عن الصورة الكبرى ل "مشروع وطن الانسان" وتقصير الأقربين
الاحداث- كتبت ليال مظلوم
بالعربي المشبرح، كمواطنة، وببراءة كلّية، أسأل الأحزاب اللبنانيّة بحقّ، والشخصيّات السياسيّة المنزّهة وصاحبة مشروع، ومجموعات المجتمع المدني الطامحة إلى التغيير، ودون تعميم، بالله عليكم على ماذا تختلفون وتقيمون الدنيا وتقعدوها ما بينكم؟
لا توفّرون انتقاداً أو كلاماً سليطاً، تشوّهون من خلاله في المسارات والسمعات، وتألّبون أنصاركم على أنصار لا من يخالفكم الرأي الأساس حول الصورة الكبرى - ذكرت مضامينها البارحة -، ولا من يفصل ما بينكم وبينه ذلك الوادي السحيق من الرؤى الاستراتيجيّة، بل فقط وحسب من يمكن أن يربح مقعداً انتخابيّاً بالزائد من أمامكم، أو قد يخسر مقعداً انتخابيّاً بالناقص، مع حسابات " دكنجيّة" حول أرقام وأوهام ومواقع ومصالح وصولاً إلى أحلام عن حظوظ رئاسيّة...
أهكذا تعملون من أجل الصورة الكبرى للوطن؟
Stop بشرفكم. روقوا علينا. ارعووا. لبنان يحتضر.
فهمنا جيّداً أسطوانات المنظومة الحاكمة والفساد والمال المنهوب واستباحة السيادة والسرقات الموصوفة والجرائم المرتكبة بحقّ الوطن وإنسانه... حفظناها عن ظهر قلب، ومعها صور آلهة هؤلاء الذين فاقوا في ممارسة احترافهم فنون الشرّ المطلق، ما يعتذر تاريخ البشريّة عن إمكانية تقديم ما يشبه أو يقرب ولو قيد انملة من مآثرهم.
ماذا بعد؟
تقبلون على مفصل الانتخابات. عظيم. لقد بات قريباً جداً وعلى الأبواب. هل نحن في الستّينيّات أو السبعينيّات أو التسعينيّات من القرن الماضي لفتح ساحات الحملات التهكّمية اللاذعة والمجانيّة، وكأنّ الدنيا بألف خير؟!
من أجل إيصال واضح وغير مبهم لفكرتي، سامحوني: Mea culpa Mea culpa سأذكر البعض من الأسماء والأحزاب على سبيل المثال لا التعميم، وذلك لوجود غيرهم من أمثالهم على امتداد الوطن من الذين يستطيعون أن يشرّفوا الصورة الكبرى، ومن الذين للأسف الشديد قصرّوا ويقصرّون أعظم تقصير.
ربما قد يكون "دود الخل مِنّو وفي". وعلى "قد عقلاتي وفهماتي خدوني". أعترف أنا تافهة وبسيطة وخفيفة، ذلك أنّ زوجي يسألني فأسكت وأتجاهل السؤال لأنّي لا أملك الجواب. يقول: شو قصّة هالشرخ القائم ما بين " الكتائب" و"القوّات" مثلاً. يُعْصى عليهّ فهم ذلك الاستبعاد السابق وربما اللاحق ل"الأحرار". ما الجريمة التي ارتكبها ابن سعيد في جبيل وابن حرب في تنورين؟ ما مشكلة الكتلة الوطنيّة؟ ابن معوض في زغرتا ما هي شكواك؟ الياس حنكش؟ بولا يعقوبيان؟ وغيرهم وغيرهم من الأسماء ومن مجموعات الثورة والمجتمع المدني وفيهم العشرات من الأسماء والشخصيّات المجلّية والرائعة والقادرة والواعدة؟ ولكي ينكيني أكثر، زوجي، يذكّرني أخيراً وليس آخراً بنعمة افرام. بماذا يخيفهم هذا الرجل كي تلتقي مصالح "الأبعدين" وربما الأقربين على محاولة تشويه صورة له يُستحال أن تشوّه؟
من حق زوجي ومن حقّي كمواطنة أن أحصل على جواب. كما من حقّي أن أسال التالي: متى تبادرون، تلتقون، تكشفون أوراقكم الشخصيّة والعامة، في جلسة مغلقة، تقدّمون احصاءاتكم واستطلاعاتكم من خارج أرقام "المد الثوري الجارف" و"موجات التسونامي"... وتقيّمون خلاصة التجارب في الانتخابات النيابيّة السابقة وما تلاها من استحقاقات طلابيّة ونقابيّة. والأهمّ، تخلصون إلى توافق على خريطة طريق للاستحقاق المقبل، وعلى ورقة سياسيّة - اقتصاديّة - اجتماعيّة - اصلاحيّة – علميّة بالحدّ الأدنى، ولو التمنّي هو في الوصول إلى الحدّ الأقصى.
ملاحظة في هذا المجال. لا أتعمّد القساوة في الإشارة إلى ندرة الأوراق ومشاريع الحلول التي تُطرح في مجال إعادة تظهير الصورة الكبرى التي أقصد. ربما لم يحن الوقت للكشف عليها، ربما! "كلّو مستور، علماً أنّ هناك وطن يطير من بين أيدينا عالمكشوف". في الوقت عينه، من المفيد تبيان أنّ السياسات العامة والعناوين الاستراتيجيّة المعروفة هي مهمّة، لكنّها تبقى ناقصة من دون إقرانها بآليات الحلول والكيفيّات.
في الختام، ومن خارج الطوباويات، ل"مشروع وطن الانسان" ورقة حاضرة وجاهزة، ليس المطلوب أبداً ومطلقاً الأخذ بها ولا البصم عليها. هي ببساطة تشكّل منطلقاً منطقيّاً وواقعيّاً وعلميّاً للنقاش، تحضيراً للتوافق حول خوض الاستحقاق الانتخابي في ظلّ الصورة الكبرى التي هي أهم وأسمى من قضيّة من يمكن أن يربح مقعداً انتخابيّاً بالزائد، أو قد يخسر مقعداً انتخابيّاً بالناقص، مع حسابات " دكنجيّة" حول أرقام ومواقع ومصالح وصولاً إلى أحلام عن حظوظ رئاسيّة...
يا أيّها الأقربون، التقصير من قبلكم كبير... وتيقّنوا، في حال اندثار الصورة الكبرى لا سمح الله، عندها لن يعود للشخصيّات والأسماء إلاّ صوراً تذكاريّة باللون الأسود معلّقة على جدران النسيان، والأرجح لن يبقى هناك من يبقى ليعلّقها. والسلام.