أقلام حرة

رسالة من تحت الماء من أطفال زورق الموت في طرابلس!

الاحداث- كتب سمير سكاف* 

لماذا قتلتني يا وطني؟! لماذا قتلتني؟! مع أنك صديقي لم تساعدني كي أرحل عنك! مع أنك حبيبي لم تساعدني كي أشفى منك؟ فأصبحت علتي وسبب موتي وقاتلي! وأنا أعرف أن البحر عميق جداً وقد أبحرت. وأنا شككت بخاتمتي ومع هذا بدأت! 

منذ زمن وأنا لم أعد أتنفس تحت الماء، وأنت نسيت نسمة أنفاسي. تتركني غريقاً، وتفرح بانتصارات كراسٍ نيابية. وأنا من هو نائبي؟! فقدت صوتي في صندوق الموت! وما استطاع صوتي حتى الصراخ، وهو لن يتحول الى "صوت" يوماً! 

مات قلب أحبائي وانتحرت الأشواق. وإن كنت أنا لم أتطهر من حبك، فكيف تتطهر أنت من كفرك بقهري وبإذلالي فوق الماء... وتحته؟! الموج الأزرق في عينيك جرجرني "بالقوة" نحو الأعمق. ومصيبتي أنك يا وطني بإهمالك لي في الزورق تجعلني من رأسي حتى قدمي في كل لحظة أغرق... أغرق... أغرق! وأنا فهمت الآن كيف تموت الدمعة في الأحداق. وحتى دمعتي في البحر غرقت وما زالت تغرق!

الآن يا وطني أنا الذي أصبحت جذورك في الأعماق! وأنا أشتقت إليك ولكن، بالله عليك لماذا  تهملني أنت ولا تشتاق؟!

*صحافي وناشط سياسي