تربية وثقافة

الحلبي: لا نقابات وروابط معلمين في مواجهة الوزارة

الاحداث - أطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي "الإطار المرجعي الوطني للتعلّم لإجتماعي الإنفعالي"، بإحتفال في وزارة التربية، حضره الشركاء في المشروع من الوزارة والمركز التربوي للبحوث والإنماء ومشروع "كتابي" 2 الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وعدد من كبار موظفي ومسؤولي هذه الجهات ومديري المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة والمجلس الثقافي البريطاني والجهات الداعمة.

 

بعد النشيدين الوطني والأميركي، تحدث مدير الإحتفال المستشار الإعلامي ألبير شمعون مشيراً إلى أن "الإطار المرجعي الوطني للتعلّم لإجتماعي الإنفعالي  ،عملية تنموية، تساعد على غرس القيم في نفوس الأطفال وتساعد على تطوير كفاءاتهم الإجتماعية والمعرفية والإنفعالية".

 

ثم تحدث أعضاء الفريق التقني الذي عمل على الإطار، والذي جاء نتيجة تعاون وتفاعل بين فريق عمل مشترك من مشروع "كتابي" 2 ووزارة التربية والتعليم العالي والمركز التربوي للبحوث والإنماء.

 

وعرض فيديو يوثق سير العمل على المشروع وتطويره بالتعاون مع جامعة نيويورك، وتحدثت كل من مديرة مشروع "كتابي" 2 الدكتورة وفاء قطب، ومديرة جهاز الإرشاد والتوجيه هيلدا الخوري، وسيدة فرنسيس من المركز التربوي للبحوث والإنماء، ونهلا حرب من جهاز الإرشاد والتوجيه.

 

وعرضت صورة للدكتورة الراحلة سمر الأحمدية التي باشرت العمل على هذا الإطار في المركز التربوي، ثم تمت متابعة العمل بعد وفاتها.

 

وتمت الإشارة إلى مضامين الإطار وانعكاسات تنفيذه إيجاباً على المتعلمين من خلال المناهج والمواد التعليمية والأنشطة وكأساس نظري بين أيدي جميع التربويين لإدراجه في المنهاج والأستناد إليه في البرامج النظامية وغير النظامية وخطط التطوير المهني وتنظيم ادوات القياس، على اعتبار انه يشكل إثباتا على التزام لبنان تحسين حياة جميع الأولاد ومواصلة نموهم معرفيا وجسديا وانفعاليا.

 

وقال المدير العام للتربية عماد الأشقر: "في ظل الظروف الاستثنائية جدا التي يمر بها وطننا، بات هدفنا الاول مع الاسف أن نبقي مدارسنا مفتوحة لأنه لا يخفى على أحد أن أولادنا في القطاع الرسمي ما زالوا خارج صفوفهم منذ عطلة عيد الميلاد. ولكن علينا عند تحقيق هذا الهدف الا نعيد فقط المتعلمين الى مدارسهم بل أن نعيد لهم البسمة والأمل والطموح والرفاه النفسي". 

 

وأضاف: "ما مرّ على المتعلمين في لبنان لا يوصف، وهي المرة الاولى التي يعاني منها القطاع التربوي اللبناني من أزمة مماثلة، بدءا من التحركات، وصولا الى الجائحة، الى الانفجار الهائل الذي هز بيروت، الى الزلازل الاقتصادية التي أتى أثرها أقوى بكثير على مقياس التربية من أثر الهزات الارضية، مع كل هذه المصائب لم ولن نستسلم ولكن لا يكفي الآن أن نفكر كيف نعوض على أولادنا الفاقد الاكاديمي، بل وأكثر من أي وقت مضى نحتاج الى دعمهم نفسيا واجتماعيا. ومن هنا أولت الوزارة من خلال المديرية العامة للتربية -بجهاز الارشاد والتوجيه- وبالتعاون مع المركز التربوي ومشروع كتابي الاهمية الكبرى لوضع الاطار المرجعيّ للتّعلّم الاجتماعي الانفعالي".

 

وتابع: "لقد سبقت هذا الاطار مشاريع عدة في الوزارة متعلقة بالدعم النفسي الاجتماعي، ولكن هذا الاطار أتى ليوحّد الرؤية ويستفيد من الدروس المستقاة في الماضي ليضع أسسا واضحة للمستقبل. ومن هنا ولأوّل مرّة تمّ تخصيص ساعة للتعلّم الاجتماعي الانفعالي في المدرسة الصيفيّة الّتي أقيمت في السنتين الأخيرتين وهو ما أضفى مناخًا تعلّميًّا إيجابيًّا في المدارس وذلك بالاستناد إلى الأنشطة الّتي تمّ تحضيرها في المركز التربوي للبحوث والإنماء ومشروع كتابي، إضافة إلى أنشطة الدّعم لانفسي الاجتماعي الّتي تمّ تحضيرها من قبل جهاز الإرشاد والتوجيه بالتعاون مع اليونيسيف".

 

وأردف: "لا نستطيع اليوم أن نحصل على تعليم نوعي دون العمل على التعلم الاجتماعي الانفعالي، فملمح المتعلم الذي عمل عليه المركز التربوي للبحوث والانماء لا يكتمل الا من خلال انشطة تساعد المتعلم على اكتساب كفايات حياتية عابرة للمواد. وهذا الاطار سيستتبع بسياسة للتعلم الاجتماعي الانفعالي لتستكمل به السياسات الاخرى التي تعمل عليها الوزراة مع شركائها كسياسة الدمج وحماية التلميذ والصحة النفسية بتماهي مع الخطّة الخماسيّة الّتي وضعتها المديريّة العامّة للتربية".

 

وختم: "اسمحوا لي أن أشكر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID على دعمها المميز للقطاع التربوي في لبنان من خلال مشروع كتابي 2، هذا المشروع التربوي الرائد، على أمل أن يكمّل مشروع كتابي 3 العمل التربوي النوعي. كما أشكر كل القيمين على مشروع كتابي 2 مع جميع شركائهم، وأشكر فريق عمل المركز التربوي للبحوث والانماء والمديرية العامة للتربية جهاز الارشاد والتوجيه ومديريتي التعليم الابتدائي والثانوي والمناطق التربوية ومديري المدارس الرسميّة والخاصّة وإننا نتعهد بأن نتعاون لنكمل العمل معًا من أجل تأمين الافضل لأولادنا".

 

من جهتها، قالت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق: "هدف التربية والتعليم هو بناء شخصية المتعلم بصورة متكاملة من جوانبها كافة. وقد أظهرت الأزمات التي عايشتها البشرية، خصوصاً أزمة انتشار جائحة كورونا، ضرورة العناية بالجانب الانفعالي والاجتماعي للمتعلمين.

 

وانطلاقا من هذه الحقيقة نجد أن أهمية التعلم الاجتماعي الانفعالي تتجلى بتعزيز النمو المتوازن للأولاد من مختلف الجوانب المعرفية النفسية والاجتماعية لدى المتعلم، وهو يشكل مقاربة حديثة تساهم في تطوير كفايات المتعلمين ومهاراتهم في المجالين النفسي والاجتماعي، ما يعزز رفاه المتعلم ويحسن من ادائه الاكاديمي.

 

ويمكن من خلال تطوير هذه الكفايات ان تجعل المتعلم مواطنا افضل واكثر انتاجية ووعيا لذاته، فضلا عن تنمية الشعور بالمسؤولية وتطوير هوية صحية للذات، والتعامل مع الازمات والتحديات وادارة الضغوطات وتطوير تفاعلات ايجابية".

 

وأضافت: "كما أن للتعلم الاجتماعي الانفعالي وتطوير كفاياته أهمية لدى المعلمين والمتعلمين والبيئة المدرسية في شكل عام في تعزيز الإنجاز والسلوكيات الايجابية داخل وخارج الغرف الصفية، وتأمين الرفاه المدرسي بأبعاده كافة. فمنذ عام 2019 حتى العام 2021 عمل المركز التربوي عبر قسم الخدمات النفسية الاجتماعية ضمن الهيئة الأكاديمية المشتركة ومكتب الإعداد والتدريب وبالتنسيق مع وزارة التربية جهاز الإرشاد والتوجيه والشركاء من مشروع كتابي على اعداد الاطار المرجعي الوطني للتعلم الاجتماعي والانفعالي. وقد استتبع ذلك حتى الآن إنتاج المركز التربوي عبر قسم الخدمات النفسية الاجتماعية، وبالتعاون مع الشركاء، عددا كبيرا من الموارد الرقمية وغير الرقمية المرتبطة بالاطار المرجعي من أدلة ودروس نموذجية تدمج فيها كفايات التعلم الاجتماعي الانفعالي في مواد اللغات والرياضيات، فضلا عن موارد رقمية وفيديوهات موجهة للمعلمين والمتعلمين والأهل ضمن هذا الاطار وهي معممة على موقع المركز التربوي ومنصاته الإلكترونية، وقد تم استثمارها ضمن اكثر من برنامج مثل المدرسة الصيفية، خطة التعافي، التدريب أيضا بالتنسيق بين مكتب الإعداد والتدريب والأقسام الأكاديمية المشتركة والشركاء من مشروع كتابي واليونيسف ضمن خطة التعافي الذي شكل التدريب على كفايات التعلم الاجتماعي الانفعالي نقطة أساسية في هذا التدريب، حيث تم تدريب ما يقارب العشرين ألف معلم على مستوى الوطن فضلا عن العمل على تطوير قدرات نحو 56 مدربا من جهاز التدريب المستمر في المركز التربوي. كما تم التحضير والتدريب على برنامج دعم نفسي اجتماعي موجه للمعلمين اثر انتشار جائحة كورونا والتعلم من بعد انطلاقا بأسسه من كفايات التعلم الاجتماعي الانفعالي".

 

وتابعت: "كما تشكل مقاربة التعلم الاجتماعي الانفعالي ركيزة أساسية ضمن خطة تطوير المناهج لتامين الاستدامة، وقد لحظ الاطار المرجعي للمناهج أهمية كفايات التعلم الاجتماعي الانفعالي وإدراجها ككفايات متقاطعة بين المواد ضمن المنهاج. ولعل أهم ما يتطلع إليه المركز التربوي للبحوث والإنماء هو بناء مواطن متوازن مرن فاعل في محيطه قادر على التعامل مع الأزمات وإدارتها متمتعا بحس نقدي ومتكيفا تكيفا صحيا مع بيئته ومجتمعه يتمتع بالقيم والأخلاق".

 

وختمت: "إنها مناسبة عزيزة في ظل ما يمر به وطننا وقطاعنا التربوي من صعوبات، إن نطلق برعاية كريمة من وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي هذا الإطار ليندرج في إطار ورشة تطوير المناهج والمواد التعليمية، ونتابع مسيرة الإنجاز، ونتقدم بالشكر من الوكالة الأميركية للتنمية عبر مشروع كتابي الثاني، كما نشكر المديرية العامة للتربية والمديريات والوحدات التابعة لها وخصوصا جهاز الإرشاد والتوجيه على التعاون للوصول إلى هذا اليوم".

 

أما نائب رئيس البعثة في السفارة الأميركية في بيروت ريتشارد مايكلز فقال: "نأمل من خلال هذا الإطار المرجعي الوطني الذي تم تطويره بدقّة، ان يبدأ  لبنان بإعطاء الأولوية لتعلّم الأطفال بشكل شامل وصحي. إنه مزيج من اطار اكاديمي مع سمات التعاطف والوعي العاطفي والمرونة التي ستمكّن أطفال لبنان من اللإسهام في شكل إيجابي في المجتمع كونهم قادة المستقبل للبلاد". 

 

وختاما، قال الحلبي: "أتوقف في هذا الحفل أمام وضع المدارس الرسمية وقد قارب العام الدراسي على نهاية نصفه الأول، وانجزت المدارس الخاصة الجزء الأكبر من المنهاج، فيما انهت المدارس الرسمية عدد أيام أقل بكثير بسب الإضراب. وهذه المفارقة التي أشعر بها تجعلني بالتأكيد أحرص على أن لا نضيع في الأزمات على أهميتها والتي سيصل يوم وتنتهي ونعود إلى التعليم. فهاجسي هو أن نكون أيضا مستعدين للغد الآتي الذي نامل ان يكون واعدا".

 

وأضاف: "إن معالجة اللحظة تقتضي من الجميع الأخذ في الإعتبار الضرر اللاحق بالمدرسة الرسمية وبالنظام التعليمي، وبصورة خاصة بتلامذة المدارس الرسمية. وإنني أعتبر أن وزارة التربية مع جميع أركان العائلة التربوية في جهة واحدة، ولا يوجد في نظرنا نقابات وروابط معلمين في مواجهة الوزارة، فنحن وإياهم واحد. وقد سعينا لتلبية ما امكن من مطالب المعلمين، ونحن امام ازمة معيشية حادة، وكل ما نوفره لا يشكل جزءا من متطلبات العيش الكريم، وإن آخر ما تم عرضه عليهم بالأمس هو خمسة ليترات بنزين لكل يوم عمل، ونحن ننتظر إنهاء آلية الدفع للإعلان عن هذه العملية رسميا. وذلك إضافة إلى ما كنا اعلنا عنه بفضل الجهات المانحة، ونتيجة قرار مجلس الوزراء بتخصيص مبلغ لإنتاجية المعلمين والعاملين في القطاع العام، ونحن بذلك نقرب من حاجات المعلمين حتى لا نخسر السنة الدراسية الحالية التي يوشك اكثر من نصفها على الإنقضاء، وأولادنا لا يزالون خارج الصفوف، ونامل ان يعودوا إلى مقاعد الدراسة".

 

وتابع: "يدفع اللبنانيون في كل لحظة من عمرهم أثمانا غالية نتيجة غياب السلطة الناظمة وتأجيل المواعيد الدستورية وبالتالي تراكم الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية والتربوية والصحية والاجتماعية، ما جعل هذه الأزمات تنعكس بصورة مؤذية على شخصياتهم وخصوصا على الأولاد في عمر التدريس، وتستدعي وضع إطار وطني للتعلّم الاجتماعي الانفعالي في لبنان، يندرج في الإطار الوطني لمنهاج التعليم العام ما قبل الجامعي، ويأتي ضمن خطة التعافي التربوي ويشكل بندا رئيسا في الخطة الخمسية لوزارة التربية".

 

وقال: "إن هذا الإطار يساهم في توحيد الرؤية والمفاهيم والمصطلحات حول التعلّم الاجتماعي الانفعالي وأهمية إطلاقه، في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب تقديم الدعم النفسي للتلامذة والمعلمين ضمن مقاربة تتم في شكل علمي ومنهجي".

 

وأضاف: "إن هذا المشروع الذي صدر في كتيّب باللغتين العربية والإنكليزية، يؤكد أهمية التعاون بين الوزارة والمركز التربوي للبحوث والإنماء والوكالة الأميركية عبر تمويل مشروع كتابي الثاني والشركاء في جامعتي نيويورك وهارفرد وقد استمر العمل عليه على مدى ثلاث سنوات، وهذا مثال يجب أن نقتدي به دائما في وضع السياسات التربوية، وذلك لتلبية الحاجات الفعلية عبر التشاور وتبادل الآراء، حيث يتم إدخال هذه المفاهيم في عملية تحديث المناهج الوطنية التي يتم العمل عليها راهنا، كي نضمن ادماجها في علمية التعلّم والتعليم وتعزيز دور المعلم كمرب وليس كملقن للمعلومات".

 

وتابع: "تمت الإفادة من هذا المشروع في المدرسة الصيفية، وتولى المركز التربوي تدريب المعلمين على هذه المفاهيم بدعم من مشروع كتابي 2، كما واكب جهاز الارشاد والتوجيه المعلمين في الصفوف، وإن العمل جار راهنا لجعل هذه المفاهيم مندرجة ضمن المواد الدراسية وقابلة للتطبيق من خلال الأنشطة في الصفوف. وهذا الأمر يندرج أيضا في سياق توفير مقومات تطبيق الخطة الخمسية للوزارة، الهادفة إلى تحسين نوعية التعليم وتدريب المعلمين وبناء قدرات الموظفين".

 

وأردف: "مشروع كتابي بنسخته الثانية يهدف إلى تحسين قدرات المعلمين في تعليم القراءة باللغات الثلاث والرياضيات والتعلم الاجتماعي الانفعالي، وقد تم إعداد وتوزيع موارد تعليمية لاستخدامها في الصفوف من جانب المعلمين، كما أمن الموارد لدعم تنفيذ برنامج المدرسة الصيفية على مدى سنتين، وساهم في توزيع حصص غذائية للأهل على مدى سنتين، سيما وانه وفر الدعم التقني للوزارة لتقوية النظام المؤسساتي وتعزيز نظام المكننة، وتوزيع قرطاسية ومستلزمات مكتبية للمدارس والمناطق التربوية. وإننا نتطلع إلى متابعة الدعم من جانب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عبر مشروع كتابي بنسخته الثالثة، والمنتظر اطلاقه قريبا".

 

وختم: "لا بد من توجيه الشكر والتقدير إلى الحكومة الأميركية عبر سفارتها في بيروت برئاسة السفيرة دوروثي شاي، ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في بيروت السيدة أيلين ديفيت، وفريق العمل المشرف المؤلف من زينة سلامة، ومديرة مشروع كتابي الثاني الدكتورة وفاء قطب، ونائبة المديرة بوليت عساف، والعائلة التربوية في الوزارة عبر المديرية العامة للتربية من خلال جهاز الإرشاد والتوجيه، والمركز التربوي للبحوث والإنماء، لما لهذه الجهود من ثمار نقطفها من اجل مستقبل التربية والتعليم في لبنان".

 

وفي نهاية الإحتفال تم تسليم الحضور نسخاً من الإطار المرجعي الوطني للتعلّم الإجتماعي الإنفعالي باللغتين العربية والإنكليزية".