نحن والحب شريكا كورونا في الجرم
الاحداث- كتبت جوزفين حبشي
فيروس كورونا مجرم العصر. ليس لأنه يقتل اجسادنا ، فاجسادنا من التراب واليه تعود، وكلنا سنموت يوما. فيروس كورونا احقر واقسى قاتل لما هو اهم بكثير من اجسادنا. انه مجرم بحق انسانيتنا ولهفة الحب والمحبة والاهتمام واظهار مشاعرنا لاحبتنا واهلنا واصحابنا. هل هناك محكمة قد تمنحه اسبابا تخفيفية بعدما تجرأ وعن سابق تصور وتصميم على منعنا من انقاذ ارواح تحتاج فقط للمسة يد تكفكف الدموع وتمسح الوجع وتداوي الالم؟ هل هناك عدالة قد تبرئه من تهمة اغتياله لغمرة دافئة تشعر المشتاق والخائف والحزين والوحيد الى انه في امان بين ذراعين تضخان فيه الحنان والمواساة والامل بغد افضل؟ هل هناك قانون سيحمينا من جريمة المشاركة بقتل من يحتاجون الينا، ونحن نخاف ضمهم وشمهم وتقبيلهم وحتى السلام عليهم او مد يدنا لهم لرفعهم عن الارض في حال تزحلقوا على الرصيف المبلل بالمطر؟
في زمن كورونا، اصبح الحب مجرد ذكرى تحيى في القلب وتدفن في القلب من دون ان تتاح لها فرصة ان تعيش . في زمن كورونا، اصبحنا نحن والحب شركاء في عملية القتل. اللمسة، الغمرة ، القبلة قد تكون كلها اقوى من لقاحات فايزر وموديرنا، واهم من ايفرمكتين وريمديسيفير والكورتيزون، ولكننا نمنعها عن احبتنا بحجة اننا نحبهم. هل هناك جريمة ابشع من القتل بحجة الحب؟
في زمن كورونا، نحن والحب مجرمان ايضا، نحن والحب اصبحنا فيروسا اشد إلاماً من الكوفيد، نصيب ذلك الخافق بتجلطات ونخنق اوكسيجين القبلة وندفن انسانيتنا في اكفان بلاستيكية من دون ان تتاح لنا نحن القتلة بالابتعاد ، فرصة القاء النظرة الاخيرة على ضحايانا.
في زمن الكورونا، نحن والحب مجرمان .