متفرقات

قدّاس على نية شهداء كنيسة سيّدة النجاة - زوق مكايل في الذكرى الثلاثين لتفجيرها

الاحداث - برعاية رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع ممثلاً بالنائب ستريدا جعجع، أقامت منسقيّة منطقة كسروان في "القوّات اللبنانيّة" قدّاساً إلهياً على نية شهداء كنيسة سيّدة النجاة - زوق مكايل، وذلك لمناسبة الذكرى الثلاثين لتفجير الكنيسة.

ترأس الذبيحة الإلهية كاهن الرعيّة الأباتي بيار نجم يعاونه المدبر العام في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة الأب طوني فخري ورئيس دير سيدة النحاة الأب يوسف بطرس ولفيف من الكهنة، بحضور عدد من أعضاء تكتّل "الجمهوريّة القويّة" النواب: غسّان حاصباني، شوقي الدّكاش، جورج عقيص، فادي كرم، زياد الحواط، رازي الحاج، نزيه متّى، إلياس إسطفان وإيلي خوري، إضافة إلى الوزراء السابقين: مي شدياق، جو سركيس، ريشار قيومجيان، النواب السابقين: إيلي كيروز، إيدي أبي اللمع، وهبه قاطيشا، جوزف إسحق، أنيس نصّار، الأمين العام للحزب إميل مكرزل، رئيس إتحاد بلديات كسروان جوان حبيش، رئيس رابطة مخاتير كسروان جو ناضر، رئيس بلدية زوق مكايل إيلي بعينو وعدد كبير من رؤساء بلديات القضاء، عضوي الهيئة التنفيذية: بشير مطر ودانيال سبيرو، مستشار رئيس الحزب ورئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في الحزب أنطوان مراد، مُنسّق المنطقة نهرا البعيني، عدد من أعضاء المجلس المركزي، رئيس إقليم كسروان في حزب "الكتائب اللبنانيّة" ميشال حكيّم، مفوّض كسروان - الفتوح في حزب "الوطنيين الأحرار" دوري خيرالله، مختار البلدة جوزيان خليل، أهالي الشهداء، فاعليات من مختلف المناطق، وحشد من مناصري حزب "القوّات" ومن المؤمنين وأهالي المنطقة.

وألقى الأباتي نجم عظة جاء فيها: "نجتمع هذا المساء لنحتفل بعيد مار يوحنا مارون مثل سائر الموارنة الذين، بحسب قول العلامة الماروني الأب يواكيم مبارك، "لم يأتوا لبنان كلاجئين ولا كمضطهدين، بل كمرسلين يستخدمون النسك في رسالتهم، نحن لم نكن يوماً لاجئين في وطننا، ولن نكون لا لاجئين ولا خائفين، لا قانطين ولا محبطين"، وتابع: "نجتمع اليوم، لنُحي ذكرى إخوة وأخوات سقطوا في هذه الكنيسة المباركة منذ ثلاثين سنة وصوت شهدائنا يصرخ الى الرب من الأرض طلباً لعدالة لم تتحقق، وإن لم تتحقق عدالة الأرض، فأين المهرب من عدالة السماء؟".

ولفت الأباتي نجم إلى أن "المؤامرة لا تزال اليوم مستمرة وإن اختلفت الأشكال وتبدّلت الأقنعة، فلبنان لا يزال مُختطفاً، يماطلون في عقد جلسة لانتخاب رئيس للبلاد، ورغم هذا فنحن شعب لا ييأس، فدم شهدائنا يهبنا الرجاء، نحن الذين نمات كل يوم، لهم أقول: أنتم قوتنا، أنتم اليوم شفعاء لنا في السماء، فصلّوا لأجلنا وتضرّعوا أمام وجه الآب، وصلّوا للبنان أنتم الذين رويتم بدمائكم ترابه، وقدّمتم جسدكم محرقة تامة في هيكله المقدّس. ولأهلهم، الذين لا يزال جرحهم نازفاً منذ ثلاثة عقود، أقول: العدالة آتية، إن لم تكن عدالة الأرض، فعدالة السماء ترتقب، فالرب عادل ويحب العدل، وهو الذي يحكم على الأمم بالعدل ويدين الشعوب باستقامة".

بعد القدّاس، تم وضع أكاليل من الغار على نُصب الشهداء تخليداً وتكريماً لذكراهم، وألقت النائب جعجع كلمة رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" وقالت: "اليوم الذكرى الثلاثين لانفجار كنيسة سيّدة النجاة، المجزرة التي مر عليها ثلاثون عاماً وكأنها وقعت البارحة. أتذكر حين شاركت في جنازة ذكرى السنة لراحة أنفس شهداء هذا الانفجار، عندما وصلت إلى هذه الكنيسة. لا يمكنني نسيان استقبال أهالي الشهداء لي على الرغم من مصابهم الأليم. رأيت في عيون كل شخص منهم حكم البراءة".

وأكّدت النائب جعجع لأهالي الشهداء أن "الجناة الذين ارتكبوا هذه المجزرة في هذه الكنيسة، وحتى اليوم لم يُحاكموا بعد، سيأتي يوم ينالون فيه عقوبتهم. هناك أمور في هذه الدنيا تكون واضحة وضوح الشمس، ولا تحتاج إلى حكم قضائي لندرك من ارتكبها. نحن نعرف تماماً من ارتكب هذه المجزرة ولو أن العدالة لم تأخذ مجراها بعد، إلا إنني أؤكد لكم أنها ستأخذ مجراها حتماً ولو بعد مرور مائة عام".

وتوجّهت لـ"ما تبقى من النظام الأمني السوري-اللبناني الذي حاول إلصاق أبشع جريمة بـ"القوات اللبنانية" والحكيم" بالقول: "أن رحلت أما القوات فبقت وستبقى لأنه "ما بصح إلا الصحيح".

وتابعت: "أود أن أتوجه اليوم إلى رفيقة لنا، تستحق لقب بطلة، وهي الرفيقة أنطوانيت شاهين، التي تعرضت لأبشع أنواع التعذيب. كان هدفهم كسرها وإضعافها لكي تقول ما هم يريدونها أن تقوله. وأنا متأكدة من أنهم لم يتوقعوا أبداً أن تقوم أنطوانيت بكسرهم وتصمد أمام وحشيتهم وإجرامهم، وتبقى ملتزمة موقفها ومتمسّكة بالحقيقة لتصبح رمزاً للنضال، ليس في لبنان فحسب، بل في العالم أجمع، وتصل لتصبح سفيرة لعدد كبير من المنظمات الإنسانيّة العالميّة وتحصل على تكريمات وأوسمة عدّة أبرزها وسام الاستحقاق الوطني برتبة فارس من الدولة الفرنسية".

واستطردت: "وبما أننا نتحدث عن إجرامهم ووحشيتهم التي لم تقتصر على أنطوانيت شاهين فقط، بل تعرض لها عدد كبير من رفاقنا في حزب "القوات"، لا يسعني اليوم سوى أن أخص بالذكر أيضاً رفيقنا فوزي الراسي الذي استشهد تحت التعذيب، ورفيقنا رفيق سعادة الذي اعتقل ظلماً لمدة عشر سنوات، ورفيقنا رمزي عيراني الذي اختطف وقتل بأبشع الطرق".

وبعد توجّيهها التحيّة لأهالي الشهداء ورفاقها في حزب "القوات اللبنانية"، قالت النائب جعجع: "لا يمكنني أن أنسى في هذه المناسبة أن أوجّه تحيّة من القلب إلى روح قامة وطنيّة كبيرة قادت لبنان للتحرر من الإحتلال السوري، المثلث الرحمات البطريرك الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، الذي وللتاريخ سأقول إنه عندما زرته في مقرّه في بكركي في تلك الفترة قال لي: إن من يحمل مشعل المسيحيين في لبنان، آخر معقل لهم في منطقة الشرق الأوسط، بالتأكيد ليس هو من يفجر كنيسة".

ولفتت النائب جعجع إلى أن "هذه ليست المرة الأولى التي نستشهد فيها، وليست المرة الأولى التي نستشهد فيها في كنيسة، فقدرنا في هذه المنطقة أن نناضل من أجل الحريّة. هذه الحرية التي تمثل قضيتنا المركزية كشعب منذ 1600 عام. هذه الحرية هي نفسها الحريّة التي قاوم في سبيلها أسلافنا وأجدادنا في وادي قنوبين، وعلى رأسهم بطاركتنا الموارنة الشهداء الأبطال، كل الطغاة وأعتى الجيوش، وهي نفسها الحريّة التي أوجدت لبنان الكيان، وهي نفسها الحريّة التي حملنا السلاح من أجلها، وهي نفسها الحريّة التي ارتضينا السجن والتنكيل والإضطهاد والتعذيب والإستشهاد كي لا نتخلى عنها،وهي نفسها الحريّة التي ارتضى سمير جعجع أن يقبع 11 عاماً و أشعر في معتقله تحت الأرض في أجلها، وهي نفسها الحريّة التي سقط في سبيلها شهداء "ثورة الأرز"، وفي نفسها الحريّة التي تقوم عليها "الجمهوريّة القويّة" التي نناضل في سبيلها اليوم، جمهوريّة السيادة والحريّة والإستقلال".

وختمت النائب جعجع بالقول: "نظراً لأننا في زمن الصوم المبارك، أود أن أوجه كلمة إلى الشعب اللبناني كافة وأقول: بعد الصلب دائماً ما تأتي القيامة، لذلك من هنا، من ذكرى أبشع مجزرة، التي تعيدنا بالذكريات إلى أبشع أيام مرت علينا، أود أن أقول لكم: لا تيأسوا، لا تستسلموا، واصمدوا. هذا ليس مجرد كلام، هذه شهادة حياة، فمهما جار عليكم الزمن، في النهاية لن يصح إلا الصحيح... وكما جاءت قيامة "القوات" بعد أحد عشر عاماً من "الجلجلة"، ستأتي قيامة لبنان، وبالتأكيد لن ننتظر طويلاً، فنحن مع الكنيسة باقون، مع غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ومع الرهبانية المريمية اللبنانية التي تحتضن كنيسة سيدة النجاة باقون، وبالتأكيد لن ننسى ذكر الأباتي الراحل أنطوان صفير الذي أصيب أيضاً في هذا التفجير الغادر، مع شعبنا الأبي والوفي باقون، لأن هذه الأرض مروية بدماء الشهداء وعرق الآباء والأجداد، نحن باقون بحريتنا وإيماننا، نحن باقون في لبنان السيد الحر المتنوع".

من جهته، أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب شوقي الدكاش أنه "سيأتي يوم سيحاسب فيه التاريخ بالأسماء والوقائع المعروفة المجرمين ، ويحقق العدالة. العدالة المفقودة من تفجير سيدة النجاة إلى اغتيال شهداء 14 آذار، إلى تفجير المرفا وصولا للتفرد باعلان الحرب من الجنوب وتهديد البلد بالدمار. فلو طُبقت العدالة على الجميع لم يكن هنالك اليوم سلاح غير شرعي، ولا كان قرار البلد مصادر".

وقد استهل الدكاش كلمته بتعداد أسماء شهداء الكنيسة مؤكداً أن"الكنيسة، لبنان، القوات اللبنانية، سمير جعجع، الحرية والسيادة... هم من كانوا المستهدفين بتفجير كنيسة سيدة النجاة؛ وبعد 30 سنة، بقيت الكنيسة وبقيت القوات. بقيت الكنيسة، وتحديدا الرهبانية المارونية المريمية، ورغم جرحها الكبير؛ وبقيت القوات اللبنانية وسمير جعجع رغم التجني والخيانة والاضطهاد لان الكنيسة والقوات متجذران بهذه الأرض وراسخان بوجدان الناس". 

وذكّر بتضحيات الشباب والصبايا والمعاناة التي اختبروها بعد حلّ القوات اللبنانية وكيف بقيوا متمسكين بقناعاتهم.

وختم موجهاً "تحية محبة لاهل شهداء الكنيسة الذين لم يقبل أحد منهم يرفع دعوى شخصية رغم كل الضغوط التي تعرضوا لها، لانهم كانوا يعرفون بضميرهم ووجدانهم ان لا الحكيم ولا القوات اللبنانية يفجرون كنيسة، نحن كنا وسنبقى نبني الكنائس ونحميها بدمنا".

أما منسّق المنطقة نهرا البعيني، فقال في كلمته: "كيف لنا أن ننسى أو نتناسى، أو أن نطفئ شعلة المواجهة، مواجهة مَن خطط وموّل ونفّذ جريمة تفجير الكنيسة. أرادوا استهداف القوّات اللبنانيّة أن يكون داخل كنيسة، وفي عقر دار كسروان، ومن كسروان جئنا اليوم لنقول لهؤلاء القتلة أن الكنيسة بخير، القوات بخير، الحكيم بخير وكسروان بسواعد أبنائها المناضلين بألف ألف خير".

وختم قائلاً: "جئنا اليوم من البلدات كافة، لنصلّي معاً ونتعهّد مرة جديدة ألا ننسى ما تم ارتكابه هنا، وأن ما جرى لن يمنعنا من إكمال مسيرة الحياة ومشوراها، أي كما حصل بالأمس في كفردبيان التي تم تتويجها عاصمة سياحية شتوية، وفي الوقت الصعب قدّمت مقاومين وحرّاس جرد قلّ مثيلهم، ومنهم البطل شلومو وكل الشهداء، ولهم منّا جميعاً ألف تحية وتحية.

وكان لرئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب "القوات اللبنانية" أنطوان مراد، قال فيها: "ثلاثون عاماً... الرب هنا، الكنيسة هنا، الرهبان هنا، القوات هنا، الأهالي هنا، والشهداء حتما حتما حتما هنا. في عبق البخور عند كل ذبيحة، بعدما باتوا هم الذبيحة على درب الإيمان. الشهداء هنا، خيالاتهم على جدران الكنيسة، عيونهم مسمّرة على الصليب، وأنفاسهم المخطوفة في ثنايا ثوب سيدة النجاة. الشهداء هنا، في الضمائر والقلوب والذاكرة، هم الذين قصدوا الكنيسة للصلاة فتحوّلوا شفعاء يصلّون لنا من سمائهم".

وختم: "ثلاثون عاما أرادها أصحاب النوايا السود في الغرف السود نهاية القوات، فكانت بداية جديدة للقوات بعد جلجلة قاسية، وها هي القوات والكنيسة في الواجهة معا من أجل الحرية والسيادة والتنوع، في وجه من يحاولون قتل الروح بعدما فشلوا عبر قتل الجسد... وليعلموا أنهم، وإن نجوا من عدالة الارض، فسيدة النجاة تقول لهم لا نجاة من عدالة السماء".

وتجدر الإشارة إلى أن جوقة "وتر" قامت بخدمة القداس، وتولى التنظيم فوج من كشافة "الحريّة" يتقدمه حملة الأعلام.