متفرقات

دعوة أبوية من ميناسيان: لا تحصروا الإيمان بالمناسبات... واظبوا على القداس

الاحداث - وجّه بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان رسالة عيد الفصح، قال فيها: "لماذا تبحثون عن الحيّ بين الأموات؟ ليس هنا، لقد قام" أمرٌ لا يستوعبهُ العقل، لأنه خارج الزمان والمقدرة على فهمه. لكنه يشكّل قمة الايمان المسيحي والحقيقة المحورية، بأن يسوع المسيح قد قام من بين الأموات، وبموته تغلّب على الموت وبصليبه أعطى الحياة للموتى".

اضاف: "بعد مرور أربعين يوماً من زمن الصوم الكبير، الذي من جراه سرنا جميعاً إلى الله على طريق التحوّل بأفضل ما أوتينا من قوة إرادة. ومن خلال الأسبوع الحالي، الذي يُدعى "عظيماً" في طقسنا الأرمني، عشنا وشهدنا الأعمال العظيمة التي قام بها السيد المسيح لإكمال خطواتنا الناقصة، محبةً بنا ومن أجل خلاصنا. وقد أعلن عنه مخلصنا الرب بنفسه سابقاً عندما قال: أنَّ ابن الإنسان، يجب أن يتألم، ويموت، ثم يقوم في اليوم الثالث من بين الأموات" قاله في إطار زمن الفصح ليبرز لنا الحدث بجوهره في قلب إيماننا، من خلال "الحب الإلهي الكامل" الذي دفعه ليتواضع ويصبح إنسانًا. "وبصورة الإنسان، خضع للضرب والإهانات، متحملاً الألم من أجل خطايانا، نحن الذين بجراحه شفينا". 

وتابع: "إنَّ صبيحة يوم القيامة المجيدة كانت بمثابة بداية عصر جديد للبشرية جمعاء، لأنها شهدت على ظاهرة مزدوجة. أولها حررنا من عبودية الخطيئة، والثانية فتح لنا باباً لحياة جديدة. فمنا خضع إيمان الرسل أيضًا لاختبار جذري، لأنهم لم يصدقوا خبر القيامة، الذي أتاهم عن طريق النسوة، اللواتي تراءى لهن واللواتي عُدن من القبر "كالهذيان" يبشرون بقيامة المسيح اليوم، يتم اختبار إيماننا أمام الظلم الفاضح الذي يجتاح وطننا، الوعود الكبيرة الفارغة من القيم والمبادئ والغطرسة بحياة زمنية هنية، بسبب افتقارنا إلى الحب. وكما هرع بطرس إلى القبر ليعود ويقوي إيمان إخوته، الذين على أساس شهادته صرخوا قائلين: "إنَّ الرب قام بالحقيقة وظهر سمعان!"، فبمناسبة هذا العام، فإن خليفة بطرس، البابا فرنسيس، يدعونا إلى عيش السنة اليوبيلية، والتي أطلق عليها عنوان "الرجاء"، ليولد إيماننا من جديد، بفعل تأثير النعمة الإلهية، وبرجاء القيامة المجيدة للرب، ويتعزز أكثر بالأعمال الفعلية بإعادة القيم الإنسانية والاجتماعية والعدالة، السياسية منها، علينا ان نحيي هذه المبادئ السامية في حياتنا".

وذكر بأنَّ "المسيح القائم من بين الأموات هو البداية ومصدر قيامتنا. "لقد قام المسيح من بين الأموات، وصار باكورة الراقدين". "ولأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيحيا الجميع". ففي مسيرتنا نحو النضال من أجل الحياة الأبدية، دعونا نتذكر أن المسيح يحيا اليوم في قلوب مؤمنيه. يسوع المسيح الذي مات وقام، الذي هو عن يمين الله، والذي أيضًا يشفع فينا، هو حاضر في كنيسته، وفي صلاة كنيسته، هو حاضرٌ مع الفقراء، والعراة، والمرضى، والمنفيين، والسجناء، وحاضرٌ في الأسرار التي أرساها بنفسه، ولكن قبل كل شيء، هو حاضر في القربان الأقدس".

وهنأ ميناسيان بالعيد، متمنيا "لكم بركات وسلام القائم من بين الأموات، كما ونحثكم أبوياً على المشاركة في القداس الإلهي طوال العام وليس في المناسبات والأعياد فقط، واظبوا على الاشتراك بالذبيحة الإلهيّة، واقبلوا جسده ودمه الكريمين، فتبقوا ثابتين فيه وأوفياء له وللقيم المسيحية".

وختم ميناسيان: "لا يمكننا أن نغفل في رسالتنا الأبوية لبناننا الحبيب وأرمينيا العزيزة وشعبنا المنتشر في جميع أنحاء العالم"، مؤكدين أن "صلواتنا اليومية هي عربون للسلام الحاضر ولأجل مستقبل مشرق. لقد قام المسيح من بين الأموات، فلنبارك قيامته المجيدة".

 

=======