قضاء وعدالة

خلف: ما نشهده كارثي... ولا للفتنة!

الاحداث - وجّه نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف نداء قال فيه: "لا للفتنة! لا للفتنة! لا للفتنة! نداء لمن يعنيه الأمر، توقفوا الآن عن التقاتل. ماذا تفعلون؟ ألم نتعلم؟ ألم نتعلم من الانسياقات الانتحارية التي نغتال فيها بعضنا البعض؟  نغتال فيها مبرر وجودنا، العيش معا وميثاق وطن رسالة المحبة والسلام؟ ما نشهده كارثي من استعادة لغة العنف المدمرة. ما نشهده كارثي من الارتهان لمساحات الإستغلال الطائفي والمذهبي. ما نشهده كارثي من تصميم لتجاهل ذاكرة مأساتنا المليئة بالأوجاع. بالله عليكم، اتقوا الله. عودوا الى لغة العقل والحكمة والحوار. انحازوا للتفاهم القيمي في المواطنة النبيلة المتكاتفة على الخير العام".
 
أضاف: "العنف قاتل، والتعبئة الطائفية والمذهبية تدفن خيارنا الفريد الحضاري بالعيش معا متحابين متعاضدين متكاتفين متضامنين. ماذا أقول بعد؟ وقد وصل الوضع الى ما نحن عليه لينفجر بوجه الأبرياء على الطرقات ويرعب الأطفال في المدارس ويقتل الناس في المنازل. ما المطلوب؟ صارحوا الناس؟ هل المطلوب إعادة الحروب العبثية والفوضى ليسطع نجم البعض من جديد! ألا يكفي دما؟".

وتابع: "إن الناس ليسوا بأغبياء، لن ينجروا ولن يخدعوا مرتين. لم يعد لدي شيء أقوله.
إني أحذر من الانقضاض على لبنان الكبير الرسالة، وتشرذمه الى بؤر عنف وبؤس وفقر وجهل.  إني أحذر من جر البلاد الى حرب أهلية، وإسقاطها في دوامة العنف والتقاتل، وهذه المرة ليست ككل المرات، لن يحالف البعض الحظ بتسويات رخيصة على دماء اللبنانيين من هنا أو بقوانين عفو عام معلبة من هناك، لن يخرج أحد بطلا من هكذا مجازر".
 
ووجه نداء "إلى الناس": "أدعو كل اللبنانيات واللبنانيين الى وقفة ضمير وصلاة ودعاء.
اوقفوا الانتحار، فلنعلن ادانة العنف بكل اشكاله، فلنوقف الكراهية ولنضىء شمعة  في ظلمة هذه اللحظات البشعة. فلنحصن جميعا السلم الأهلي ونحميه بحماية بعضنا البعض. كفانا 17 سنة من التقاتل العبثي! كفانا 200 الف قتيل! كفانا عشرات المئات من الشهداء الاحياء! كفانا 17000 مخطوف! كفانا مليون مهجر ومهاجر! كفانا آلاف الضحايا والجرحى الذين سقطوا في تفجير مرفأ بيروت ومن سقط ويسقط اليوم عبثا".
 
وختم: "ندعو الجميع، ومن موقعنا، الى تحكيم الضمير والعودة الى الحكمة والعقل، مختارين اللجوء الى الدولة الحامية الحاضنة للعدالة. الآن، هو الامتحان الأصعب لنؤكد جميعا أن هذا الوطن هو لكل الناس، من دون أي تمييز أو إقصاء، وكل الناس تحت القانون والقضاء. حمى الله اهل لبنان".