من سيتولى الحكم في إيران في المرحلة المقبلة بعد مقتل رئيسي؟
الاحداث- خاص
بعد الاعلان رسميا ً عن مقتل الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في حادثة سقوط الطائرة المروحية التي كان يستقلها، يطرح السؤال الاهم من سيخلف الرئيس الايراني في مرحلة حساسة وكيف سيكون انعكاسها على المنطقة ؟ وماذا يقول النظام الدستوري في إيران؟؟ وما هي الإجراءات المتبعة في حالة الغياب الفجائي للرئيس، ولاسيما أن إبراهيم رئيسي(مواليد ١٩٦٠) يعد شخصية مؤثرة في السياسة الإيرانية، حيث شغل مناصب عدة بما في ذلك رئاسة السلطة القضائية عام ٢٠١٩ وقبل توليه الرئاسة في حزيران من العام 2021.
ماذا يقول دستور إيران؟
وفق المادة 131 من الدستور الإيراني إنه في حالة وفاة رئيس الجمهورية أو عزله أو استقالته أو غيابه أو مرضه لأكثر من شهرين، أو في حالة انتهاء فترة رئاسة الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد نتيجة وجود بعض العقبات أو نتيجة ظروف أخرى مشابهة، يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية مهام رئيس الجمهورية ويتمتع بصلاحياته بموافقة القيادة.
وتشير المادة 132 من الدستور أيضا إلى أنه في الفترة التي يتولى فيها النائب الأول لرئيس الجمهورية، مسؤوليات رئيس الجمهورية ويتمتع بصلاحياته، لا يمكن استجواب الوزراء أو حجب الثقة عنهم، ولا يمكن كذلك اتخاذ أي خطوة لإعادة النظر في الدستور أو لتنظيم استفتاء عام في البلاد، ويشغل منصب النائب الأول لرئيس إيران حاليا، محمد مخبر، الذي أعلن مقتل رئيسي رسميًا .
وفي هذا الاطار ، يجيب مصدر مطلع على النظام الايراني على كل هذه الاسئلة في إتصال مع وكالة "الاحداث ٢٤":"الدستور الإيراني ينظم بوضوح الخطوات الواجب اتباعها في حالة عجز الرئيس أو غيابه.
والدستور ينص على أن يتولى نائب الرئيس مهام الرئاسة بصورة مؤقتة حتى يتم انتخاب رئيس جديد، وتُجرى الانتخابات في خلال مدة لا تزيد عن ستين يومًا، وفقًا للمادة القانونية التي تحكم وتنظم هذه الإجراءات.
ولفت الى أنه حدث هذا في الفترة التي تلت وفاة الرئيس الإيراني الأسبق، حيث تم تطبيق الدستور بشكل فعال.
وقال:"نائب الرئيس الإيراني الحالي، الذي سيتولى المهام حال غياب رئيسي، هو محمد مخبر ولديه خبرة سياسية وإدارية تمكنه من قيادة البلاد في الفترة الانتقالية بشكل جيد. وربما لا يقتصر دوره على أن يكون بمثابة نائب للرئيس فحسب، فيُعرف عن النائب الحالي توجهه الاصلاحي المرن بشكل يُمكن معه أن يلعب دورًا حيويًا في السياق الإيراني الحالي.وامتصاص التوتر والأزمات علي الصعيدين الإقليمي والدولي".
من هو محمد مخبر:
النائب الأول للرئيس الإيراني إبراهيم رئيس، وعضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام، يبلغ من العمر 68 عامًا، ويحمل دكتوراة في القانون الدولي وأخرى في الإدارة، تسلم سابقًا منصب رئاسة اللجنة التنفيذية لأوامر المرشد، ومعاون تسويقي لإدارة النقل في مؤسسة المستضعفين، ورئاسة هيئة إدارية لمصرف سينا الإيراني، ومعاون محافظ خوزستان جنوب إيران، تم فرض عقوبات عليه في العام 2021 عبر الخزانة الأميركية على خلفية الأحداث الأمنية المتعلقة بوفاة الشابة مهسا أميني.
وعن مخبر يقول المصدر المطلع على السياسة الايرانية:"يعرف مخبر بتوجهاتهً الإصلاحية مقارنة بالمحافظين الأصوليين في الحكومة الإيرانية، وقد دافع كثيراً عن برامج تحديث البنية التحتية وتعزيز الخدمات العامة في إيران.
كذلك، له دور مؤثر في تطوير سياسات الصحة والتعليم خلال فترة توليه مناصب سابقة في الحكومة."
ويضيف المصدر :"إذا ما اضطر مخبر لتولي مهام الرئاسة مؤقتًا،من المتوقع أن يستمر في دفع عجلة الإصلاحات الاقتصادية ،والسعي لتحسين العلاقات الدولية لإيران.
وقد يعمل على تخفيف العزلة الدولية التي تواجهها البلاد بسبب البرنامج النووي الايراني، والعقوبات الاقتصادية، مع محاولة لاستعادة بعض الثقة مع الدول الغربية.
ويتابع:"في ضوء التحديات الإقليمية والدولية، سيكون من الضروري لمخبر والإدارة الإيرانية التعامل مع الأزمات بدبلوماسية بحكمة، مع الحفاظ على مصالح إيران وتحالفاتها (التقليدية) في الفترة المقبلة ،وقد تكون هذه الفترة حاسمة في تحديد مدى نجاح إيران في الملاحة خلال هذه العواصف السياسية والاقتصادية، التي تمر بها المنطقة وستعتمد بشكل كبير على قدرة مخبر وفريقه على إدارة الأزمات وتوجيه البلاد نحو مزيد من الاستقرار داخليا وخارجيا .
واعتبرالمصدر أن " دور مخبر كنائب للرئيس يعطيه الفرصة للتأثير بشكل مباشر على السياسات الداخلية والخارجية في هذه الفترة الانتقالية المحتملة.
فلديه تجربة في التعامل مع الأزمات، وبخاصة فيما يتعلق بالقضايا الاقتصادية ، ما يجعله مرشحًا قويًا لتولي مسؤوليات أكبر في حال تم دعوته من خمينائي للقيام بذلك".
ورأى المصدر" أن مخبر، بصفته قائدًا اقتصاديًا سابقًا، يمكن أن يعتمد على خبرته لتنفيذ سياسات تهدف إلى إعادة تنشيط الاقتصاد الإيراني وتحسين معيشة المواطنين ولاسيما حل مشكلة البطالة ".
ومن المحتمل أن يركز على تعزيز الاستثمار في البنية التحتية، تحسين الخدمات العامة، وتطوير القطاعات الحيوية مثل الطاقة والتكنولوجيا.
ورأى المصدر أن مخبر قد يسعى لاستعادة العلاقات مع بعض الدول الأوروبية والبحث عن سبل للتعاون مع الشرق الأقصى.
وتحسين العلاقات مع دول الجوار والعمل على مبادرات إقليمية قد يكونان جزءًا من استراتيجيته لتعزيز الأمن والتعاون في المنطقة.
وختم:" الفترة القادمة ستكون حاسمة لمخبر ولإيران ككل. كيفية التعامل مع الضغوط الدولية، التي ستحدد مدى نجاح الإدارة الإيرانية في التنقل عبر التحديات الراهنة والمستقبلية.