تربية وثقافة

ضو : الكتاب اضاء على دور القوى التغييرية وشرح لما يحصل معها

الاحداث - نظمت مؤسسة أديان بالشراكة مع دار سائر المشرق وملتقى التأثير المدني من ضمن أنشطة معرض بيروت العربي  الدولي للكتاب، ندوة لمناقشة كتاب "أنسنة الأوطان" لمؤلفه فادي ضو، يوم السبت ٣ كانون الأول ٢٠٢٢، في قاعة محاضرات واجهة بيروت البحرية، بحضور مجموعة من الشخصيات السياسية ومن المجتمع المدني والمهتمين ورواد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب.
شارك في الندوة كل من الدكتور مصطفى علوش، والنائب مارك ضو، والبروفسور وجيه قانصو، في حين أدارت الندوة الدكتورة نايلا طبارة التي قدمت الكتاب ومؤلفه بقولها "لم يقتصر فادي ضو في كتابه "أنسنة الأوطان" على انتقاد الواقع ولكنه قدم رؤية لما يمكنه أن نبني عليه أوطاننا، وعوضًا عن تقديم أجوبة جاهزة، عرض الكاتب أدوات للتفكر بخصوص إدارة التنوع، مشركًا القارئ/ة في إنتاج هذه الأدوات وتصورها".
في مداخلته قال الدكتور مصطفى علوش "كتاب الأب فادي ضو، يبحث في إبقاء الآخر في وجدان الأنا، حتى يسهل العيش معًا ويتمكن الكائن هناك من تحصيل أقصى ما يمكن الحصول عليه من حياة أصيلة تسمح له بتحقيق قدراته، لكن في العالم ومع بشر آخرين، لكل منهم كيان هناك ولديهم آمال ورغبات وتطلعات لعيش يحققون فيه ما تيسر من قدرات في الفترة الممتدة بين الولادة والموت".
من جهته عرض النائب مارك ضو مداخلته رابطًا بين فصل من الكتاب ودور القوى التغييرية كشرح لما يحصل مع هذا القوى من ممارسة، "والخيارات المطروحة أمامها أينما وجدت، فإما أن ترفض كل ما هو موجود، أو تعتمد الصيغة التدريجية لتحقق تغييرًا تراكميًا، أو الإنكفاء"، مشيرًا إلا أنه كان يشارك مقاطع من الكتاب خلال قراءته مع زملاء له في العمل السياسي لما فيها من توصيف دقيق لواقع الحياة السياسية وأدوات للتفكير في التعامل معها.
اعتبر البروفسور وجيه قانصو  أن الكاتب يعرض موضوعات الكتاب لا بصفته منظرًا بل محاورًا، باحث عن الحقيقة، فتتحرر اختبارات المؤلف من خصوصيتها لتخرج من ذاتيتها وفرديتها إلى عموميتها وكلياتها فتستحيل اختبارات كل إنسان، لنفكر معًا، وننتج واقعنا معًا، ونعش بسلام معًا، ونكتشف أنفسنا معًا.
أضاف قانصو "يحط الكتاب رحاله في لبنان، بلد الآمال والآلام، الحقيقة والزيف، الحرية والاستبداد، رغم هذا المشهد المتناقض يراهن فادي ضو على شعب يملك إمكانيات هائلة، يلخصه المؤلف بوطن المواطنة الحاضنة للتنوع... كتاب أنسنة الأوطان مغامرة خطرة ولكن هل الفكر إلا مغامرة؟!".
بعد شكره للمؤسسات الشريكة في تنظيم الندوة، مع النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان، عقب المؤلف البروفسور فادي ضو على المداخلات التي وجدها تتكامل في قراءة الكتاب وارتباطه بفكر المؤلف ونضاله. فرأى في كلمة الدكتور مصطفى علوش الحاجة إلى الانطلاق مجددًا من القاعدة القيمية لإعادة بناء الوطن على أسس سليمة. وشكر البروفسور وجيه قانصو على قراءته للكاتب عبر الكتاب وتقديم التجربة بشكلها الجريء والحواري المفتوح. كما اعتبر أن قراءة النائب مارك ضو للكتاب جاءت نابعة من النضال المشترك من أجل تغيير حقيقي ومستدام في لبنان. وشكر الدكتورة نايلا طبارة على إدارتها للجلسة وأيضًا على حملها مشعل مؤسسة أديان كرئيسة للمؤسسة، حيث تبلورت مضامين الكتاب عبر موقع تعددية www.taadudiya.com. 
وأضاف المؤلف ضو بالقول بأنه يعد هذا الكتاب مساهمة في النضال من خارج ساحته، لكونه يعمل ويقيم حاليًا خارج لبنان، مشددًا على أن العقبة أمام "التغيير الكبير" الذي نحتاجه اليوم تكمن في محاولات "التغيير الصغير". فيرى الكاتب أن التغيير الكبير ممكن، وهو السبيل الحقيقي لإنقاذ لبنان مما هو فيه، إذ أن التغيير الكبير لا يحدث نتيجة توازنات القوى، بل نتيجة تحويل المسار التاريخي للأحداث عبر رؤية قيادية تفكيكية وبناءة صادقة، تطرح الحلول المطلوبة من أساساتها. لذلك اعتبر البروفسور ضو بأن برأيه الحل يكمن في تطبيق المادة 95 من الدستور خلال عام واحد، مع انتخابات متزامنة لمجلس نيابي غير طائفي، ومجلس شيوخ يمثل ليس الطوائف وحسب، بل مكونات المجتمع النقابية، والثقافية، والحقوقية، والمدنية، وثلاثين مجلس محلي لإدارة السلطة اللامركزية. يتبع ذلك انتخاب رئيس للبلاد من كبار الناخبين، أي النواب والشيوخ ورؤساء المجالس المحلية، وتشكيل حكومة جديدة بعيدًا عن المحاصصات الطائفية. 
وختم جوابًا لنقاش مع الجمهور بأن مسار الأنسنة هو عملية جدلية، حيث تؤنسن الأوطان الإنسان فيما يعمل المواطنون والمواطنات على أنسنة مؤسسات الدولة، ومن هنا تكون البداية.
يذكر أن الكتاب قد صدر بالتعاون مع موقع تعددية في مؤسسة أديان.