ماذا لو بقي عون في بعبدا؟!
هل يصر حزب الله على رحيل عون؟ أو يُدخل لبنان في حرب "كاريشية"؟!
الاحداث- سمير سكاف*
ما بيصير أكتر ما صار"! لا إنتاج رئاسي سوى الوصول الى "جهنم". ولا إنتاج حكومي سوى سوء الإداره والوصول الى "العصفوريه"! والودائع سُرقت من أهل الحكم ومن شركائهم المصرفيين بالكامل! والاحتياطي في مصرف لبنان سيبلغ الصفر قريباً! والخبز في السوق السوداء، والكهرباء، والماء والإدارة... وبالتالي، لا يمكن تغيير أي شيء، لا في سنة، ولا في 10 سنوات، ولا في 100 سنة مع الفريق الحاكم نفسه. ولا يمكن معهم سوى بلوغ "السقوط الحر" أو التورط في حرب إقليمية! حسابياً، إن إمكانية الإصلاح بوجود هذه الطبقة السياسية معدومة! وما على اللبنانيين إلا إنتظار نصف قرن آخر من "زمن الحرب" للتأكد من ذلك!
إن من مصلحة الرئيس ميشال عون أن يغادر قصر بعبدا اليوم قبل غدٍ، وبالتأكيد مع انتهاء آخر دقيقه من عهده، وقبل حدوث "السقوط الحر" (Free Fall, Chute Libre)، الذي "ظمط" منه عون وعهده، على الرغم من "توصيله" لبنان الى "جهنم"! ولماذا يرفض حزب الله مغادرة عون لبعبدا، وهو القادر بمرشح، قد يصل مع الآخرين به الى حد"التسوية"، أن يضمن رئيساً جديداً قريباً منه، أو على الأقل غير معادٍ له؟! بدءاً بمرشح 8 آذار الأول للمواجهة سليمان فرنجيه، وصولاً الى مرشحين آخرين يدورون في فلك الحزب، وهم أقل حدية منه، مثل ناجي البستاني، جورج قرداحي أو إميل رحمه... على سبيل المثال لا الحصر! وبالتالي فإن مصلحة حزب الله تجنب معارك لا مصلحة له فيها، و"ما فيها مربح"، مثل معركة بقاء عون في بعبدا بعد انتهاء عهده. وحزب الله أذكى من أن يدخل في حرب "نكايات"! فحزب الله هو أقوى الناخبين في الداخل، وقادر على التوصل الى الحلول في الداخل تصب لمصلحته "بالتي هي أحسن"! ولا أحد من الخارج يريد خوض معركة ضده حالياً، ولا هو يريد خوض معركة رئاسية ضد الخارج! حتى ولو وصلت به الأمور الى القبول بترشيح قائد الجيش جوزف عون، (غير المعادي له)، حتى في ظل اتهامه بكونه "أميركياً"! فحزب الله يدرك أن العرف يقضي أن يكون الأميركيون راضين عن قائد الجيش، كما كان الحال عند تعيين العقيد ميشال عون قائداً للجيش على سبيل المثال! ولكن لا يبدو أن هناك نوايا لمعركة صعبة لتعديل دستوري لصالح قائد الجيش!
إلا إذا كان الحزب يفضل قائد الجيش على مرشحين وسطيين من بروفايل زياد بارود!
لا يوجد حالياً أي سيناريوهات مرفوضة من حزب الله، باستثناء رفض المرشحين "الطبيعيين" الذين يصرحون علناً أنهم ضد سياسة وسلاح "الحزب" من أمثال سمير جعجع وسامي الجميل وميشال معوض... وهم ليسوا حتى الآن في جبهة سياسية واحدة! ومن الطبيعي أن "حياد" نواب التغيير في معركة رئاسة الجمهورية ستصب في مصلحة مرشحي حزب الله!
وبما أن حزب الله "مرتاح عا وضعو" رئاسياً، فهو سيصر على الأرجح على انتخاب رئيس للجمهورية في الفترة الدستورية المرتقبة، ما يعني أنه فعلياً سيصر على خروج عون من بعبدا عند انتهاء ولايته... ما لم يُدخل لبنان قبلها في حرب إقليمية "كاريشية" تعيد خلط كل الأوراق!
*صحافي وناشط سياسي