أقلام حرة

صباح وقهوة الصباح راحوا

الاحداث- كتبت جوزفين حبشي

وينك يا صبوحة؟ انتي عالسمع؟ اشتقنالك كتير ، بس منيح اللي رحتي. لو بقيتي لهلأ، كنتي فقعتي من الوحدة، انتي اللي بتحبي الناس . لأ،لأ، مش بس بسبب كورونا، بلا زغرة بمفهوميتك، كورونا مقدور عليه. بس في فيروس تاني اشد والعن واوسخ ، ضرب بلد الارز والخير والكرم والضيافة والعيش الحلو. هالفيروس ما كان رح يخليكي تقدري تعزمي لعندك حدا مارق عندك بالحارة، ولا تقوليلو" ما دام جيت عالحارة، ما تشرفنا بزيارة، ما رح بتكلفنا كتير، فنجان قهوة وسيجارة" 
، ولا كان فيكي تحلمي تغدّيه جبنة وزيتونة و لا حتى تعشيه بطاطا. 
 حتى الجار  ما كان رح فيكي تندهيلو وترندحيلو هيديك الاغنية الشهيرة اللي اكيد انت كمان سامعتيها " وينك يا جار، شرفنا عالصبحية، القهوة عالنار. عم ساويها بايديّي".
القهوة ، وخصوصا قهوة " الصباح" صارت  متلك بعيدة وبعالم تاني وتراث وفولكلور واسطورة بيخبرونا عنا يا صبوحة…
القهوة اللي كنا نسميها" قهوة اهلا وسهلا" و اللي كنا نضيّفها اكتر من الميّ، اختفت يا صبوحة عن رفوف السوبرماركت، استعدادا لرفع الدعم ورفع الاسعار والاعصاب .
عفكرة يا صبوحة، منيح اللي سافرتي  سفرتك الاخيرة من دون مطار، وكوفي شوب، وإلا   كنتي رح تحطي نيفتك سعر فنجان قهوة، ٦٦ الف ليرة  تحديدا بالمطار.
صبوحة يا صبوحة، يا رمز لبنان الحلو ،لبنان راح معك. انتي بتعرفي قديش انا بحبك، بس بدك للصراحة، انا هلأ مبسوطة انك ما بقيتي لهلأ. صدقيني ما كنتي رح تقدري تتحملي تشوفي لبنان اللي عشقتيه وغنيتيلو، شبح وطن مقهور  ومكسور ومذلول، عم بينازع، ومش قادرين  نحنا اهلو وولادو ، نضيّف حتى فنجان قهوة بدفنو.