تربية وثقافة

ولد أعمر من طرابلس عاصمة الثقافة العربية: الاحتفاء بها هذه السنةَ يجعلها فُرصةً لإعادة اكتشافها من جديد والتعريفِ بتراثها وأعلامها

الاحداث - أكد المدير العام للأكسو الدكتور محمد ولد أعمر أن" المنظمةَ العربيةَ للتربيةِ والثقافةِ والعلوم، تُثمّن كلَّ الجهودِ المبذولة منْ أجل إظهار مدينةِ طرابلس بِحلَّتها التي تليقُ بها"، معتبراً أن الاحتفاء بها هذه السنةَ يجعلها فُرصةً لإعادة اكتشافها من جديد والتعريفِ بتراثها وأعلامها؛ استحضارًا لماضِيهَا التَّليدِ وتطلعاً إلى مستقبلهَا المشرق".

وقال في كلمة ألقاها في احتفالية "طرابلس عاصمة للثقافة العربية ":'يُسعدنا ويشرفنا اليومَ أن نحضرَ معكم في افتتاحِ هذَا الاحتفاءِ البَهيِّ، والاستحقاقِ الثقافيِّ الحضاريِّ الهامّ، بمناسبة اختيار جوهرةِ الشمالِ اللبنانيِّ؛ مدينةِ طرابُلسْ.. عاصمةً للثقافة العربية لسنة 2024.  

ولَعلَّ ما يزيدُ هذَا الاحتفاءَ ثراءً وبهجةً أيضا؛ وكَغَيرِه منَ الاِحْتِفَائِياتِ بمدنِنَا العربيةِ (اعْتبارُ مدينةِ القدس الشريف عاصمةً دائمةً للثقافة العربيةِ؛ توأمةً مع أيِّ مدينةٍ عربيةٍ يُحتفى بها".

وأردف:"لقد دأبتِ المنظمةُ العربيةُ للتربية والثقافة والعلوم، منذُ ما يناهزُ ثلاثةَ عقودٍ من الزمنِ بدءًا من سنة 1996، على تنفيذِ برنامجِ الاِحتفاءِ بالعواصمِ العربيةِ للثّقافة، تخليدًا للمكانة الثقافية للمدنِ العربيةِ، ومساهمةً في تقديم الصورة المشرقةِ للثقافةِ العربيةِ ونفضِ الغبار عن الموروثِ الثقافيِّ وصيانتهِ، وتنميةً أيضا لأواصرِ القُربى والتواصل الثقافيِّ بين المدنِ والحواضرِ العربية.

وإذْ شملَ الاحتفاءُ حتى الآن نحو 27 مدينة عربيةً؛ وتضمَّن تنظيمَ معارضَ الكتبِ والفنونِ التّشكيلية والحِرفِ اليدوية، وإقامةِ وُرش العمل الفنّيةِ والعروضِ الخاصّة بالمسرحِ والسينما، إضافةً إلَى المهرجاناتِ والمسابقاتِ والأسابيع الثقافيةِ، وتبادلِ الوفود والفرق الفنّيةِ، وإحداثِ المؤسسات الثقافية الجديدةِ، وتأهيل المؤسسات الموجودةِ وتطوير أدائها، ورعاية الإبداع وتشجيع المبدعينْ؛ فإن الاحتفاء لهذهِ السنة قد حطَّ رِحالَه.. في جوهرةِ الشمال اللّبنانيِّ مدينةِ طرابُلسْ التاريخية، أو "طرابُلس الشّام"، كما كانت تعرفُ بذلك".

وتابع:"إن تاريخَ مدينةِ طرابلس اللُّبنانيةِ الضَّاربِ فِي القدمِ؛ من الفِينِيقِيِّين إلى الحِقبِ الإسلاميةِ المختلفةِ، إضافةً إلى موقعها الجغرافيِّ المتميزِّ، ومُفرَداتِ نَسَقِهَا المِعماريّ النادرِ، ومكتباتِهَا العامِرة، ومعالِمِها الأثرية المُكَابدةِ لِعاتياتِ الزمنِ ما يفوق 180 معلماً أثرياً، تتنوع بين مسجدٍ وكنيسةٍ وخَانٍ وحمَّامٍ ومدرسةٍ وزاويةٍ وسوقٍ، وقصورٍ، وغيرِها من المواقع والمعالمِ الثقافية التي تشكِّلُ وَجهَ طرابلس الحضاريّ؛ كلُّ ذلك يجعل الاحتفاء هذه السنةَ، بِلَا شكِّ، بمدينةِ طرابلس؛ فُرصةً لإعادة اكتشافها من جديد والتعريفِ بتراثها وأعلامها؛ استحضارًا لماضِيهَا التَّليدِ وتطلعا إلى مستقبلهَا المشرق".

اضاف :إنَّ المنظمةَ العربيةَ للتربيةِ والثقافةِ والعلوم، تُثمّن كلَّ الجهودِ المبذولة منْ أجل إظهار مدينةِ طرابلس بِحلَّتها التي تليقُ بها، والتي تعكسُ أهليتها لهذا الحدثِ والاستحقَاقِ الثقافي والحضاري الهام؛ لتظلَّ منارةً حضاريةً كما كانتْ دائمًا، ولتكون أيضا؛ وكحالِ أخَواتِهَا مُدُنِ الثَّقافةِ المُحتفَى بهَا سَابقا نموذجًا.. تَحتذي به بقيةُ العواصمِ العربيةِ للثّقافةِ.. خلال السنواتِ المقبلة". 

 وختم:"أجدّد تحياتِي لكم مرة أخرى في ختامِ كلمتِي، كمَا أتمَنّى لكلِّ مساعيكمْ وأنشطتكمُ الثَّقافيةِ الاحتفاليةِ المختلفةِ أن تَتكلَّلَ بالتوفيق والنجاحِ، خِدمةً لتراثنَا وثقافتنَا.. ولتظلَّ مُدُنُنا وحواضرُنا العربيةُ مناراتٍ معرفيةٍ وثقافيةٍ دائمةٍ.. لا يتوقّفُ إبداعُها وعطاؤهَا".