تربية وثقافة

المرتضى من معرض رشيد كرامي : الدولة حاجة ملحة والسيادة في ردع العدوان نهضة طرابلس تُنهض لبنان وفي وحدتنا انتصارنا

الاحداث - برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبدعوة من  وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى تم تكريم شخصيات ساهمت في انجاح فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024 باحتفال اقيم في قاعة المؤتمرات في معرض رشيد كرامي الدولي بحضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق امام والمطرانين ادوار ضاهر ويوسف سويف وحشد من النواب والفعاليات الشمالية والطرابلسية.

وقال وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى ؛"ان اللبنانيين استبشروا خيرا مطلع هذه السنة بإنجاز انتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية ،وتكليف الرئيس نواف سلام تشكيل الحكومة العتيدة :”وهذان استحقاقان مفصليان طال انتظارهما ، يرجى منهما ان يكونا فاتحة لعهد جديد من الإصلاح  والتنمية ".
واضاف:"
فالانقسام العمودي الذي شطر الحياة السياسية في لبنان، والذي دعَوْنا كثيرًا إلى الخروج منه، أثبت أن التوافق والتلاقي على القيم الوطنية العليا، وعلى مصالح الناس الحياتية هو وحدَه الذي ينقذُ الوطن ويضمنُ المستقبل.   "

وكان الوزير المرتضى قد استهل كلمته  قائلًا:"
طرابلس صاحبة السلطان الثقافي
لم تطرح طرابلس يومًا عباءة سلطانها الثقافي الذي توارثته جيلًا عن جيل وحضارة عن حضارة، حتى أفضت بها العصور إلى أن تصير عاصمة الثقافة العربية للعام الماضي، وعاصمة الثقافة اللبنانية للأعوام قاطبة. تلك عباءة مطرّزة بعطر الليمون وسلام الزيتون، وميراثٍ من علاقات إنسانية عاشتها الفيحاء، في داخلية برها وفي انسكابها على امتداد الشاطئ والجزر. عباءةٌ ألقاها على كتف المدينة ناسٌ علماءُ نهلوا من جميع المعارف، وآخرون بسطاءُ، على الرغم من اتساع حاجاتهم إلى التنمية، ما برحوا يتوّجُ عزائمَهم رجاءُ الغد الأفضل. وبهذه الصورة البهية صارت طرابلس التعبير الثقافي الأفصح والأبلغ عن معنى لبنان.
بالأمس في ذروة العدوان على لبنان، فتحت طرابلس دورَها ومدارسَها وقلوبَ أهليها لإخوتِهم الذين اضطُرَّهم القصفُ الإسرائيلي التدميري إلى النزوح من مناطقهم طلبًا للأمن والطمأنينة. هكذا أثبتت هذه المدينة أنها تعيش فعلًا ثقافة اللقاء الوطني، لا بل تدرّسُها لجميع أهل الأرض، بالممارسة اليومية والخبرةِ الحياتية، لأنها مدينة مؤمنة بالفطرةِ أن الناس كلَّهم عيالُ الله وأن أحبَّهم إليه أنفعُهم لعياله.  
أيها الأصدقاء."
وأضاف :"دخل اللبنانيون مطالع هذه السنة وهم مستبشرون بإنجازِ انتخاب العماد جوزف عون رئيسًا للجمهورية، وتكليف الرئيس نواف سلام تشكيل الحكومة العتيدة؛ وهذان استحقاقان مفصليان طال انتظارُهما، يُرجى منهما أن يكونا فاتحةً لعهدٍ جديدٍ من الإصلاح والتنمية. فالانقسام العمودي الذي شطر الحياة السياسية في لبنان، والذي دعَوْنا كثيرًا إلى الخروج منه، أثبت أن التوافق والتلاقي على القيم الوطنية العليا، وعلى مصالح الناس الحياتية هو وحدَه الذي ينقذُ الوطن ويضمنُ المستقبل. وإذا كانت القوى السياسية اللبنانية قد اختلفت كثيرًا حول معنى السيادة، كما حول معاني غيرِها من القضايا الوطنية، فلقد أثبتت الأحداث أن المعنى المباشر للسيادة يتمثل في ردع العدوان الصهيوني، كما في منعِ أي كان من التدخل في الشؤون الداخلية. إن جميع القوى السياسية باتت مقتنعةً بذلك، وبأن الدولةَ القوية الجامعةَ حاجةٌ ملحة لحماية الناسِ كلِّ الناس. وهذا هو الأمل العريضُ الذي يتلجلجُ في صدور المواطنين وينتظرون تحقيقه في العهد الرئاسي الجديد الذي سيعملُ الجميع على إحاطته ومساعدته في سبيل إنقاذ لبنان".  
وأردف:"أيها الأصدقاء  
نلتقي اليوم في معرض الرئيس الشهيد رشيد كرامي حول جردة حساب وبيانٍ ثقافي.
أما جردة الحساب ففيها اعترافٌ بما شهدَته الفيحاء من حَراكٍ ثقافي حي، لا على امتداد العام ٢٠٢٤ فقط، بل قبله وبعده. فلقد عرَفَت المدينة نشاطات في مختلف ميادين المعرفة والفنون، زخرت بها بيوتها ومنتدياتها، وهذا سيتم توثيقُه بكل تأكيد.لكن حسبي أن أذكّر هنا، على وجه السرعة بأن الفعاليات الثقافية في ليالي طرابلس ونهاراتها، لم تقتصر على الاحتفالات الرسمية فقط، فلقد كان للمجتمع الطرابلسي الدورُ الأفعلُ والأهم في ذلك الحَراك، وهذا ما يجب الاعتراف به وتقديره وتشجيعه. فالحقيقة أن الثقافة ليست عملًا رسميًّا تتولاه الدولة بأجهزتها وإداراتها. إن الثقافة عملية خلقٍ وإبداعٍ وإعادةُ ترتيبٍ لمفردات الحياة، وهذا لا يتم له نجاحٌ إلا متى انتهجَ سبيلَ الحرية. من هنا نشدّ على أيدي جميع العاملين على تنمية الحياة الثقافية في طرابلس، وفي لبنانَ كله، لأننا مؤمنون بأن نهر الثقافة يتكوّن من أمواج شتى وينابيع كثيرة، تلتقي من شِعابٍ هنا وسواقٍ هناك لتصُبَّ معًا في بحر الحضارة الإنسانية".  

وأستطرد المرتضى:"وأما البيان الثقافي فإعلانٌ بأن وزارة الثقافة ممتنة جدًّا لجميع الذين أسهموا في إنجاح العام المنصرم، بالعمل أو بالتخطيط أو بالمشورة أو بالمواكبة، وما هذا الاحتفال في عمق حقيقته إلاّ تعبيرٌ قليل عن التقدير الكبير لكلِّ جهدٍ بُذِل، ما أثمرَ منه وما لم يزلُ قيد الدراسة أو التحقيق.

كمثل قرارنا إنشاء متحف في طرابلس يضمّ ما أمكن من موروثها الغني عبر العصور، وقرارنا الآخر تشكيل مجمع للغة العربية في لبنان، بمناسبة إعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام ٢٠٢٤، نظرًا لما تختزن الفيحاء في عمق أعماق وعيها ووجدانها، من التزامٍ قاطعٍ بالعروبةِ انتماءً ونهجَ حياة. هذان القراران نأمل أن يَرَيا سبيلهما إلى التنفيذ العملي قريبًا إن شاء الله بعناية الحكومة القادمة".
مشيرا الى واقع الامر  من المكرمين   :"يبقى في ختام هذه الكلمة أن أشير إلى أننا سنكرّم بعد قليل مجموعة من الأصدقاء الذين عملوا معنا بجهد ونشاط لإنجاح الفعاليات الثقافية في المدينة خلال العام المنصرم. ومع علمنا بأنّ كثيرين غيرَهم جديرون بالتكريم، على ما أسدَوا من أيادٍ بيضاء على هذه المدينة الفيحاء، يبقى أن ندوّن بحبر الأسف والحزن، أن رجاءً كان يتملكُنا هو أن تكون السنة الماضية فرصةً لانطلاق التنمية في طرابلس على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والمعيشية، كما على الصعيد الثقافي."
وختم وزير الثقافة كلامه قائلا :"لكنه رجاء لم يتحقق، وإذا أردنا أن نفتش عن الأسباب المباشرة لم نجد إلاّ إسرائيل وعدوانَها المتمادي على كل عناوين التنمية والسيادة والعيش الكريم، فإنها بحربها على لبنان دمّرت الكثير من المقدّراتِ والأحلام والرجاءات، إلاّ واحدًا لا يزال على كلّ لسان وفي كلّ قلب، هو أننا، لا سيّما بوحدتنا، عليها منتصرون. 
سلامٌ على الفيحاء منذ بركات الزيتون في أبي سَمرائها، حتى انكسارات البحر على جزرها ومينائها. سلام عليكم وإلى لقاءات ثقافية أخرى دائمًا."

الرئيس ميقاتي 

وفي كلمة مسجلة قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي :  كنا قد حددنا موعدا سابقا للقاء معكم ولقاء احببتنا في مدينة طرابلس من المكرمين ومن فعاليات المدينة الأحب ومعالي وزير الثقافة القاضي محمد مرتضى، ولكن طرا موعد  اضطرنا للانتقال الى العاصمة السورية دمشق.
 ثم ارتأينا ان يكون الموعد اليوم ولكن الظروف التي تعلمونها قاهرة حالت دون ان نلتقي وانا معكم في لقاء مفعم بالمودة  والصلة التي لا تنقطع.

 ولذلك اطل عليكم لاوجه لكم تحية صباحية ولاشكر معكم اولا باول معالي الوزير مرتضى على العمل الكبير الذي قام به وما وضعه دائما في سلم اولوياته حتى اصبح شعار وزارة الثقافة مدينة طرابلس .

ولم يدخر معالي الوزير اي جهد الا وقام به مؤكدا محبته للمدينة وقد سعى بجهد ليؤكد وليبرز دور مدينة طرابلس وصفتها كعاصمة للثقافة العربية دائمة .

وتعلمون بالطبع الظروف التي لحقت بلبنان وما نالنا من عدوان اسرائيلي غاشم ذلك فيما كنا نتمنى للبنان ان يكون العام المنصرم عاما افضل وان تشع طرابلس اكثر فاكثر لانها هي تختزن الثقافة في تاريخها وفي ثقافتها وفي سلوك ابنائها وفي تعاملها مع الناس.

وكان قد  بدا الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ثم القى المستشار روني الفا كلمة اكد فيها على دور طرابلس الريادي في الثقافة وفي التاريخ ، ونوه بالجهد الذي بذله وزير الثقافه محمد وسام المرتضى بانجاح هذه الفعالية كما لفت الى دوره الرائد في الوزارة على مدى سنتين وتمنى للحكومه المقبلة النجاح ولوزير الثقافة الخلف التوفيق.

 ثم عرض فيلم فيديو عن مدينة طرابلس من بطولة الفنان فائق حميصي 

دروع تكريمية

 ثم وبعد فيلم وثائقي توثيقي  قدم الوزير المرتضى الدروع التكريمية للشخصيات المساهمة في فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربيه 2024 كما تلقى سيلا من الدروع والهدايا التذكارية من رئيس بلديه طرابلس وفعاليات عدة في المدينة