دوليات

حصيلة قتلى هجوم موسكو ترتفع إلى 62 وميدفيديف لقادة أوكرانيا: الموت مقابل الموت

الاحداث- انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للرجال المشتبه بتورطهم في الهجوم على المركز التجاري في ضواحي موسكو وأدى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين.
يقل عن 145 آخرين في هجوم مسلح على قاعة للحفلات الموسيقية قرب العاصمة موسكو، وفق ما أفاد جهاز الأمن الفدرالي الروسي.

وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وقال التنظيم في بيان نشره على تلغرام إن مقاتليه "هاجموا تجمعا كبيرا في ضواحي العاصمة الروسية موسكو"، وأضاف أن المقاتلين "انسحبوا إلى قواعدهم بسلام".

وقبل أسبوعين، وجهت السفارة الأمريكية في روسيا تحذيرا لمواطنيها بتجنب التجمعات الكبيرة، قائلة إنها ترصد تقارير تفيد بأن "متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف التجمعات الكبيرة في موسكو، ومنها الحفلات الموسيقية". وقامت السفارة، مساء الجمعة، بإعادة حث المواطنين الأمريكين على تجنب المنطقة المجاورة للهجوم.

تفاصيل الهجوم

أطلق أربعة أشخاص، يرتدون ملابس مموهة، النار في قاعة الحفلات الموسيقية "كروكوس سيتي هول"، حسبما أظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تحققت بي بي سي من صحته.

وأظهر مقطع الفيديو الذي حصلت عليه وكالة رويترز للأنباء، نشوب حريق كبير وتصاعد أعمدة الدخان فوق المبنى.

ونددت وزارة الخارجية الروسية بالحادث، ووصفته بأنه "اعتداء إرهابي دام". وتتواجد الشرطة المتخصصة في مكان الحادث.

وأظهرت لقطات مصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، مسلحين داخل قاعة الحفلات الموسيقية، بينما ذكرت وسائل إعلام رسمية أن بعض الأشخاص ما زالوا بالداخل.

وذكرت وكالة تاس للأنباء أن النيران اشتعلت في ثلث مكان الحفل وأن سقف المبنى اشتعل بالكامل تقريبا.

وبحسب وزارة الطوارئ الروسية، تمكنت عناصر الدفاع المدني من إجلاء حوالى 100 شخص كانوا في الطابق السفلي من قاعة الحفلات الموسيقية. والعمليات جارية "لإنقاذ أشخاص من سطح المبنى باستخدام معدات الرفع".

وأعلنت وزارة الثقافة الروسية، إلغاء جميع الفعاليات العامة في جميع أرجاء البلاد، خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، المجتمع الدولي إلى إدانة الحادث الذي وصفته بأنه "جريمة وحشية".

وقال شاهد عيان يدعى فيتالي، تحدث لوسائل إعلام روسية، إنه كان في أحدى شرفات القاعة عندما سمع إطلاق النار.

وأضاف: "سمعنا إطلاق نار، ولم نعلم ماذا حدث في البداية، ثم رأيت بعض الإرهابيين يطلقون النار على الناس. لقد ألقوا بعض القنابل الحارقة، وبدأ كل شيء يحترق، وتم اقتيادنا نحو الخارج".

وقال شاهد عيان آخر مجهول الهوية إن "الأهالي كانوا يحضرون مسابقة للرقص مع أطفالهم عندما بدأ إطلاق النار، وتبع ذلك تدافع كبير، إذ ركض الأطفال وهم يرتدون ملابس الرقص".

وبحسب صحفي من وكالة أنباء ريا نوفوستي العامة، فقد اقتحم مسلحون قاعة الحفل قبل أن يفتحوا النار ويلقوا "قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، مما تسبب في نشوب حريق".

أوكرانيا تنفي وروسيا تهدد
أكدت أوكرانيا أنه "ليس لها أي علاقة" بإطلاق النار، كما وصفت الحادث بـ "العمل الإرهابي".

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، عبر تلغرام "لنكن واضحين، أوكرانيا ليست لها أي علاقة بهذه الأحداث".

واتهم جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الأجهزة الخاصة الروسية بالتخطيط للهجوم على قاعة الحفلات بموسكو.

وقال الجهاز عبر تلغرام إن "الهجوم الإرهابي في موسكو كان استفزازا مخططا ومتعمدا من الأجهزة الخاصة الروسية بناء على أوامر فلاديمير بوتين"، معتبرا أن الهجوم "يجب أن يُفهم على أنه تهديد من بوتين لإثارة التصعيد وتوسيع الحرب".

من جهته قال الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن القومي، دميتري مدفيديف، إن بلاده "ستقضي" على القادة الأوكرانيين إذا تبين أنهم مسؤولون عن الهجوم الدامي على قاعة للحفلات الموسيقية في ضواحي موسكو.

وأضاف مدفيدف عبر تلغرام "إذا ثبت أنهم إرهابيون تابعون لنظام كييف... فيجب العثور عليهم جميعا والقضاء عليهم بلا رحمة باعتبارهم إرهابيين، بما في ذلك قادة الدولة التي ارتكبت هذا العمل الفظيع".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إنه "ليس هناك مؤشر حتى الآن إلى أن أوكرانيا، أو أوكرانيين ضالعون في إطلاق النار".

ردود فعل واتهامات
نددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الجمعة بهذا "الاعتداء الإرهابي الدامي" و"الجريمة الفظيعة".

من جهته، قدم البيت الأبيض تعازيه، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين "نبدي تعاطفنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع. الصور مروعة ومن الصعب مشاهدتها".
 
وأضاف كيربي "ليس هناك مؤشر حتى الآن إلى أن أوكرانيا، أو أوكرانيين ضالعون في إطلاق النار".
 
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "الصدمة والفزع" بعد "الهجوم الإرهابي" في موسكو.
 
 تحذيرات
حذّرت السفارة الأميركية في روسيا مواطنيها قبل أسبوعين من أن "متطرفين لديهم خطط وشيكة لاستهداف تجمعات كبيرة في موسكو، بما في ذلك الحفلات الموسيقية".

وقالت ماريا زاخاروفا الجمعة "إذا كانت لدى الولايات المتحدة أو إذا حصلت على بيانات موثوقة حول هذا الموضوع، فيجب عليها نقلها على الفور إلى الجانب الروسي".

كما أعلنت السلطات الروسية في 3 آذار (مارس) أنها قضت على ستة مقاتلين يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية الجهادي في عملية نفذتها في إنغوشيا (جنوب)، وهي جمهورية صغيرة في القوقاز ذات أغلبية مسلمة.