الرئيس العتيد ممن سيتسلم مهامه الدستورية ؟ وما علاقة نافورة المياه؟
الأحداث- بعد طول انتظار، بات القصر الجمهوري في بعبدا جاهزاً لاستقبال الرئيس ال١٤ للجمهورية بعدما أنهيت التحضيرات لاستقبال الرئيس الذي من الممكن ان يُنتخب اليوم وينتقل إلى القصر حيث سيقام له إستقبال رسمي وتقام مراسم تسليم السلطة في حضور إعلامي لبناني وعربي ودولي واسع.
ويأتي الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية بعد الاستقلال إلى القصر ليتسلم مهامه من دون تسلم من سلفه، للمرة الثالثة تواليا بعد انتهاء ولايتي الرئيسين اميل لحود وميشال سليمان وميشال عون في 2007 و2014 و2022 على التوالي.
قبل ذلك، وقبل إقرار الدستور الجديد في الطائف، سلم الرئيس امين الجميل مقاليد الحكم الى حكومة عسكرية برئاسة قائد الجيش العماد ميشال عون في 1988.
وقبلها أيضا غادر الرئيس بشارة الخوري القصر الرئاسي في القنطاري مستقيلا من ولايته المجددة ومسلما السلطة الى قائد الجيش اللواء فؤاد شهاب في 18 ايلول 1952، وقد انتخب مجلس النواب في 23 منه كميل شمعون رئيسا للجمهورية.
وفور إعلان انتخابه يقسم الرئيس اليمين الدستورية أمام النواب والحضور ، ثم ينتقل الرئيس المنتخب من مجلس النواب إلى قصر بعبدا في موكب رسمي قادمًا من مجلس النواب، ليُستقبل بعزف موسيقى الجيش لحن التعظيم، ورفع العلم وتشغيل نافورة المياه على مدخل القصر التي كان تم توقيفها فور بدء الفراغ الرئاسي .ثم النشيد الوطني اللبناني، بينما يحيى العلم اللبناني على السارية الرئيسية في مدخل القصر وفوق منزل الرئيس.
استعراض رئيس الجمهورية المنتخب لكتيبة تشريفات من لواء الحرس الجمهوري، في حين تطلق المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيبًا بالرئيس، وتطلق البواخر الراسية في مرفأ بيروت صفاراتها للمناسبة، في أجواء من الاحتفالات والتقدير.
بعد ذلك، يصافح الرئيس المنتخب المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمديرين العامين في الرئاسة، إضافة إلى قائد لواء الحرس الجمهوري. ثم يتوجه الرئيس إلى صالون السفراء حيث يستقبله الحضور في صفين من رمّاحة الحرس الجمهوري، ليلتقط له الإعلاميون الصور الرسمية وهو جالس على كرسي الرئاسة.
وتتواصل المراسم حين ينتقل الرئيس المنتخب إلى مكتبه في قصر بعبدا حيث يتسلم وسام الاستحقاق اللبناني الوشاح الأكبر من الدرجة الاستثنائية والقلادة الكبرى لوسام الأرز الوطني. ثم تُلتقط له صور وهو يرتدي الوشاح ومتقلدًا القلادة.
وفي الختام، يلتقط الرئيس المنتخب مع اللبنانية الأولى وأفراد عائلته، الصور التذكارية.
إشارة إلى أن فكرة بناء قصر لرئيس الجمهوريّة تبلورت مع الرّئيس كميل شمعون الذي كان هو من قرّر تشيده ووضع حجر الأساس للمقرّ عام 1956 في بعبدا في نقطة تُشرف على العاصمة بيروت وتبعدُ زهاء عشرة كيلومترات عنها، ولكنّ عمليّة البناء بدأت فعليّاً في عهد الرئيس شارل حلو الذي كلّف شركة سويسرية بتصميمه وتنفيذه، وافتتحه في آخر سنة من ولايته.
شهد القصر سلسلة عمليّات ترميم بعد القصف الإسرائيلي الذي ألحق أضراراً كبيرة به والاشتباكات في محيطه في أكثر من حقبة خصوصاً إبّان الحرب الأهليّة، وحافظ على طابعه التاريخي، وهو يعكس مزيجاً من العمارة التقليديّة اللبنانية والتصميم الحديث.
يُعدّ قصر بعبدا مركز الموقع المسيحيّ الأول في الجمهوريّة اللبنانية، رغم أنّ رئيسين للجمهورية اغتيلا قبل دخول جنّته هما بشير الجميّل ورينيه معوّض. اليوم، هناك من يغتال الموقع أيضاً وبعض الأسماء المطروحة، ويعمل للقضاء على كلّ فرصة لوصول رئيسٍ حقيقيّ الى القصر، لتبقى أهمّ الاجتماعات وأبرز القرارات تؤخذ في مقرّات أخرى، وتُعلن عبر منابر أخرى أيضاً.