متفرقات

أحد الشعانين يوحّد كنائس البترون في زياح مشترك ورسالة رجاء للأطفال

الاحداث – احتفلت رعايا مدينة البترون المارونية والأرثوذكسية والملكية الكاثوليكية بأحد الشعانين، حيث أُقيمت القداديس في كاتدرائية مار اسطفان، وكنيسة القديس جاورجيوس، وكنيسة مار بطرس وبولس. وتوحد المشهد في زياح الشعانين الذي انطلق من أمام الكاتدرائية، حيث التقى المؤمنون يتقدّمهم راعي أبرشية البترون المطران منير خيرالله وكاهن الرعية الخوري بيار صعب، بالمؤمنين الأرثوذكس يتقدّمهم الخوري جان كحالة، الذين التقوا بدورهم بالمؤمنين الكاثوليك يتقدّمهم الكاهنان يوحنا الحاج وبطرس بولس مارديني.

في كاتدرائية مار اسطفان

وترأس المطران منير خيرالله قداس الشعانين في كاتدرائية مار اسطفان، وعاونه الخوري بيار صعب، في حضور النائب جبران باسيل وجمعٍ غفير من المؤمنين.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى المطران خيرالله عظة قال فيها:“نحتفل اليوم معًا بأحد الشعانين، أحد دخول يسوع المسيح إلى أورشليم، حيث يُعيد أولادنا لاستقبال المسيح الملك، بحسب تقليد كنيستنا".

أضاف:"كان يسوع متوجّهًا إلى أورشليم للاحتفال بعيد الفصح اليهودي، فمرّ أولًا بأريحا حيث شفى الأعمى، وتبِعته الجماهير. ثم مرّ ببيت عنيا، وكان الجمع قد ازداد عددًا بعدما أقام لعازر من الموت. وعند مشارف أورشليم، ازدادت الحشود فرحًا، لكن يسوع، كما يخبرنا الإنجيل، بكى على المدينة، قائلاً: ‘يا أورشليم، يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها’. لا يزال يبكي عليها حتى اليوم، بعد ألفي سنة، لأن مدينة السلام ما زالت تعيش في دوامة الحروب والكراهية والانتقام.

لكن عندما دخل يسوع أورشليم، استقبله الناس كملك، والأطفال وحدهم من أدركوا سرّ هذا الدخول. فقد دخل ملكًا فاديًا لا فاتحًا، ملكًا جاء ليضحّي بنفسه من أجل شعبه، لا ليسفك دماءهم من أجل عرشه، بخلاف الملوك الأرضيين.

أما الجماهير، التي هتفت له ورفعت أغصان النخيل والزيتون، فإنها سرعان ما صرخت: ‘اصلبه، اصلبه!’، لأنها كانت تريده ملكًا زمنيًا يقود الحروب، لا ملكًا متواضعًا بالمحبة فقط."

وتابع:"أطفالنا اليوم، في ذكرى مرور خمسين عامًا على اندلاع الحرب في لبنان في 13 نيسان، هم وحدهم من يعرفون كيف يستقبلون يسوع ملكًا فاديًا. يقولون له ببراءتهم: ‘هوشعنا يا رب، خلّصنا!’، وقد قلناها طيلة خمسين عامًا، لكن صلاتنا لم تُستجب لأننا لم نكن نعرف كيف نستقبله كملك فادي.

لقد تغيرنا مرارًا عدة ، وانقلبنا على انفسنا وعلى بعضنا البعض، كما على غيرنا والعالم. أمّا أطفالنا، فنريدهم اليوم أن يعبّروا عنّا، لا نحن عنهم. وهذا العام، الذي أعلنه قداسة البابا فرنسيس سنة يوبيلية مقدسة وسنة رجاء، نرجو أن يكون بداية لتحقيق هذا الرجاء".

وختم:"فلنترك أطفالنا يحتفلون بهذا الرجاء، ويعلنون نهاية الحرب، ويطلقون بداية جديدة لنا جميعًا ولوطننا لبنان، وطن الرسالة".

بعدها بارك المطران خيرالله والخوري صعب أغصان الزيتون.


وفي ختام القداس، أقيم الزياح المشترك  بين الطوائف المارونية والأرثوذكسية والكاثوليكية،

وفي ختام الزياح، تلا الخوري مارديني صلاة مشتركة والقى المطران خيرالله كلمة شكر فيها الرب على نعمه، وقال:"إن هذا اللقاء هو مشهد وحدة نعتبره نعمة من الله، نشكره عليها.”