لا ثقة بحكومة "الشهرين" الميقاتية "المعاد تدويرها"! وهيمنة حزب الله وأصوات رئاسة بري لن يتمّ تجييرها لها!
الأحداث - كتب سمير سكاف
طغى على الاستشارات الحكومية الاستعراض الاعلامي غير الواقعي وغير الجدي، والمنافق أحياناً، والمبالغ فيه كثيراً من الأحيان. فحكومة "الشهرين الى ثلاثة" لا يمكنها سوى الاستمرار بالقيام بلا شيء! ومطالب "شيل الزير من البير" في الوقت الضائع ليس لها أي قيمة.
معظم الكتل النيابية طالبت وعبّرت، ولكنها تمنعت عن مشاركة الميقاتي! فمن جهته، لن يطلب الرئيس نبيه بري من وليد "بيك" تجيير أصوات تكتله لصالح حكومة الرئيس ميقاتي! فهذا أمر ليس وجودياً بالنسبة إليه! فلا يهم الرئيس بري ما إذا بقيت الحكومة الحالية تصرف الأعمال لإدارة الانتخابات أو الشغور الرئاسي. لن يتغير عليه شيئاً! كما إن أصوات تكتل الرئيس عون من الصعب أن تذهب لحكومة جديدة ليس لجبران فيها أكثر مما له في الحكومة الحالية. أما نواب ما بعد حلفاء حزب الله والذين دخلوا "مداره" في انتخابات رئاسة المجلس فلا يمكن اعتبارهم بالحلفاء الدائمين، في حين أن التغييريين والسياديين سيصوتون إما ضد أي حكومة جديدة وإما لن يحضروا أي جلسة للثقة. والمخرج، الذي كنت اقترحته غداة تكليف ميقاتي من جديد هو حكومة "زي ما هي الحالية" مع تعديل اسم واسمين فيها.
دخل ميقاتي وعون في زمن الوقت الضائع حكومياً. لكن المعركة الحقيقية هي التي تبدأ غداة تشكيل شبح الحكومة الحالي المعاد تدويرها، وهي معركة رئاسة الجمهورية المحصورة حالياً بين مرشحين لحزب الله هم سليمان فرنجيه وجبران باسيل مع تقدم لفرنجية، بانتظار توافق السياديين والتغييريين مع جنبلاط على اسم وسطي موحد للمواجهة! وتجربة التوافق لم تكن موفقة في تسمية رئيس للحكومة ولا في انتخابات إدارة المجلس النيابي! التغيير يحتاج الى أذهان تغييرية، خاصة عند التغييريين والسياديين، أما "وليد بيك" فهو سيبقى مع بري، وضد حزب الله شريك بري الأساسي! في حين أن التغيير يحتاج لكسر ذهنية الفوقية، ولكسر ذهنية التابوهات العالقة في الماضي. لا يمكن الذهاب الى عرس بثوب قديم! ولا يمكن الذهاب الى زمن جديد بعقلية قديمة. والمستقبل يحتاج الى قفزات جريئة من الجميع!