ندوة لمركز التراث في "اللبنانية الأَميركية" عن "التراث الطبيعي اللبناني "من فوق
الأحداث - اقام "مركز التراث اللبناني" في الجامعة اللبنانية الأَميركية إِلى تحرُّكات جمالية من الجو لمناطق من لبنان في ندوته الإِلكترونية السادسة عشْرة بعنوان "تراث لبنان الطبيعي - كما في السماء كذلك على الأَرض"، أَعدَّها مدير "المركز" الشاعر هنري زغيب وأَدار حوارَها مع المصور الفوتوغرافي رامي رزق صاحب أَكبر مجموعة صُوَر للبنان من الجو، شاملة جميع المناطق اللبنانية في الفصول الأَربعة.
زغيب: شعب يبني وأَرض تَحفظ
في مقدمة الندوة قال زغيب: "قد يسأَل البعض إِن كان لهذه الحلقة مكانٌ وسْطَ ما يمر به لبنان من حرائق وعوائق بين تظاهرات وتحركات في كل قطاع. والجواب بسيط: الفرق بين الوطن والدولة. ما يحدث هذه الأَيام علاقتُه بالدولة، ونحن في "مركز التراث" علاقتُنا بالوطن. الدولةُ متغيِّرةٌ بِتَغيُّر العهود والحكومات. الوطن ثابتٌ لا يتغيَّر. الدولةُ رجالٌ يأْتون الحكْم ثم يرحلون. الوطنُ شعبٌ وأَرضٌ ولا يرحل. والإِرث في مفهومه الأَغلى: شعبٌ يبني التراث، وأَرض تحافظ على ما في طبيعتها من كُنوز".
وأَضاف: "موعدُنا اليوم مع هذا التراث الطبيعي في أَرض لبنان. لكنَّ موعدَنا سيكون مغايرًا عن المواعيد. سنزُور طبيعة لبنان من فوق، من سماء لبنان، ونحلِّق في رحلةٍ شاعريةٍ عالية صوب الجمال فوق تلالٍ من لبنان، فوق قُرًى وبلْداتٍ وسهولٍ وجبال، فوق بيتٍ يغفو تحت قرميده وشاطئ يغازل حوريَّات الرمل، فوق نهرٍ سادِر وشلَّال هادِر، بحيرة هنا وضفاف هناك، فوق صفحاتٍ من حجارةٍ ناطقةٍ بالآثار الشاهدة على عراقة لبنان التاريخ".
وختم: "موعدنا اليوم مع شعرٍ من نوعٍ آخَر، لا مكتوبًا ولا مسموعًا بل مرئيًّا بقلم الفنان الفوتوغرافي رامي رزق، وهو حلَّق بطائرة صغيرة مُسَيَّرة فوق مساحة لبنان، وعاد من طَيَرانه بصُوَرٍ من أَجمل ما به نعتزُّ، فنُباهي بوطنٍ يأْرَج بالجمال: من سُهوله الخضراء إِلى جباله البيضاء، من بيوته الـمُتَقَرمِدة بالأَحمر إِلى سهوله المتدثِّرة بالأَخضر، ومن ينابيعه الدافقة بأَعذب العطاء إِلى آثاره العابقة بعطر الضياء. إِنها رحلة مع كاميرا رامي رزق من الجوّ فوق تراث لبنان الطبيعي، نرى كُنوزَه من الطيَّارة فنفهم جمالَه أَكثر ونحن في السيارة. وهو هكذا جمالُ لبنان: كما في السماء كذلك على الأَرض".
الجولة من الجو
بعد المقدمة بدأَت جولة الكاميرا من الجو على مناطق لبنانية في خمس فئات من الصُور هي التالية:
1. لبنان الأَخضر: لقطات من سهول وقمَم خضراء تتماوج فيها تنويعات لونية ضمن اللوحة الطبيعية الواحدة، فوق وادي عاوْدين (عكار بين عندقت والقبيَّات)، وادي بِسْري، مرج بِسْري، كفرفالوس، سهل كفرمشكي، جزين، غابة العذْر (عكار)، صفصاف اللقلوق في الخريف، أَرز معاصر الشوف، محمية أَرز الشوف، أَرز الباروك، سهل قب الياس، سهل عمّيق (البقاع الغربي)، حرج بكاسين، جزين، حرج شوّان،...
2. لبنان الأَبيض: لقطات جوية لتلال وقمم مرصَّعة بالثلج فوق قمة عين زحلتا، غابة أَرز الباروك، غابة أَرز بشرّي، عيون أُرغش، صنوبر كفرسلوان، حلبات التزلج في عيون السيمان، تلال فقرا، محمية أَرز تنُّورين، جزين، جرد العاقورة، وادي قنوبين، صنين، راشيا الوادي، تلال قرنايل...
3. لبنان الثروة المائية: صوَر من الجو فوق منابع مياه في: بحيرة القرعون، نهر الليطاني، بحيرة تعنايل، شلَّال جزين، شلَّال فاريا، نبع اللبن، بحيرات العاقورة، شلَّال نبع أَفقا، بحيرات عيون أُرغش، نهر يحشوش، ...
4. لبنان البيت التراثي: لقطات لبعض البيوت القديمة ذات القرميد من مناطق لبنانية في: حي الجمَّيزة، شاطئ جبيل، خليج جونيه، شاطئ صور، السُور الفينيقي، ...
5. لبنان الآثار التاريخية: لقطات من الجو من زوايا مختلفة لمواقع في: قلعة نيحا، قاموع الهرمل، بقايا قلعة فقرا، المساحة الكاملة لهياكل بعلبك في لقطات متعددة.
وختم زغيب أَن "فوق أَرض لبنان اليوم غيومًا سُودًا تحجُب تراثه الأَرضي، لكنها ستنقشع، وسوف يعود الأَلق إِلى أَرضه الخصيبة التي تحتضن شعبًا عريقًا لا يَحتجب، وسيعود مُشرقًا بتاريخه الساطع وتراثه الدهريّ الذي لا تمحوه السنوات المالحة".
======