عندما يتحوّل القمح للأطفال والرغيف للشيوخ جريمة العصر
الاحداث- كتبت نادين فارس
حملة متجدّدة على النائب المستقيل نعمة افرام...لأنّه وعلى ما يبدو، قام فريقه المختص بالوقوف إلى جانب الأكثر عوزاً بتوزيع بطاقات تموينيّة تمنع على حامليها استعمالها لشراء الدخان أو الكحول...هي حصراً للتغذيّة.
جريمة العصر هذه. انّها عمليّة شراء مبكر للأصوات...هكذا قالوا.
على هذا المنوال، نعمة افرام وعائلته يشترون الأصوات منذ أكثر من ثلاثين عاماً. وفي الحسابات، ما قدّموه بصمت، يجعلهم قادرين على شراء 128 مقعداً نيابياً مع كافة المؤسّسات في الجمهوريّة اللبنانيّة.
كيف؟ لأنّ المساعدات الغذائيّة قديمة منذ نشوء الأزمة. الواقع انّها تعود طويلاً إلى الوراء، الى العام 1998 عندما بدأ التهور في سعر صرف العملة الوطنية. والمساعدات الغذائية تشكّل فقط 5 % من قيمة المساهمات والتقديمات. فعيب يا جماعة. استحوا.
الموضوع أن الدولة تأخّرت في إصدار البطاقة التمويليّة. وإزاء ارتفاع العوز إلى مستويات غير مشهودة، كانت المبادرة بمساندة الطبقة الأكثر حاجة ببطاقة تموينيّة انطلاقاً من المسؤوليّة الاجتماعيّة والإنسانيّة.
وهي مناسبة لمناشدة كلّ القادرين على ممارسة التعاضد الأخوي وتكثيفه وتعميمه في هذه المرحلة الفائقة الصعوبة، حيث يتعاظم الضيق والنزف لدى فئات واسعة من مكوّنات مجتمعنا، بحيث تحوّل الميسور مستوراً والمكتفي محتاجاً والفقير دون مستوى الفقر.
من سألك فاعطه بفرح، قمحاً للأطفال وطحيناً للنساء ورغيفاً للشيوخ، ومن أجل الانسان أوّلاً.