الاحداث - أطلقت جمعية "إدراك والبرنامج الوطني للصحة النفسية " مشروع "المساعدة الذاتية المدعمة" Self Help Plus (SH+) بدعم من منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع لجنة الإنقاذ الدولية، وبتمويل من الصندوق الائتماني المُخصَّص للبنان (LFF) الذي يديره البنك الدولي، بعد ظهر اليوم الخميس 29 شباط 2024 في فندق Citea Apart Hotel – الأشرفية، في حضور رئيس جمعية إدراك ومؤسسها د.إيلي كرم، المدير التنفيذي لجمعية "إدراك" د.جورج كرم، نائبة المدير الوطني للجنة الإنقاذ الدولية زينة زوين، مديرة العمليات بالبرنامج الوطني للصحة النفسية بيرين بوسبيك عون ممثل منظمة الصحة العالمية، وبمشاركة الدكتور كينيث كارسويل، خبير تقني من منظمة الصحة العالمية.

كلمة "إدراك"

بداية، ألقى د. جورج كرم كلمة باسم جمعية "إدراك"، قال فيها:"إنه لمن دواعي سروري، أن أقف أمامكم اليوم للاحتفال بالنجاح  الذي تحقق من خلال تنفيذ Self Help Plus، وهي مبادرة رائدة وجدت طريقها إلى لبنان للمرة الأولى.

Self Help Plus هو تدريب أطلقته منظمة الصحة العالمية لإدارة الاجهاد للتعامل مع الشدائد. ويمثل هذا علامة فارقة في التزامنا بتعزيز الصحة النفسية والرفاهية داخل مجتمعنا، في عالم يتحرك في كثير من الأحيان بوتيرة لا هوادة فيها، ولاسيما أنه لا يمكن المبالغة في أهمية الرعاية الذاتية".

أضاف:"تمتلئ حياتنا اليومية بالعديد من التحديات والضغوطات والشكوك، وكلها يمكن أن تؤثر سلباً على صحتنا النفسية. وإدراكًا منا للحاجة إلى استراتيجيات رعاية ذاتية فعالة يمكن الوصول إليها، فقد قمنا باعتماد برنامج (SH+).

هذا التدخل هو نهج شامل لإدارة الإجهاد الذي يمكّن الأفراد من تحمل مسؤولية سلامتهم النفسية. ويساعد على التقليل من الضيق النفسي عند البالغين، بغض النظر عما إذا كانوا يعانون من حالة صحية نفسية يمكن تشخيصها أم لا، وقد ثبت أنه يمنع ظهور الاضطرابات النفسية لدى البالغين.

(SH+) ليست ترفاً؛ إنها ضرورة، لذلك يجب علينا الاعتراف بأهمية رعاية صحتنا النفسية، تمامًا كما نفعل مع صحتنا الجسدية".

ولفت الى "أن تنفيذ برنامج (SH+) للمرة الأولى في لبنان هو بمثابة شهادة على إيماننا بأن الصحة النفسية هي حق عالمي، وأن الجميع يستحقون فرصة للنجاح".

وقال:"إن ما يميز هذا التدخل ليس نجاحه العالمي فحسب، بل قدرته على التكيف مع السياق اللبناني. ومن خلال توفيرها باللغة اللبنانية، فإننا نكسر الحواجز ونجعل هذه الأدوات الأساسية في متناول جمهور أوسع. نحن نفهم الفروقات الثقافية الفريدة والتحديات التي يواجهها مجتمعنا، ويعكس تكييف البرنامج التزامنا بتلبية هذه الاحتياجات المحددة".

وختم:"من خلال تبني برنامج Self Help Plus، فإننا نتخذ خطوات استباقية نحو إنشاء مجتمع أكثر صحة ومرونة.

معًا، دعونا نجعل هذه الموارد ليس فقط متاحة ولكن في متناول كل ركن من أركان لبنان".

كلمة لجنة الإنقاذ الدولية

بعدها، ألقت السيدة زوين، كلمة لجنة الإنقاذ الدولية قالت فيها: "إنه لمن دواعي سروري وشعوري العميق بالفخر أن نجتمع اليوم للاحتفال بالرحلة المؤثرة التي بدأناها في تشرين الاول 2023. في شراكة وثيقة مع البرنامج الوطني للصحة النفسية، وجمعية "إدراك" التي قامت بتنفيذ برنامج "المساعدة الذاتية المدعمة" Self Help Plus.

لقد تم تحضير 479 فرداً في كل أنحاء لبنان، من الجنوب الى الشمال والبقاع وبيروت وجبل لبنان، بالمهارات اللازمة للتمكن من التعامل بفعالية مع الضغوطات المتزايدة في لبنان.

وتابعت:" قام المساعدون المتفانون، المجهزون بتدريب وموارد مكثفة، بأداء فعال لتنفيذ برنامج منظمة الصحة العالمية للمساعدة الذاتية بالإضافة إلى إدارة الضغوط النفسية. من خلال التدريبات وجهًا لوجه، والترويج للدورات التدريبية عبر الإنترنت، وقامت جمعية "إدراك" بخدمات الصحة النفسية المتخصصة،  بالتنسيق الوثيق مع البرنامج الوطني للصحة النفسية، وبدعم من لجنة الإنقاذ الدولية، عبر تزويد الأفراد بمهارات حيوية لإدارة الضغوط النفسية، حتى في ظل أصعب الظروف.

أضافت:"في مواجهة الشدائد والضغوطات اليومية، فإننا نسعى إلى أساليب فعالة للتخفيف من الضائقة النفسية، ومنع الاضطرابات النفسية هو بمثابة شهادة على تفانينا الجماعي لدعم الصحة النفسية في لبنان، وقد أصبح هذا المسعى ممكناً بفضل المساهمات السخية التي قدمتها الجهات المانحة في إطار مشروع "دعم التعافي الاجتماعي للفئات الضعيفة في بيروت"، الممولة من قبل مرفق التمويل اللبناني (LFF) الذي يديره البنك الدولي (WB)".

وختمت :"إن التزامنا الجماعي، جنبًا إلى جنب مع شركائنا الموقرين جمعية "إدراك" "والبرنامج الوطني للصحة النفسية" مستمر في توسيع نطاق تدخل المساعدة الذاتية المدعمة عبر المناطق اللبنانية المتنوعة. هدفنا هو مواصلة تعزيز الاساس الذي وضعه المشروع، والسعي لتوفير الدعم الحيوي للأفراد في التعامل مع التوتر، ومنع ظهور الاضطرابات النفسية، وتخفيف أعراض الحالات الموجودة، بالإضافة إلى المساهمة في تحسين الرفاهية العامة في مواجهة التحديات الهائلة التي نعيشها اليوم".

كلمة البرنامج الوطني 

ثم ألقت بيرين بوسبيك عون كلمة باسم "البرنامج الوطني للصحة النفسية"، قال فيها:"إنه لمن دواعي سروري أن أقف أمامكم اليوم ونحن نجتمع للاحتفال بإنجاز هام في رحلتنا نحو الصحة النفسية والرفاهية. اليوم، نقوم بنشر تدريب المساعدة الذاتية المدعمة (SH+) وهو مسعى يتردد صداه بعمق مع التزامنا بإمكانية إيصال الصحة النفسية للجميع. تم تطوير هذا التدريب من قبل منظمة الصحة العالمية، واعتمده البرنامج الوطني للصحة النفسية في لبنان مع شريكنا المنفذ "إدراك"، علماً أن التدريب يتكون من 5 جلسات للمجموعات الكبيرة وهي عبارة عن مزيج متناغم من البساطة والفعالية، ما يجعلها قابلة للتكيف.

ولفتت الى "أن SH+ يخفف من الضيق النفسي ويعمل كإجراء وقائي ضد ظهور الاضطرابات النفسية"، مشيرة الى" إن تنسيق SH+ يجعله مناسبًا تمامًا للاستخدام جنباً إلى جانب مع تدخلات الصحة النفسية الأخرى، كخطوة أولى في برنامج رعاية متكامل، أو كتدخل مجتمعي يتم تقديمه جنبًا إلى جنب مع البرامج المجتمعية الأوسع".

وقالت:"إن SH+ يتجاوز الحدود الجغرافية، ويصل إلى البالغين الذين يعانون من التوتر، بغض النظر عن ظروفهم أو مكانهم. يتوافق مشروع SH+ بسلاسة مع استراتيجيتنا الوطنية للصحة النفسية في لبنان".

وتابعت:"إنه خطوة فعّالة لتحقيق رؤيتنا المتمثلة بإمكانية كل فرد مقيم في لبنان من الوصول إلى خدمات الصحة النفسية.

ومن خلال نشر SH+، فإننا نوسع نطاق وصولنا، مما يضمن إنتشار مهارات إدارة التوتر في كل ركن من أركان مجتمعنا".

من التدريب إلى البودكاست: رحلة تحويلية

وأضافت:"رحلتنا لا تنتهي هنا. نحن نبدأ فصلًا جديدًا. سوف يقفز SH+ فوق المساحات المادية إذ سيتم تحويله إلى بودكاست - يساعد على مد يد العون لأولئك الذين يطلبون المساعدة. يعمل هذا البودكاست على سد الفجوات وتقديم والتوجيه والأدوات العملية للمستمعين .وفي الختام، دعونا نعترف بالجهد الجماعي الذي أوصلنا إلى هنا اليوم. الداعمون لنا والشركاء وكل واحد منكم - إن التزامكم يغذي مهمتنا. فلنتذكر أن الصحة النفسية ليست ترفا، إنه حق أساسي. دعونا نستمر في نسج شبكة أمان - شبكة تحتضن القلوب والعقول".

وبعدما، ألقى د.كينيث كارسويل رسالة ترحيب من منظمة الصحة العالمية، قدم بدروس كازازيان تفاصيل حول" المساعدة الذاتية المدعمة" Self Help Plus .

كما قدم عدد من المتدربين شهادات عن قصص نجاح.

بعدها، تم توزيع الشهادات على المدربين والميسرين.