الحلبي: لن نقصّر في تعزيز وضع الأساتذة
الاحداث - دشن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عباس الحلبي 3 مدارس في المتن بعد ترميمها، هي مدرسة الشبانية الرسمية ومبنى ثانوية نجيب بك صالحة ومبنى مدرسة المربية نبيهة غرز الدين.
المحطة الأولى كانت في الشبانية، حيث أكد الحلبي خلال حفل التدشين أنّ “امامنا تحديات السنة المقبلة، واذا تعاونا كلنا نستطيع ان نجتاز هذه المرحلة على الرغم من صعوبة الافق الذي نراه نحن وفريق العمل في الوزارة، لكن بالتصميم نجتازها”.
وشكر فريق الهندسة في الوزارة بشخص مايا سماحة وجميع المهندسين الذين كانوا على الارض مع المقاولين والاستشاريين، وقال:” ليس كل يوم نستطيع ان نرمم مدرسة لكن عندما نرمم ونتكلف اموالا علينا أن نأخذ نتيجة طويلة الأمد”.
وشدد الحلبي على أنّ “هذه المنطقة هي منطقة عيش واحد ولها تاريخ في العيش الواحد ، وكل مساحة فيها هي مساحة مشتركة بين جميع السكان”، لافتًا الى “وجود 48 مدرسة قيد الترميم حاليا، وعند الانتهاء من ترميمها سيكون هناك عدد مماثل. ولدينا خطة تتعلق بـ 850 منشأة تابعة لوزارة التربية وهي مدارس ودور معلمين ومهنيات سنزودها بأجهزة الطاقة الشمسية، لتخفيف عبىء الانارة وعدم توفر الكهرباء”.
في سياق آخر، قال وزير التربية: “كم نحن بحاجة في الشغور الرئاسي، وفي الشغور الذي سيأتي في حاكمية مصرف لبنان أن تختار الدولة شخصا مثل الرئيس الياس سركيس (ابن الشبانية) إن كان رئيسا للجمهورية أو حاكما للمصرف المركزي، لأنه كان مدرسة في النزاهة والاخلاق والفاعلية. وهذا نموذج من النماذج التي نطمح في لبنان ان نعود ونراها في سدة الحكم وفي المراكز الاساسية في الدولة اللبنانية”.
وشدد على أنّ “الوزارة لن تقصر في السعي الى تعزيز وضعية الاستاذ في التعليم الرسمي، ونقدر التضحيات التي يقدمها منذ أربع سنوات من اللحم الحي للمحافظة على استمرارية المدرسة الرسمية، نحن معكم لتحصيل ما أمكن بما يعزز على الأقل الحد الأدنى من العيش الكريم”.
وبعد تقديم لوحات فنية من تلامذة المدرسة، قُدم درع تكريمي للحلبي الذي زرع شجرة أرز في حديقة المدرسة، ثم قص شريط الافتتاح وجال والحضور متفقدا الاقسام والغرف.
ومن الشبانية توجه الحلبي والوفد المرافق الى راس المتن ودشن مبنى ثانوية نجيب بك صالحة ومبنى مدرسة المربية نبيهة غرز الدين بعد ترميمهما، في حضور النائب ابو الحسن، القاضي الشيخ غاندي مكارم، رئيس البلدية رجا ابو رسلان وفاعليات.
وأبدى وزير التربية سروره لانجاز الترميم في المدرسة والثانوية، فقال: “في بلدتي الجميلة راس المتن، يحلو اللقاء بكم أهلي وأصدقائي، والأسرة التربوية العزيزة، لنحتفل بتدشين مبنى متوسطة المربية نبيهة أسعد غرز الدين الرسمية، ومبنى ثانوية نجيب بك صالحة الرسمية، بعدما شهدت كل منهما عمليات ترميم شاملة، واضافة أقسام إلى المباني القائمة، مما جعلها قادرة على احتضان أبناء البلدة والجوار، وتأمين بيئة مدرسية سليمة، وخدمات يومية كاملة تليق بتلامذة المدرسة الرسمية الذين عانوا مع الهيئات التعليمية والإدارية نتيجة انحدار موصوف في قيمة رواتبهم وتعويضاتهم، مما جعلني أخشى على استمرارية التعليم الرسمي والنظام التربوي الذي نعتبره الركيزة الوحيدة الباقية لبناء القدرة على النهوض الوطني العام “.
واشار الى أنّ “إيماني بالتعليم الرسمي ورهاني عليه ليلعب دوره الوطني الجامع، جعلني أجتهد مع المانحين والداعمين لجعل مباني المدارس الرسمية واحة جميلة وجاذبة للتلاميذ، من هنا كان التركيز على متانة المباني وجمالها وتجهيزها وتأهيل مرافقها من المياه النظيفة والطاقة الشمسية والملاعب ومواقف السيارات، إلى المصاعد والممرات المعدة للكراسي المدولبة والمختبرات والروضات الملونة الفرحة، ما يجعلها مدارس وثانويات دامجة وقادرة على احتضان جميع المتعلمين مهما كانت حاجاتهم وطاقاتهم، لأن المدرسة الرسمية هي الحاضنة للجميع”.
ولفت الحلبي الى أنّ “أجمل ما يمكن أن اوفره لبلدتي ولأهل المنطقة هو مدرسة رسمية لائقة، لكن خشيتي على المدرسة الرسمية لا تزال قائمة، وانا لا أوفر لقاء أو مؤتمرا في الداخل والخارج إلا لرفع الصوت عاليا، من إجل توفير مقومات البدء بالعام الدراسي الجديد، عبر إيجاد الدعم بالدولار الاميركي لتمكين أفراد الهيئة التعليمية من القيام بواجباتهم بالحد الأدنى المقبول من المداخيل”.
وفي هذا الإطار، قال: “اسمحوا لي أن اتوقف لتحية خاصة لأفراد الهيئتين التعليميتين في الثانوية والمتوسطة في رأس المتن وخارجها الذين بذلوا جهودا استثنائية هذه السنة وتضحيات كبيرة حتى احيانا باللحم الحي ليقوموا بواجباتهم ويؤدوا رسالتهم التعليمية والتربوية”.
وبيّن وزير التربية أننا “أنجزنا ترميم مجموعات من المدارس بتمويلات مختلفة، وإن ترميم هذه المدارس وإضافة أقسام إلى مبانيها، إنما تم بتمويل من القرض الدولي المعد للتربيةS2R2 ، وذلك من ضمن مجموعة مدارس بلغ عددها 48 مدرسة وثانوية رسمية في جميع المناطق اللبنانية، وقد تم ذلك عبر مناقصات رسمية وبحسب الأصول المعتمدة”.
كما أردف: “لقد أنجزنا الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربعة، وكنا خططنا وأتممنا التحضيرات للشهادة المتوسطة، غير أن مجلس الوزراء اتخذ قرارا بإلغاء المتوسطة”، موضحًا اننا “نسعى من خلال المركز التربوي للبحوث والإنماء وورشة تطوير المناهج التربوية القائمة راهنا، إلى دخول عصر تربوي يواكب التطور التكنولوجي العام في العالم، ويحاكي الذكاء الاصطناعي الذي بدأ يجتاح الدول والأنظمة التربوية الكلاسيكية”.
وتابع الحلبي: “نتطلع من خلال ورشة تطوير المناهج التي قطعت شوطا كبيرا، من 25 سنة لم تلمس مناهج التربية في لبنان، إلى وضع نظام تقويم تربوي جديد ومتطور واكثر دقة، يأخذ في الأعتبار قياس التحصيل التعلمي ويشكل بديلا للشهادة المتوسطة”.
من جهة ثانية، لفت الى أنّ “تاريخ المؤسسات التربوية أثبت أن المديرين المربين الصالحين، يتركون بصماتهم في نفوس الأجيال ويطبعون المدارس بطابع شخصياتهم، وأن أبناء المجتمع يحملون جميلهم وتضحياتهم في قلوبهم وضمائرهم ولهذا كانت تسمية المتوسطة بإسم المعلمة نبيهة غرزالدين التي عاصرناها ولاحظنا مقدرتها على تشريف موقعها التربوي، وهي تنتمي إلى جيل ربى وعلم، وكانت هي قدوة صالحة لأجيال المعلمين الذين أتوا بعدها، ولكننا اليوم نفتقدهم لأن مثيلهم لم يعد كثيرا”.
وتابع: “من هذه القماشة من المربين، أقف ممتنا أمام تضحيات المربية السيدة هيام أبو رسلان لمسيرة مشرفة من العمل التربوي دام اكثر من خمسة وثلاثين عاما. وبسبب تعطيل المؤسسات قررت ان أتقدم بمشروع مرسوم وبتشجيعٍ من نادي هلال النصر العزيز لمنحها وسام المعلم تقديرا لمسيرة وطنية تربوية مثمرة”، متمنيًا أن “تعود الحياة إلى المؤسسات الدستورية لتصل هذه المراسيم إلى أهدافها” .
وحيا وزير التربية أفراد الهيئتين التعليمية والإدارية في المدرسة والثانوية والمديرتين إبتسام الأعور ولينا مكارم على حرصهما على الورشة هم وتلامذتهم والمعلمين، كما حيا جميع الذين جهدوا سابقا لتعزيز المدرسة والثانوية.
كما شكر رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي، مردفًا: “لا أنسى صديقي ورفيقي النائب الحبيب هادي أبو الحسن الذي يتابع بدقة ما بعدها دقة وعناية ما بعدها عناية، شؤون الناس وشجونها في هذه المنطقة وفي الجبل”.
وبارك لأبناء المنطقة “العزيزة هذه الصروح التربوية المجددة والتي توسعت مبانيها وخدماتها لتحتضن ابناءنا وبناتنا، من اجل مستقبل نسعى كل يوم مع المخلصين ليكون افضل”.
بعد ذلك قدمت للحلبي دروع تكريمية قبل ان يدشن المدرسة والثانوية ويجول فيهما.