أقلام حرة

بالسيناريو اللبناني، البطل أكيد بيموت

الاحداث- كتبت جوزفين حبشي

شارع بيتنا مش طريق عام ولا حتى رئيسي، ورغم هيك الشارع ما هدي كل هالنهار. ناس وعجقة ،وسلامات وتحيات، وميّل، وحوّل شراب قهوة، وسيارات، وزمامير ورجعلي لقطّعك، وعلى شوي بينزلوا يتخابطوا قبل ما يرجعوا يتباوسوا، وكأنو الحياة بعدا هي ذاتا، من شهر، من سنة، من ٤٠سنة... بعتقد هيدا المشهد هو مشهد السيناريو  اللبناني اللي ما ممكن حدا يتفوّق علينا فيه. لا سيناريو ايطالي ولا حتى سيناريو هوليوودي. المشهد اللبناني نتيجة تركيبة شعب رافض يعترف او يقتنع بوجود فيروس زغير ممكن يقضي على حياتو. تركيبة اللبناني انو بعقلو الباطني مش مصدق انو هيدا الفيروس بيقدر يقتلو، هو ال survivor اللي تحدّى الحرب والقصف والقنابل والتقنيص والتهجير  والدبح عالهوية والملاجئ والانتفاضات والالغاءات والاجتياحات والانفجارات والهيمنة والخطف والتعتير والفساد والجوع وسرقة جنى عمرو واحلام اولادو ومستقبل عيلتو، وضلّ واقف على إجريه وماشي لقدّام. هيدا السيناريو هو مشكلتنا، ونحنا مش مصدقين ، ومقتنعين انو ما في شي بيهزّنا، ومكملين نعيش متل ايام الحرب، مننطر وقف اطلاق النار لنطلع نكزدر، واول ما يطلع انفجار منتطمّن ومنضهر نسهر لأنو عنا كم ساعة أمان.
بيتهدم بيتنا، منقزز الشبابيك بالنيلون ومنكّمل . بينخطف بيّنا، منضويلو شمعة ومنصلي يرجع، ومنكمّل. بيشتشهد خيّنا، منحط صورتو "بينز" على صدرنا ،ومنكمّل. الحياة عنا نحنا اللبنانيي ما بتوقف ابدا كرمال اي حدا او اي شي. بدكن ياها هلأ توقف كرمال فيروس زغير بيموت اذا فركناه بالصابون؟؟؟
الحياة عنا مكمّلة، ونحنا مكملين باللي بقيوا، وتركيبتنا وتجربتنا مع كل شي عشناه ما عم تخلينا نستوعب انو اذا كملنا هيك ما رح يبقى حدا.السيناريو اللبناني انكتبت شخصياتو من سنة ال١٩٧٥، شخصيات تعوّدت تواجه الدمعة بالابتسامة، الحزن بالتنكيت والسخرية، الفقر بالتفشيخ، الوحدة بالسهر ، الموت بمزيد من العيش والحياة... شخصيات السيناريو اللبناني معقول هيك فجأة تقلب ٣٦٠ درجة؟ معقول تصدّق انها مجرد كومبارس ومش سوبرمان وغرندايزر  واحلى واحسن واذكى مخلوق على وج هالارض؟
شخصيات السيناريو اللبناني مش بحاجة لكاتب متمرّس بقلب المواقف رأسا على عقب بشكل مقنع، نحنا بحاجة لمعالج نفسي ، يطلّعنا من تركيبتنا البطولية، ويخلينا نفهم انو الحياة تافهة جدا، وممكن نخسرها لسبب اتفه منها. نحنا بحاجة لمين يفهّمنا انو الحياة مش سيناريو فيلم سينما، والبطل بالحياة اكيد بيموت.

=============