وزير المالية: خميس ترك بصمة في تاريخ الإدارة العامة وتعاونية موظفي الدولة
الاحداث - شدد وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور يوسف الخليل في خلال رعايته احتفالا، أقامه معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي في مقره، تكريما للمدير العام لتعاونية موظفي الدولة الدكتور يحيى خميس لبلوغه سن التقاعد، على ضرورة "إعادة هيكلة المؤسسات كافة وفق رؤية إصلاحية شاملة لمواجهة التحديات الاقتصادية وضغوط الدولة المالية".
حضر الاحتفال رئيسة المجلس الأعلى للجمارك ريما مكي ومدير المالية العامة جورج معراوي ورئيسة معهد باسل فليحان لمياء المبيض بساط وعدد من المديرين ورؤساء المصالح في وزارة المالية وتعاونية موظفي الدولة ومعهد باسل فليحان.
ووصف الخليل الدكتور يحيى خميس بأنه "شخصية استثنائية تركت بصمة في تاريخ الإدارة العامة، وخصوصاً في مؤسسة تعاونية موظفي الدولة"، مذكّراً بأنه "قاد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، متميّزًا برؤية واضحة وإصرار على تحقيق التغيير الإيجابي، حيث نجح في معالجة ملفات حساسة وعمل على تطوير المؤسسة والارتقاء بها إلى مستويات جديدة من المهنيّة والفاعليّة".
ولاحظ أن خميس "تمكّن من تنقية العمل المؤسسي من العثرات، مستكملًا ما بناه من سبقه في هذا الموقع، الأستاذ أنور ضو، الذي أنهض التعاونية من ركام الجمود إلى رحاب التطّور والحداثة والأنسنة، واستحقت المرتبة الأولى في جائزة الأمم المتحدة لتحسين الخدمة العامة وتبسيط الاجراءات لعام 2012".
وقال الخليل: "كلنا يتطلع اليوم وفي ظل ما نمر به من ظروف صعبة اقتصادية واجتماعية، تضاف اليها تداعيات ما خلفه العدوان الاسرائيلي من خسائر، الى تحسين التغطية الصحية والتربوية، وتطوير الخدمات، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين".
وأضاف: "كما نتطلع الى إعادة هيكلة مؤسساتنا كافة، وفق رؤية إصلاحية شاملة تهدف إلى تعزيز بنيتها المؤسسية وتطوير خدماتها لتكون مؤسسات عصريةً تتميز بالكفاية والاستجابة السريعة لاحتياجات المواطنين، لمواجهة التحديات الاقتصادية وضغوط الدولة المالية، وخلق بيئة عمل قائمة على الشفافية والاستدامة، ومن بين اولوياتها تأمين حقوق العاملين في القطاع لتمكينهم من خدمة المجتمع بالشكل الأمثل".
وإذ أعرب عن تقديره "لكلّ جهد" بذله خميس، تمنى للمدير الجديد بالتفويض نزيه حمود "التوفيق في مهامه الجديدة، وهو المعروف بنزاهته وكفايته وإدارته المتميّزة لفرع التعاونية في البقاع".
بساط
أما رئيسة معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي لمياء المبيض بساط أبرزت أن خميس "قدّم نموذجًا فريدًا في الإدارة العامة وقاد مسيرة مليئة بالعطاء والإنجاز وجعل من التعاونية نموذجًا يحتذى به في العمل المؤسسي". ورأت فيه "مثالاً للقيادي الذي استطاع أن يحوّل الأزمات إلى فرص، فقاد تعاونية موظفي الدولة لتصبح منارة مضيئة في عتمة التحدّيات". وذكّرت بأنه "كان يسابق الزمن لتأمين استمرارية الخدمات، متحديًا شحّ الموارد وضغط الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا أن كرامة الموظفين وعائلاتهم أولوية لا يمكن التنازل عنها".
وأشارت إلى أن "إنجازاته لم تكن مجرّد أرقام أو مشاريع، بل كانت قصصًا حقيقية تعكس مدى إنسانيته وإيمانه بمهمته، مستكملا ما بناه من سبقه في هذا الموقع الأستاذ أنور ضو، الذي كانت له بصمته الخاصة في أنسنة الإدارة وبناء المؤسسات".
وقالت: "نحن اليوم نودّع عاما صعباً ونستقبل آخر في زمن تستنزف بلادنا تحديات عظيمة تضاعف أثرها مع الحرب الإسرائيليّة على لبنان (...). وأمام المشهد المقلق للدمار الكبير، ولاقتصاد يئنّ تحت وطأة تراكم الأزمات، ولأوضاع اجتماعيّة تزداد صعوبة يوم بعد يوم، يمدّنا مشهد آخر بالرجاء، بطله يحي خميس وفريق عمل تعاونية موظفي الدولة؛ مشهد هو لنا مصدر قوّة وأمل"، متمنية لخَلَفه بالتفويض نزيه حمود "التوفيق وإكمال المسيرة".
وأضافت: "في هذه السنة، كثيرا ما تساءلنا، كيف يمكن لمعهد باسل فليحان" الاستمرار في دوره المتمثل في "بناء القدرات الوطنيّة في إدارة المال العام، ورفد صنّاع القرار بالبحث المسند إلى الحجج العلميّة والبيّنات"، في ظل "الواقع المتغيّر (...) والأزمات من كلّ الأنواع"، وفقدان المؤسسات "يوما بعد يوم قدراتها الماليّة والبشريّة والتقنيّة".
وجددت إصرار المعهد "على التعاون والعمل المشترك لمواجهة التحديات"، وإيمانه بأن "العمل مفتاح الأمل في بناء مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، قائم على مؤسسات قوية، ومواطن مسؤول، وثقافة مجتمعية داعمة".
خميس
وأشار خميس إلى أنه تولى إدارة تعاونية موظفي الدولة في نيسان 2014، وبقي "ضمن فريق عمل مميز ومتجانس ما يقارب 11 سنة". وقال: "خلال هذه السنوات انجزنا ما انجزناه، ولكن ليس بفضلي كشخص، بل بفضل فريق عمل متماسك ومحترف وإنساني بامتياز تحقيقاً لشعار ومبدأ أنسنة الإدارة".
وأبرزَ أن "قيمة هذه الإنجازات" تكمن خصوصا في كون جزء كبير منها تحقق "في السنوات الخمس الأخيرة في أصعب الظروف".
وأضاف: "فور تسلمي مهامي وضعت نصب عينيّ بعض الشعارات (...) وبعض الاهداف التي استطعنا ان نحقق جزءا يسيرا منها".
وأوضح أن خطة عمله والأهداف التي رسمها في التعاونية استندت إلى هذه المبادئ والشعارات، وأولها أن مؤسسات أي دولة تنجح أو تفشل بقدر ما تخدم الإنسان، وأن "المواطن صاحب حق وليس طالب خدمة"، مشدداً على أهمية الأسوب "لأن المواطن وخصوصا في مؤسسة إنسانية بامتياز كالتعاونية بحاجة إلى أفضل خدمة (...) مع الابتسامة والتعامل السليم".