أقلام حرة

حب الظهور عند المسؤولين... يحتلون الشاشات ليل نهار... متى يعملون؟

الاحداث- روما- كتب طلال خريس

في لبنان عائلات تبيع ثيابها لشراء الخبز ....في لبنان المواطن يعيش في دوامة لا تنتهي ... هم كورونا ...هم لقمة العيش... هم معرفة الحقيقة .... . فجرت بيروت ولا نعلم من المسؤول ...سُرقت أموال المودعين ...ولا أحد يعرف  من المسؤول.

وفي الوقت الذي ينهار بلد الارز مع مؤسساته ويعاني أكثر من 60 ٪؜ من سكانه  من البطالة والفقر،  يظهر المسؤولون  24 ساعة على 24 على شاشات التلفزة  وعلى الاذاعات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. فإذا لم نر صورتهم البهية على شاشات التلفزة، نقرأ تغريداتهم  وتغريداتهم المضادة  وهنا نتساءل متى يعملون؟ هل أصبح المسؤولون عندنا فقط في الاعلام؟

أثناء أزمة كورونا في ايطاليا ، لم يطل وزير الصحة على الإعلام الا مرات قليلة جدا  تاركاً المجال للدوائر المختصة مثل اقسام امراض الأوبئة ، ولمسؤولين في الصحة في مختلف المناطق وكانت القرارات تؤخذ من دون ضجة او بروباغندا إعلامية .

يميل المسؤولون  في لبنان إلى حب الظهور، ولفت الانتباه والانظار اليهم حتى لو لم ينجزوا شيئاً، فاذا اردنا أن نتحدث عن سيارات المواكبة والمرافقين فحدث ولا حرج، يحاولون إبراز  أن لديهم "سمات" تدفعهم للتميز. بصراحة عندما انظر إلى البعض أتصور أنه يليق به أن يكون بائع فلافل مع احترامي وتقديري لبائع الفلافل.

المسؤولون عندنا يستغلون وجع الناس للظهور ، ولإبراز إنجازاتهم الهشة.  من يتابع بشكل دقيق يكتشف أن ما يقولونه في مؤتمراتهم الصحافية وتصاريحهم اليومية غير موجود على الأرض، وما يعدون به من انجازات يبقى حبرا على ورق .

ينظمون المؤتمرات عن بعد ، ويوقعون الاتفاقات بين وزاراتهم أمام كاميرات التلفزة،  مع العلم اننا لم نرَ أي مردود للمواطن من كل ما يفعلون.

لبنان بلد المياه، أبناؤه يشترون المياه، على الرغم من كل الاموال التي هدرت لانشاء السدود، فاللبناني يدفع دائما الفاتورة فاتورتين، من الكهرباء الى الماء الى الهاتف....

فإلى متى سيبقى اللبناني ضحية زعمائه الذين لا يمثلونه؟ والى متى سيبقى  نوابه ينتخبون وفق قانون يفصل على قياسهم؟

======