تربية وثقافة

كتاب مفتوح إلى وزير التربية: أدمغة "اللبنانية" في خطر

الاحداث- كتب أسد عيسى في "نداء الوطن": معالي الوزير طارق المجذوب المحترم: ندرك الكمّ الهائل من الصعوبات والمشاكل التي تعترض طريقك في ادارة هذه الوزارة، ولم نكن بوارد ان نضيف الى همومك همّاً إضافياً لو لم يكن على قدر من الأهمية، بحيث يضع مستقبل طلاب الجامعة اللبنانية من حملة الشهادات العليا في مهب الريح.

الثورة، وبعدها جائحة كورونا، معطوف عليهما الوضع الإقتصادي المزري، أدت في نهاية المطاف الى تأجيل وراء تأجيل للإمتحانات النهائية للفصل الأول وبعدها للفصل الثاني وبالتالي للسنة الدراسية 2019 - 2020، في معظم فروع الجامعة اللبنانية وبخاصة الفرع الثالث في طرابلس في كل الإختصاصات، علماً أن الجامعة لم تستطع مواكبة التطور الحاصل في وسائل التواصل الإجتماعي والإنترنت (كما حصل في كل الجامعات الخاصة التي أنهت العام الدراسي في الفترة المحددة). في المحصّلة، تم دمج امتحانات الفصلين الأول والثاني وتأجلت بداية إمتحانات هذين الفصلين مجتمعين الى أواخر شهر تموز، وتأجلت معهما نهاية السنة الدراسية الى منتصف شهر أيلول، وصدور النتائج والشهادات الى أواخره.

مقابل كل ذلك يا معالي الوزير، ان قسماً كبيراً من هؤلاء الطلاب من حملة الشهادات العليا في الليسانس والماجيستير والدكتوراه - وبعضهم من المتفوقين الذين يرفعون اسم الجامعة اللبنانية ولبنان عالياً - قد حجزوا مقاعد لهم في الجامعات الأوروبية، التي تفتح أبوابها في أوائل شهر أيلول، أي قبل شهر من نهاية العام الدراسي في الجامعة اللبنانية.

هنا يا معالي الوزير تكمن المشكلة الحقيقية. ولا بد من بعض الأسئلة في هذا الإطار.

أولاً: كيف يمكن لهؤلاء الطلاب أن يبدأوا عامهم الدراسي في الجامعات الأوروبية وهم لم ينهوا بعد فحوصاتهم النهائية في لبنان؟

ثانياً: كيف يمكن لهؤلاء الطلاب الحصول على الفيزا الى هذه الدول، هذه الفيزا المشروطة بحجز مسبق لمكان السكن أقله لمدة 4 - 6 أشهر، أضف الى ذلك كلفة التسجيل الجامعي وغيرها من المصاريف والأوراق التي تكبّد الطالب وأهله مبالغ طائلة بالعملات الصعبة في هذه الظروف الإقتصادية، من دون وجود أية ضمانة فعلية لإمكانية لحاقه بزملائه الطلاب في هذه الجامعات؟

ثالثاً: ماذا لو تم تأجيل هذه الإمتحانات بسبب "كورونا" أو لأي سبب آخر كما حصل في كلية الإعلام منذ أيام؟ أين يصبح مصير هؤلاء الطلاب؟ وما هي الإجراءات الإحترازية التي اتخذها المعنيون لمنع حصول ذلك؟

رابعاً: لماذا لا يتم فرز هؤلاء الطلاب عن زملائهم الباقين في لبنان وايجاد آلية استثنائية - ايا تكن - لضمان إنهاء عامهم الدراسي في وقت مقبول يسمح لهم بالإلتحاق بجامعاتهم الأوروبية؟

خامساً: ما هي الإجراءات التي اتخذتها الجامعة اللبنانية ووزارة التربية مع هذه الجامعات الأوروبية او مع سفارات تلك الدول لضمان التحاق هؤلاء الطلاب بعامهم الدراسي في الخارج؟

معالي الوزير، الأسئلة كثيرة لدى هؤلاء الطلاب، وأوضاعهم النفسية الناتجة من قلقهم على مستقبلهم ليست على أحسن ما يرام، هواجسهم كبيرة جداً بقدر صمت المعنيين المخيف. مصير مستقبلهم بين أيديكم، كونوا، ولا شك بأنكم ستكونون على قدر هذه المسؤولية لأن أدمغة اللبنانية في خطر.

=======