المرتضى في حفل ل"دار العود"- فيلوكاليا في طرابلس: الموسيقى غاسلة أرواح وفعل محبة وانفتاح
الاحداث - احتفل وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى والأخت مارانا سعد ومعهد فيلوكاليا في طرابلس، باحياء "حفل موسيقي أحيته فرقة دار العود" فيلوكاليا في إطار "طرابلس عاصمة الثقافة العربية "، بالتعاون مع مدرسة روضة الفيحاء ورئيس غرفة التجارة والصناعة توفيق دبوسي، على مسرح الروضة، في شارع الضم والفرز - طرابلس.
حضر الحفل إلى الوزير مرتضى والاخت مارانا سعد، النواب: فادي كرم، حيدر ناصر ، جميل عبود ، وليم طوق ،ايهاب مطر ، أديب عبد المسيح ،جورج عطالله ، المحامية سليمة أديب ممثلة النائب اشرف ريفي، النائب البطريركي العام المطران حنا علوان، رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، الوزيرين السابقين رشيد درباس وسمير الجسر ، رئيسة المعهد العالي للكونسرفاتوار هبة القواس، رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي ، نقيب المحامين سامي الحسن، نقيب المهندسين شوقي فتفت ، نقيب الاطباء الدكتور محمد صافي ، نقيب اطباء الاسنان الدكتور ناظم حفار ،نقيب الممثلين جورج شلهوب ، رئيس جامعة البلمند الدكتور إلياس الوراق ، ممثلة لبنان لدى منظمة "الالكسو" المستشارة بشرى بغدادي عدره ، الفنان مارسيل خليفة والفنان غسان صليبا وحشد من الشخصيات.
استُهِلَّ الحفل بدقيقة صمت على أرواح شهداء الجنوب وغزة وخُصِّصَ لعازفي العود الذين أدّوا ببراعة مقاطع موسيقية لبنانية وعربية إحياءً للتراث الموسيقي والغنائي عربون وفاء لكبار المؤلفين.
وزير الثقافة
وكانت كلمة لوزير الثقافة قال فيها :" تحتارُ كيفَ تُقاربُ روحًا طاعنةً في النقاء كروحِ الأخت مارانا سعد وهي التي كلّما وَصفتَها وظننتَ أنك أنصَفتَها تكتشفُ أنَّها تستحقُّ أجملَ مما خصَّصَتها به المفردات " معابرًا أنه " لربَّما يمكِنُ اختصارُ الأخت مارانا سَعد بكلمتين فقط هما " بهاءُ العفّة" اختزالًا لما تختزنُهُ مِن تواضعٍ في عَيشِ رسالتها ناشرةً للوجد الالهي حتى أضحت على تماسٍ مع روحانيّةٍ حاضنةٍ للسَّماويَّتَين أعني بهما المسيحيةُ والاسلامُ عبر الموسيقى التي باتت الأداةَ والدليلَ في حياة الأخت مارانا الابداعية، الأداةُ التي تعبّرُ عن المكنون الوجداني لأجمل ما في الدِّين والدليلُ الذي يعبرُ نحو أجملِ ما في الدنيا وهي المحبة".
وأضاف: " وما حضورُ الأخت مارانا وفيلوكيليا في طرابلس الليلةَ سوى فعلِ محبّةٍ وانفتاحٍ معهما تُبنى الجسورُ وتتهاوى الجدرانُ فَمِن طرابُلسَ نُحَيّي الأخت مارانا التي ستقودُ ريسيتالَ المحبة وتهديه الى كل من يعشَق لبنانَ الرسالة".
وعن الموسيقى, قال المرتضى أنها " تغسلُنا من الداخل فتعالوا نغسِلُ ارواحَنا من الداخل ونطهّرُ نفوسَنا ونريحُ قلوبَنا ونستقِلُّ قواربَ الابداعِ الذي وقَّعَه كبارُ الملحّنين والمُطربين في بلدنا لبنان وفي العالم العربي والذي تقدِّمُه لنا الفِرقَةُ برقيٍ وابداعٍ لا يُضاهَيان"، لافتًا إلى ان " المبدعَ شربِل روحانا رسمَ منهجيةَ العزف على العود فباتت متَّبعةً في جامعَتَي الروح القدس في الكسليك واليسوعية وفي المعهد العالي للموسيقى فهو الثائرُ على الأوتار وقد أعطاها أبعادًا جديدةً وارتقى بها حتى حوَّلَها إلى مشروعٍ وَتريٍ موسيقيٍ تأليفيٍ متكاملٍ في إطار دار العود".
وقال: " طرابلس مدينة الثقافة العربية ترتدي أجملَ أثوابها الليلَةَ وسط نعمةِ التلاقي وحيث تتكثَّفُ مع الألحانِ وحدةُ الوجدان اللبناني لأن الموسيقى توحِّدُ الوجدان على سلامِ المحبة متخطِّيَةً ضجيجَ الحروف وسِجالَ الجُمَلِ والتباساتِ التعبير ، معها لا يبقى سوى العُصارَةِ التي لا يليقُ بها سوى النَّغَمِ ولا يرتقي معها الضميرُ الا بالسَّماعِ والتفاعُلِ والتلقّي واللُقَى".
واعتبر انه " على المقاماتِ ترتقي القيمُ، مِن الرّستِ والنهاوند والبيات والعُجَمِ والحجازِ والصَّبا تُتحِفُنا فيلوكيليا وتخطِفُنا دارُ العود أيما اختطافٍ وتحتجزُنا حيث لا نعودُ نحلمُ بالتحرُّر لأن الأسرَ بالموسيقى انعتاقٌ والحبسَ بالأنفاسِ حريَّةٌ ويبقى أنَّ الله قيومٌ وجبّارٌ ولكنه محبَّةٌ أيضًا وفي هذا العناق روعةُ الاعتناق".
الاخت سَعد
وفي كلمتها أكّدت الأخت سعد "رسالة المحبة والانفتاح من خلال الموسيقى التي تؤديها مؤسسة فيلوكاليا وقدّمت التهئنة لطرابلس لاختيارها عاصمة للثقافة العربية"، واثنت على التعاون القائم بين الفيلوكاليا ووزارة الثقافة.
ولفتت الأخت سعد "الى الانطلاقة الجديدة في طرابلس والتي تعبر عن الاصرار والتفاؤل والايمان بقيمتنا الحضرية والثقافية الفردية والجماعية وان تكريم طرابلس اليوم هو تكريم لكل طرابلسي ولكل لبناني ولكل لبنان المقيم والمغترب ويعكس التكريم رغبتنا بإعادة بناء الوطن من خلال الثقافة التي جمعت الناس والمجتمع والاديان بكل رقي وفرح وسعادة وسلام وهذه الثقافة التي تمثل جوهر الهوية اللبنانية وجوهر لبنان ويسرنا باسم سيادة المطران يوسف سويف مطران ابرشية طرابلس للموارنه وباسم سيادة المطران حنا علوان المشرف على رسالة فيلوكاليه من قبل البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومن جمعيه ومعهد فيلوكاليه يسرنا التقدم باحر التهاني والامنيات لهذه المدينة التاريخية والعريقة طرابلس الفيحاء التي امتازت منذ اكثر من 3000 عام بتنوعها وبكبارها وبنشاطاتها وهي وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة والازمات التي تمر بها تبقى عاصمة الشمال التي يليق بها التكريم والحياة والموسيقى في كل الاعياد".
واضافت:" في هذا الاطار نشعر بفرح كبير ونحن نحيي هذه الأمسية الموسيقية المميزة من جمعية ومعهد دار العود ومن فيوكاليه وهي الفرقة التي اسسها شربل روحانا الغني عن التعريف منوهة بعودته الدائمة الى الجذور والتطوير للريبرتوار اللبناني الشرقي وتشجيع الشباب للافتخار بوجودهم ونحن نشكره لخلق مجالات للكبار والصغار بتاسيس فرق موسيقية كفيلة بان تساعد كل طفل بان يكبر في اجواء جميلة وصحيحة.
وشكرت شباب الفرقة الذين عملوا بجهد واعد سعيا لمستقبل احلى وبخاصة من خلال آلة العود وشكرت كبارا من لبنان سهروا من اجل الفن وخصت الفنان مارسيل خليفه "سيد العود".
وتوجهت بعد ذلك الى الوزير المرتضى، وقالت:" اننا منذ اكثر من سنتين نشهد على نشاط وعلى محبة وسهر لنجاح اي نشاط في هذا البلد وعلى الرغم من كل الظروف والتحديات معا اطلقنا دار العود ومباراه العود الدوليه من معهد فيلوكاليه الذي قدم الموسيقى كجواب وعلامة على أهمية تبني بناء الجذور مع كل الاوطان البعيدة عن كل شيء اخر" .
دبوسي
ثم ألقى دبوسي كلمة نوه فيها بتلاقي القامات المتعددة في طرابلس للتأكيد على التمسك بالوطن اللبناني من هذه المدينة التي تقدر ان تكون رافعة للوطن وصورة جميلة جدا للشعب اللبناني، متطلعا لكي يكون اللقاء في طرابلس مناسبة جديدة لنؤكد ايماننا بشراكتنا وبالسلام فنحن طلاب سلام ، والوطن يرسل من طرابلس الكبرى رسالة لكل اللبنانيين والمجتمع الدولي اننا طلاب سلام واننا نحب الآخر ونتلاقى معه من أجل وطن أمن ومزدهر ومستقر .
القواس
وفي كلمتها أعلنت القواس برنامجا احتفاليا خاصا أقره مجلس إدارة المعهد احتفاء بإعلان طرابلس مدينة للثقافة العربية للعام ٢٠٢٤ يتضمن أنشطة متنوعة في كافة أنحاء المدينة تهدف إلى إظهار هوية المدينة الحضارية والثقافية: "لقد توافقنا مع معالي وزير الثقافة ووزارة الثقافة ومع المعنيين في طرابلس بحضور مجلس الإدارة على ان ننفذ العديد من المشاريع الثقافية التي تليق بتاريخ هذه المدينة ومستقبلها الذي لابد وسيكون مشرقا اذا نحن بصدد برنامج حافل صممناه خصيصا لطرابلس لانها تستحق ان تكون في صدارة المدن الثقافية والبرنامج يشمل امورا ثقافية كبيرة تتضمن حفلات غنائيه وموسيقية كبرى نفتخر انها بمعايير عالمية. ثم ان الاوركسترا الهرمونية اللبنانية والاوركسترة الهرمونية للموسيقى الشرق عربية واوركسترات الطلاب سيكونون في طليعة المشاركين كما سنقدم لطرابلس حفلات موسيقية وغنائية يحييها كبار الفنانين اللبنانيين والعرب والعالميين وسنعلن عن اسمائهم لاحقا كما سيعمل الكونسيرفاتوار ان تكون هذه المناسبة جامعة وحاضنة لمعظم الانماط والمجالات الثقافيه عبر ندوات تثقيفية موسيقية وورش عمل ولقاءات وامسيات تجمع الموسيقى والشعر والاداب والفنون اضافة الى التعاون الذي نريده تراثيا وحضاريا كما سنعلن عن امور اخرى تستحق طرابلس ان تكون فيها".
وكان عريف الحفل الكاتب والإعلامي روني الفا نوه في مقدمة وافتتاحية ترحيبية بتلاقي الجهود بين الأخت مارانا وشربل روحانا وغرفة طرابلس وروضة الفيحاء في رحاب طرابلس برعاية الوزير المرتضى وجهده .
الامسية الموسيقية
ثم قدمت فرقة دار العود برئاسة شربل روحانا من معهد فيلوكاليا باقة من المقطوعات الموسيقية اللبنانية والعربية والاخرى التي الفها وقدمها شربل روحانا ووزعها نديم روحانا وتفاعل الجمهور بشكل لافت مع الموسيقى وردد الاغنيات التي عزفها اكثر من عشرة عازفين يعزفون على العود في سياق أمسية الهبت القاعة المزدحمة بالناس.
وكان الوزير المرتضى اشرف شخصياً وعلى مدى ساعات على اطلاق الأمسية، بالتعاون مع الدكتورة لبنى مسقاوي وادارة روضة الفيحاء.