تربية وثقافة

الحلبي: لبنان قد بنى فرادته على الجودة الاستثنائية لنظامه التربوي

الاحداث - تابع وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي مشاركته في فعاليات القمة التحضيرية لقمة " تحول التعليم "التي دعت إليها منظمة اليونسكو في باريس تحضيرا للقمة التي ستعقدها منظمة الأمم المتحدة في نيويورك  في خلال شهر أيلول ٢٠٢٢.
ويرافق الوزير الحلبي وفد يضم سفيرة لبنان لدى اليونسكو السيدة سحر بعاصيري الامينة العامة للجنة الوطنية لليونسكو ومستشارة دولة الرئيس نجيب ميقاتي للشؤون التربوية السيدة هبه نشابه ومديرة مكتب الوزير الحلبي السيدة رمزة جابر.
تضمن جدول أعمال الوزير الحلبي في اليوم الثاني  لقاء مع وزير التربية الكويتي علي المضف حضره وفد من كبار مسؤولي وزارة التربية الكويتية ،   أعرب خلاله المضف عن تضامن الحكومة الكويتية مع لبنان وحرصها على دوام العلاقات الوثيقة التي تربط الكويت بلبنان عبر التاريخ وعلى الصعد كافة خصوصا منها الاجتماعية. وبدوره شدد الوزير الحلبي على مكانة دولة الكويت الشقيقة المميزة لما يربط الشعبين من اواصر المحبة والقرابة. وقد وعد الوزير المضف بالبحث مع الحكومة الكويتية في إمكان تقديم اي دعم ممكن للقطاع التربوي في لبنان.
ثم التقى الوزير الحلبي السيدة ياسمين الشريف مديرة صندوق الأمم المتحدة  " التعليم لا ينتظر" حيث تم البحث  إفي إجراءات يمكنها ضمان العام الدراسي المقبل ، كما تم الاتفاق على الخطوات التي ستتبع في هذا الإطار. 
بعد الظهر شارك الوزير الحلبي في الطاولة الوزارية  وقدم مداخلة أبرز ما جاء فيها :

يعلمنا التاريخ، القريب والبعيد، أن لبنان قد بنى فرادته على الجودة الاستثنائية لنظامه التربوي، الذي كان دائمًا وسيبقى الضامن الأول للموهبة اللبنانية ولتألقها. ولطالما مر لبنان عبر الزمن بحروب واضطرابات، لكنه يعاني منذ بضع سنوات، من سلسلة  أزمات متعددة الأبعاد، غير مسبوقة،  ومن التحولات القاسية التي ينوء تحت عبئها، نذكر منها  أكثر من مليون ونصف لاجئ سوري، أزمة سياسية واقتصادية ومالية ونقدية لا مثيل لها، بالتوازي مع جائحة الكوفيد-19 ثم كارثة انفجار مرفأ بيروت ... 
لكن على الرغم من هذا الواقع المظلم، واجه لبنان تحديات الحفاظ على التعليم في ظل قيود ضاغطة ومتشابكة، منها تدهور نوعية الحياة، تراجع قيمة رواتب المعلمين وهجرتهم بحثًا عن فرص أفضل، انخفاض موارد أسر التلاميذ، أو حتى عوائق تسيير العمل في المؤسسات التربوية. في هذا الإطار، بذلت وزارة التربية والتعليم العالي، بمؤازرة أممية وفي مقدمتها منظمة اليونسكو، قصارى جهدها لتطوير آليات عمل سريعة ورشيقة للتخفيف من وطأة الأزمة على قطاع التعليم وتقليص الأضرار وضمان استمرارية التعليم. وإن كنا قد نجحنا جزئيًا، فهذا بفضل كل هذه الجهود المحلية والدولية، ولكن أيضًا وقبل كل شيء بفضل تفاني الهيئة التعليمية ومثابرة طلابنا وتصميم أسرهم. دعوني أؤكد لكم، لقد أظهر لبنان صمودا شعبيا ومؤسساتيا لا يزال يدهشنا حتى اللحظة.
واليوم، ورغم أننا ما زلنا نرزح تحت تداعيات كل  الأزمات التي ذكرتها، إلا أننا "محكومون بالأمل"، كما قال أحد كتّابنا العرب. فالتعليم هو الرافعة التي نراهن عليها لنصون هذا الأمل ولنقارب  التفكير بمستقبل بلدنا بذهنية مختلفة وجديدة. وتؤكد رؤيتنا، التي ظهّرناها في الخطة الخمسية للتعليم العام والتعليم العالي، على التزامنا بتعليم ذي جودة وإنصاف وشمولية، تعليم يهدف إلى تكوين مواطنين مسؤولين يعملون من أجل التقدم الإنساني والثقافي والاجتماعي والاقتصادي للبلاد. بالنسبة الينا، إن تنمية رأس المال البشري هي قضية إستراتيجية، لأنه أكثر مواردنا استدامة.
انطلاقا من هذه الرؤية وبعد المشاورات الوطنية حول المسارات المواضيعية الخمسة لقمة تحول التعليم، أدركنا، كما توقعنا،  أن مسارات التحول في التعليم هي نفسها تقريبا في كل مكان، ولكن بوتيرة وبأولويات مختلفة. .وإذا كانت ظروفنا اليوم تعيق تقدمنا ​​بالسرعة المطلوبة، تبقى الحقيقة أن لبنان قد رسّخ عبر التاريخ ممارسات استلهمها من الروحية اللبنانية كالتنوع والسعي المستمر للتميز والتحديث،أو كالانفتاح والمواطنة العالمية، والتي كلها ممارسات يمكننا الاستمرار في البناء عليها ...
أما بالنسبة للمستقبل، فطموحنا أن نساهم، بمعيتكم جميعًا، في بزوغ تعليم أكثر إنسانية يكرّس مركزية الإنسان في قلب اهتماماته، تعليم يعدّ شبانا وشابّات فاعلين مزودين بمهارات تخوّلهم العيش وإعادة ابتكار أنفسهم باستمرار في عالم رقمي متغير، يزداد تعقيدًا، تعليم يطوّع التقدم التكنولوجي لردم الهوات التي تعمّقت في الآونة الأخيرة، تعليم يزيل الحدود الجغرافية والعلمية والثقافية ، كي تكون هذه الإنسانية جديرة باسمها... 
إذا بدا لكم أن ما نصبو إليه صعب التحقيق، فلنتذكر هذا الشعار الذي ساهم في تشكيل وعينا ذات يوم: "كن واقعياً واطلب المستحيل"
من جهة ثانية ، 
يتابع الوزير الحلبي فعاليات القمة التحضيرية حتى يوم الخميس حيث يلتقي وزراء ومسؤولين في إطار جهوده المتواصلة الهادفة إلى إنقاذ التربية في لبنان .