أقلام حرة

دروسُ كييف وغطرسةُ بوتين

الاحداث- كتب رشيد قيامي

لم يتعلّم بوتين من دروس معركة ستالينغراد شيئاً. 
ففي تلك المعركة الشهيرة التي كانت نقطة مفصليّة في خسارة الألمان الحرب العالميّة الثانية، شكّل تلاحم المقاتلين  الألمان والروس (السوفيات يومها ) داخل المدينة الواقعة على نهر الفولغا، عاملاً أساسيّاً في شلّ قدرة سلاح الجو الألماني في مرحلة ما ، على التدخّل بفاعليّة، نظراً الى قرب المسافة بين المهاجمين من جنود هتلر والمدافعين عن المدينة من الجنود السوفيات يومها. 
لم يتعلّم بوتين من دروس تلك المعركة شيئاً، لأنّ غطرسة أمثاله تُعمي بَصَرَ وبصيرة أصحابها، والأمثلة كثيرةٌ كثيرة. 
في غزوة القيصر الجديد لأوكرانيا، صحيحٌ أن سلاح الجو الروسي يسيطر على الأجواء الأوكرانيّة، إلّا أن المعركة على الأرض تُنبىء بمفاجآت عدة. فاستبسال  الأوكرانيين في الدفاع عن أرضهم لليوم الرابع على التوالي، رغم عدم تكافؤ موازين القوى، شكّل " صدمة " أولى للغازي الروسي. 
ومشاهد الرئيس الأوكراني الشاب وهو يجول على جنوده مستطلعاً ويسجّل الرسائل الهاتفيّة لرفع المعنويّات ودحض الشائعات حول هروبه من العاصمة كييف، أزعجت ساكن الكرملين، وهو الهازىء من ذاك الممثّل الأربعيني الذي طالب بمدّه بالسلاح لا بتأمين خروجه، فأدهش العالم. 
الشجب الدولي للخطوة الروسيّة وبدء إرسال المساعدات العسكريّة النوعيّة لكييف من قبل الولايات المتّحدة ودول عدّة، إضافة إلى العقوبات الإقتصاديّة والماليّة التي يتوقّع أن تنهك موسكو، مؤشرات على أنّ بوتين وألوية جيشه لن يكونوا في نزهة عند مشارف كييف، لا سيّما مع بدء تسرّب مشاهد تحضيرات الأوكرانيين لإستقبال تختلط فيه نتائج قنابل المولوتوف بنتائج الصواريخ المضادّة للدروع عند أبواب العاصمة العاصية.