![](https://alahdath24.com/media/cache/news_single/uploads/images/5e6669da29f39912954d5ac401388b0e.png)
المرتضى من نقابة المهندسين: هؤلاء دمّروا بلدي فدمّرهم صمودُه وإباؤُه وبسالةُ أهله
الاحداث - تحت عنوان " الأرض تتذكر" وبرعاية مشتركة من وزارة الثقافة واتحاد المهندسين اللبنانيين تمَّ إطلاق الجناح اللبناني في بيينالي البندقية من مبنى نقابة المهندسين في بيروت وبحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ،رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين نقيب المهندسين في بيروت فادي حنا ونائب رئيس الاتحاد نقيب المهندسين في طرابلس شوقي فتفت وأعضاء من مجلسي النقابة في بيروت وطرابلس وحشد من المهندسين
وبعد كلمة لكل من النقيبين حنا وفتفت
اكد وزير الثقافة وفي كلمة له بالمناسبة أنَّ " لبنان، أرض التنوع والحوار، هو فعلاً ملتقى الحضارات. تراثنا المعماري، الذي يشهد على آلاف السنين من التاريخ، يجسد هذا التنوع".
أضاف: " من الآثار الرومانية في بعلبك إلى البيوت التقليدية الحجرية في جبيل، كل مبنى يروي قصة، ذاكرة، وثقافة" معتبرًا أن " عمارتنا ليست مجرد إرث من الماضي؛ بل هي أيضًا انعكاس لهويتنا المعاصرة، جسر يربط بين الماضي والأجيال القادمة".
وقال المرتضى: " إنه لشرفٌ عظيم وامتياز كبير أن أقف أمامكم اليوم، كوزير للثقافة في لبنان، لأتحدث عن ثراء العمارة في بلدنا ومشاركتنا في هذا الحدث المرموق، وهو بينالي العمارة في فينيسيا. وكلما نظرنا إلى هذه التحف تذكرنا تحفةً أكبر وأغلى هي انفتاحُنا وتَفاعُلُنا.. نعم، انفتاحُنا الذي حملناه تفاعلًا وحوارًا مع الشعوب والثقافات فحَفَرنا تنوُّعَنا ونبذنا غريزة الحقد فأعطينا وأخذنا وعلَّمنا وتعلَّمنا حتى صارت حضارةُ العمارة حضارةَ حوارٍ مع الآخر"
مشيرًا إلى أن " تاريخُنا أيها الأحبَّةُ تاريخُ إعمارٍ وأَعمارُنا تاريخُ حوارٍ إلا مع اولئك الذين لا يعرفونَ سوى ثقافة الدمار ، اولئك الذين يقلقُهم ان يبقى حجرٌ على حجر وبشرٌ مع بشَر .. هم أعداءُ الحضارةِ والبنيانِ الحجري والبشري الذين أمعنوا قتلًا وهدمًا ضاربينَ عرضَ الحائطِ بقدسيةِ أماكنِ العبادة والمزارات والقِلاع ، هؤلاء دمّروا بلدي فدمّرهم صمودُه وإباؤُه وبسالةُ أهله، وقد ساهمَ في تدميرِ ارادتهم الهدّامة الأونيسكو التي ساندتْ جهودَنا في ردعِه وصدِّه وردِّه".
ومما قاله أيضًا: " بالطبع لبنان يتألم ولكننا أبناءُ رجاءٍ ونتقنُ إخراجَ النور من الجراح . مشاكلُنا عديدةٌ ولكن سُبُلُنا متعددةٌ أيضًا ونسيجُنا الثقافيُّ صلبٌ والأزمنةُ التي نعيشُها راهنًا أزمنةُ أملٍ ورجاءٍ وتصميمٍ على النهوض والاستنهاض" مضيفًا: "كُتِبَ علينا ان نعيشَ في وطنٍ هو نعمتُنا بكل المعايير وأن نواجه عدوًا هو نقمتُنا بكل الموازين، عدوٌ يخرق المواثيق ويدوسُ الاتفاقيات والقرارات الدولية ويشرّعُ نفسه محتلًا في الجنوب ، وفيما نحن منهمكون في لملمةِ جراحِنا النازفة وَتضميدها يتابع الكيان الهجينُ هذا جرف البساتين واقتلاع الأشجار وتدمير شبكات المياه والكهرباء ليجعل من جنوبنا الحبيب أرضًا جرداءَ غير قابلة للحياة وسط تنامي وتناسل مشروعه التوسعي وهذا يحتِّمُ علينا اليقظةَ والحذرَ وإعادةَ اللُّحمة لجراحنا السياسية والمضي نحو حكومة تعيد الاعمار وتستعيد الثقة داخليًا وخارجيًا وهذا ما نصبو اليه لنعيد ألق الحياة التي نستحقها في بلدنا".
وأردف المرتضى: "يمثِّلُ هذا الحدثَ منصةً مثالية لتبادل الأفكار ومشاركة التجارب. من الضروري أن نعملَ معًا لتعزيز تراثِنا أثناء مواجهة التحديات المعاصرة. العمارة المستدامة، التخطيط الحضري الذكي، والحفاظ على إرثنا هي قضايا حيوية يجب أن نواجهها بعزيمة وإبداع. أود أيضًا أن أؤكد على أهمية مشاركة الشباب اللبناني في هذه العملية. طلابنا في العمارة، والمبدعون والمفكرون الشباب هم بناة الغد. إن رؤيتهم الجريئة وشغفهم بالابتكار هي أصول ثمينة للبنان. أشجعهم على الانخراط وإيصال أصواتهم، لأنهم هم الحاملون الحقيقيون لمستقبلنا الثقافي."
وختم قائلًا: "معًا، سنحقِّق تألقَ تراثنا ومواهبنا على الساحة الدولية. معًا سنعيد لبنان إلى ثقافة الجمال لأن شعبنا يستحقُّ وطنًا بحجم وطننا، وطنَ رسالةٍ، وطنَ حوار وتنوع وموالفة، وطنَ الابداع والطموح الذي لا حدود له ، مكانُهُ القِمَّةُ وزمانُهُ مُترامٍ ورحبٍ رحابَةَ تاريخهِ التَّليد".
ثم قدم المهندسون الشباب الذي يمثلون المجموعة في الجناح وهم الياس تامر، وشيرين دمر وادوار سعيد ولين شمعون المهندس الزراعي في الجامعة الأميركية رامي زريق عرضا عن أهمية الجناح والتنسيق الدائم مع مع أناس لهم علاقة بالبيئة والارض.