن عراقة المحاماة، وقول للمفكر الفرنسي فولتير الذي تمنى أن يكون محاميا، لأن المحاماة أجمل مهنة في العالم، فالمحامي يلجأ إليه الأغنياء والفقراء على السواء، ومن عملائه الأمراء والعظماء، يضحي بوقته وصحته وحتى بحياته في الدفاع عن متهم بريء أو ضعيف مهضوم الحق، كما أستشهد بشخصية قانونية كبيرة مصرية الدكتور عبد الرزاق السنهوري، الذي قال ان المحاماة ليست مهنة وحسب إنما المحاماة خلق وإبداع، كما قال أيضا ان من شروط التلازم لدى المحامي ان يكون إنسانا حتى يكون محاميا ناجحا..".

وتابع: "سأنتقل معكم الى واقع المحاماة وتحدياتها على مستوى الوطن العربي، ولا بد من مدخل جميل نشعر فيه بحرارة التواصل وبقناعات التاريخ في المحاماة، فعندما أطلق على هذا المؤتمر بأن المحاماة ملكات وملوك، فنعم ملكات بمواصفات الحذاقة والتجرد والقدرة والإقتدار، هذه هي ملكة المحاماة، وقد يكون قد إقتبس عنوان هذا المؤتمر من صفات ملكات مصر عبر التاريخ من كليوبترا الى غيرها، فبهذه المواصفات الثنية على مستوى مسار الحياة الإجتماعية، نجد أن هذا المؤتمر الرائع ينعقد اليوم ليوجه رسالة يذكر فيها أن المحاماة عريقة أبدية أصيلة هكذا تعلمنا وهكذا نحن وهكذا سنكون".

وأضاف: "لا بد من مقاربة واقع المحاماة على مستوى الوطن العربي، فلا شك ان المحاماة تعاني وهناك الكثير من التحديات والمخاطر على آداء هذه المهنة، منها ما هو يتعلق بتقنية وإلكترونية ورقمية العدالة في الإتجاه الذي نسير عليه، وهناك تحد آخر وهو ملتصق بكيان المحاماة ووجودها، وهو إستقلالية هذه المهنة وحصاناتها".

وأردف: "نحن جيل ملتبس به، فقد نكون من المخضرمين، وبين ما هو حاصل الآن وما هو آت، فكل منا أمام تحد كبير على المستوى الشخصي وعلى المستوى المهني، وعلى مستوى التطوير، وهذا تحد للمحامي كمحام، وأيضا للنقابات وجمعيات المحامين، فنحن ندرك تماما أن في عالمنا العربي مسائل مشتركة في التحديات، والمسألة التي تجمعنا جميعا اليوم هي كيف لنا ان نواكب هذا العصر؟، بتقنياته وبثورته الرقمية وتطوراته، فكما تعلمون هناك نسبة تزيد عن 20% من الزميلات والزملاء لا يستعملون حتى الآن الهاتف الذكي، ولا يستخدمون التكنولوجيا ولا التطور، ولقد تلمست من خلال ممارستي مهامي كنقيب للمحامين، ان هناك جيلا قد إستطاع ان يواكب هذا التطور، فنحن ندرك تماما ان كبار الشركات في العالم تتعاطى اليوم بحرفية وذكاء مع المسائل والقضايا والخدمات القانونية، ليس بالطرق الكلاسيكية القديمة التقليدية، بل ذهبت نحو التحول الرقمي على المستوى التجاري والإقتصادي وعلى مستوى العدالة الإلكترونية، ومن هنا نجد إن المحاماة اليوم أصبحت في زمن مختلف عن الزمن السابق، فنحن وشبابنا أمام تحد كبير ويجب علينا أن لا نخاف من هذا التطور، لا بل علينا ان نتكيف معه ونتعاون جميعا بما فيه خير لنا ولمهنتنا ورسالتا، فيجب على المحامي الناجح أن يكون متطورا ومبتكرا ومتحديا بارعا ".

وأشاد المراد بالزميلات المحاميات اللواتي بدأن يخطون خطوات متقدمة على مستوى المحاماة، حيث إقتربت نسبة الزميلات المحاميات في نقابة المحامين في طرابلس من ال 50 %.

وقال: "هناك تحد ثان ومهم، يتمثل بإستقلالية النقابات والحصانات، فصحيح أن هناك بعض النقابات العربية استطاعت أن تخطو خطوات نحو الإستقلالية، لكننا لم نصل بعد كمحامين ونقابات محامين في الوطن العربي، الى الدرجة المطلوبة من إستقلالية مهنة المحاماة، فلا يستطيع المحامي أن يمارس مهنته وأن يكون متكيفا مع واقع قضيته، دون أن يمتلك تلك الإستقلالية التي يستطيع من خلالها أن يتخذ القرار، ونحن نستمد إستقلاليتنا كنقابات للمحامين من إستقلالية المحامي، وبقدر أيضا ما تكون نقابة المحامين أو جمعيات المحامين متقدمة في إستقلاليتها، بقدر ما ينعكس ذلك على المحامي وعلى آدائه لمهنته ورسالته".

وعن وضع الحصانات والضمانات في نقابتي المحامين في لبنان، قال النقيب المراد: "قطعنا شوطا كبيرا على مستوى إستقلالية المهنة وإستقلالية النقابة، وعلى مستوى الحصانات والضمانات المعطاة للمحامين خلال ممارستهم لمهنة المحاماة، فليس هناك من أي رقابة إدارية أو مالية أو قضائية، على نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس الا بحدود ضيقة جدا، فعلاقتنا مع القضاء علاقة متوازنة، وعلاقتنا بوزارة العدل علاقة إحترام، ولكن ليس هناك من أي وصاية منهما على نقابتينا، بل هناك إستقلال بكل ما للكلمة من معنى ".

وختم المراد: " لكل عمل هدف، والهدف من عقد مؤتمرنا اليوم هو التصويب والتركيز على تحديث آداء المحامي وتطويره حتى يستطيع أن يواكب هذه الحداثة وهذا التطور الذي يشهده العالم، فالمحامي يحتاج إلى الكثير من التدريب المهني المستمر، وهذا يحتاج منا جميعنا كنقابات وجمعيات محامين ومؤسسات وأفراد أن ننظر الى المحاماة اليوم نظرة مختلفة عما كانت عليه في السابق، وألا نتوقف عن طلب العلم، فما أوتينا من العلم الا قليلا".

وقدمت الأكاديمية الدولية للوساطة والتحكيم درعا تكريمية للنقيب المراد تقديرا لدوره الفعال والمتميز في إنجاح المؤتمر الرابع للمحاماة.

هذا وناقشت جلسات المؤتمر الذي إنعقد على مدار يومين محاور عدة، أبرزها إكساب المشاركين مهارات التفكير القانوني السليم، وتوظيف ملكات المحامي في إدارة الدعوى القضائية، وكيفية تجنب معوقات التفكير القانوني السليم، وتزويد المشاركين بأفضل الممارسات العملية ونقل تجارب الخبراء المتحدثين.

وناقش المؤتمر للمرة الأولى لغة الجسد باعتبارها من أهم المهارات التي يجب على المحامي تعلمها وإحترافها، والتي تلعب دورا كبيرا في علاقاته مع الموكلين والخصوم، ويمكن أن تكون سببا في إقتناع القاضي بالمرافعة والأسباب التي يقدمها له، فضلا عن كونها أحد أسلحة التفاوض، ويستخدمها المحامي لإيصال فكرة أو هدف معين خلال حواره أو مفاوضاته. 

=======