إطلاق مبادرة "الصحة النفسية في مكان العمل"
الاحداث - أطلقت جمعية "إدراك" مبادرة بعنوان "الصحة النفسية في مكان العمل"، بالتعاون مع البرنامج الوطني للصحة النفسية، بالتنسيق مع لجنة الإنقاذ الدولية وبتمويل من الصندوق الإئتماني المخصص للبنان الذي يديره البنك الدولي، بعد ظهر اليوم الجمعة 23 شباط 2024، في فندق Citea Apart Hotel – الأشرفية في حضور المدير الوطني للجنة الإنقاذ الدولية خوان غابرييل ويلز، رئيس البرنامج الوطني للصحة النفسية الدكتور ربيع شماعي ، المدير التنفيذي لجمعية "إدراك" د. جورج كرم ، وممثلين عن وزارة الصحة العامة.
كرم
استهل الاحتفال بكلمة للمدير التنفيذي لجمعية "إدراك" الدكتور جورج كرم الذي رحب بالحضور، وقال:"أود أن ألقي الضوء على موضوع بالغ الأهمية غالبًا ما يتم تجاهله في العديد من أماكن العمل: الصحة النفسية. في عالمنا سريع الخطى، حيث يتم تقدير الإنتاجية في كثير من الأحيان فوق كل شيء آخر، يمكن بسهولة التغاضي عن أهمية الصحة النفسية. ومع ذلك، فالحقيقة هي أن الصحة النفسية تؤثر بشكل كبير على بيئة عملنا وإنتاجيتنا ونجاحنا بشكل عام".
أضاف:"مثلما نعطي الأولوية لتدابير الصحة والسلامة البدنية في مكان العمل، يجب علينا أيضًا أن نعطي الأولوية للصحة النفسية. ففي نهاية المطاف، الصحة النفسية ليست مجرد غياب المرض النفسي، بل هي حالة من الرفاهية يستطيع فيها كل فرد التعامل مع ضغوط الحياة العادية، والعمل بشكل منتج، والمساهمة في مجتمعه".
وتابع:"بناءً على الأبحاث التي أجريناها في "إدراك"، وجدنا أن 1 من كل 4 لبنانيين يعاني من اضطراب نفسي واحد أو أكثر في حياتهم. وفقًا للاتحاد العالمي للصحة النفسية، يعاني واحد من كل خمسة أشخاص من حالة صحية نفسية في مكان العمل. وهذا يؤدي إلى خسارة شهر واحد في إنتاجية الموظفين".
وأردف:"لهذا السبب، أطلق البرنامج الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العامة بالتعاون مع إدراك كشريك منفذ، وبدعم من لجنة الإنقاذ الدولية والبنك الدولي والدعم الفني من منظمة الصحة العالمية، مشروع"تدريب المدربين" والذي يتعلق ب “المبادرة الوطنية للصحة النفسية في مكان العمل".
ولفت كرم الى أن" الدعوة كانت مخصصة لأبطال الصحة النفسية من المتخصصين في أقسام الموارد البشرية والإدارة وعلاقات الموظفين، والذين يعملون حاليًا إما في القطاع العام أو في القطاع الخاص من مختلف الوزارات والمؤسسات والشركات".
وأشار الى ان "التدريب قدم للحاضرين معرفة عامة حول تحديات الصحة النفسية المختلفة مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب وتعاطي المخدرات وما إلى ذلك، وزودهم بالأدوات المناسبة ومهارات الاتصال من أجل مواجهة هذه التحديات ودعم زملائهم في العمل"، كما حصل المتدربون على المعلومات التي من شأنها مساعدتهم على التعرف على الضغوطات المختلفة، لبدء وإنهاء المحادثات مع زملاء العمل حول الصحة النفسية ودعوتهم لطلب المساعدة".
وتابع:"من خلال هذه المبادرة، قدمت جمعية "إدراك" التدريب لأكثر من 300 شخص يمثلون أكثر من 100 مؤسسة. والآن، نحن نفتخر بوجود مجموعة ماهرة ومجهزة لتهيئة بيئات عمل صحية نفسيًا".
وتوجه الى "القادة والمديرين بالقول:"تقع على عاتقنا مسؤولية الاعتناء ببعضنا البعض وخلق بيئة يشعر فيها الجميع بالتقدير والاحترام والدعم. ومن خلال الاستثمار في مبادرات الصحة النفسية، فإننا لا نفيد الأفراد داخل مؤسستنا فحسب، بل نعزز أيضًا قدرتنا الجماعية على الازدهار والنجاح".
وختم:"ندعو الى الالتزام بدعم الصحة النفسية في مكان العمل. معًا، يمكننا خلق ثقافة لا تكون فيها الصحة النفسية مجرد فكرة لاحقة، بل هي ركيزة أساسية لنجاحنا".
ويلز
ثم ألقى المدير الوطني للجنة الإنقاذ الدولية خوان غابرييل ويلز كلمة قال فيها :"نحن في لجنة الإنقاذ الدولية، متخصصون في تقديم الدعم لانقاذ حياة الأشخاص من النواحي كافة، مع دعم الأنظمة الوطنية في أوقات الأزمات. ونحن نعمل بشكل وثيق مع أكثر من 30 شريكًا لبنانيًا وطنيًا في مجالات الحماية والإنعاش الاقتصادي والتعليم والصحة.
وفي هذا الاطار، بدأنا في رحلة لمدة عامين مع البرنامج الوطني للصحة النفسية وجمعية "إدراك" للاستثمار في الصحة النفسية، وهو قطاع يحظى باهتمام محدود نسبيًا في خضم العديد من الأولويات الوطنية المتنافسة وأولويات الجهات المانحة. ومع ذلك، فإننا نعلم من خلال البيانات الكثيرة المتوفرة أن عدداً كبيراً من السكان يعانون كثيراً من الضيق، وكان هناك تأثير كبير على الصحة النفسية من الشدائد المتراكمة: الأزمة الاقتصادية، والوباء، وانفجار مرفأ بيروت، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية. وعدم الاستقرار على الحدود، وكل هذا في بلد ذو موارد ضئيلة".
أضاف:" بالطبع، لا يمكننا الحديث عن أي من هذه النقاط من دون الحديث عن مكان العمل، حيث يقضي الكثير منا معظم أيامه في بيئة عمل، حيث يُتوقع منا تقديم الحلول وإنتاجها وإيجادها. ولذلك يجب علينا أيضًا أن ندرك دور الصحة النفسية على الموظفين ودور القادة في أماكن العمل.
لذلك، كجزء من مشروع " دعم التعافي الاجتماعي للفئات المستضعفة في بيروت" بالتنسيق مع لجنة الإنقاذ الدولية وبتمويل من الصندوق الإئتماني المخصص للبنان الذي يديره البنك الدولي، شاركت إدراك في تصميم وتنفيذ مشروع مشروع الصحة العقلية في مكان العمل في كانون الثاني 2023، لتطوير مواد تدريبية وطنية وتقديم دورات تدريبية وحملات ترويجية.
ومن خلال هذا المشروع، نطمح إلى توسيع نطاق التزامنا خارج حدود منظمتنا والدعوة إليه بين الشركات في جميع أنحاء البلاد. وهو أيضًا جزء من سلسلة أوسع من دعم الصحة النفسية الذي يتم تنفيذه في إطار هذا المشروع من قبل إدراك وشركاء آخرين متخصصين بالصحة النفسية في لبنان”.
شماعي
ثم ألقى رئيس البرنامج الوطني للصحة النفسية في لبنان الدكتور ربيع شماعي كلمة قال فيها: "إنه لمن دواعي سروري أن أخاطبكم اليوم ونحن نطلق مشروع الصحة النفسية في مكان العمل. كانت هذه المبادرة عبارة عن جهد تعاوني يهدف إلى تزويد المهنيين بالأدوات اللازمة لتعزيز صحتهم النفسية و صحة زملائهم في أماكن العمل.
منذ عام 2014، تعاون البرنامج الوطني للصحة النفسية مع الجهات المعنية لإصلاح نظام الصحة النفسية في لبنان. وقد تم تحقيق خطوات كبيرة في التشريع، والخدمات، والوقاية، والبحوث. ومع ذلك، لا تزال التحديات كثيرة، بخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا. وإدراكًا منا للدور الحاسم الذي تلعبه الصحة النفسية في مكان العمل، فقد أعطيناها الأولوية باعتبارها ركيزة أساسية لاستراتيجيتنا الوطنية للصحة النفسية.
وفي عام 2019، بدأت مسيرتنا نحو تعزيز الصحة النفسية في مكان العمل بمبادرة من البرنامج الوطني للصحة النفسية وبدعم من منظمة الصحة العالمية. في ذلك الوقت، تم تطوير ميثاق ودليل للموارد البشرية وموقع على شبكة الإنترنت، وتم إطلاق المبادرة مع العديد من الشركاء مثل ESA وAFD والعديد من الشركاء المهتمين، وقد تعهّد ووقّع الميثاق حوالي 17 شريكًا. عندما استشار البنك الدولي البرنامج الوطني للصحة النفسية حول أولويات الصحة النفسية في لبنان بعد عام 2020، برزت الصحة النفسية في مكان العمل كحاجة ماسة. والآن، بعد مرور أربع سنوات، مع شريكنا المنفذ IDRAAC، وبدعم من البنك الدولي ولجنة الإنقاذ الدولية، نجتمع معًا للاحتفال بإنجازات مرحلة المشروع هذه، لنشهد التأثير الإيجابي على المنظمات والأفراد المشاركين ولنعزز معًا مفهوم الصحة النفسية داخل أماكن العمل.
وفي الختام، دعونا نؤكد من جديد التزامنا بالصحة النفسية في مكان العمل. ومن خلال الوعي على ضرورة الاعتناء بها، فإننا لا نعزز الإنتاجية فحسب، بل نخلق أيضًا بيئة عمل أكثر تعاطفاً ومرونة. أشكركم على تفانيكم الذي لا يتزعزع من اجل خدمة الصحة النفسية في لبنان".
قصص نجاح وشهادات
كما قدم عدد من المتدربين من مختلف المؤسسات المشاركة شهادات عن قصص نجاح.
بعدها، تم توزيع الشهادات على المتدربين الذين شاركوا في الدورات التدريبية.