أقلام حرة

ال LBC وبراثن حزب الله.

الاحداث - كتب رشيد قيامي:

منذ بدء النزاع القضائي حول ملكيّة ال LBC والدعوى التي رفعتها القوّات اللبنانيّة على رئيس مجلس إدارة المحطّة بيار الضاهر نهاية العام ٢٠٠٧ بتهمة سوء الأمانة ، لم تفوّت المحطّة فرصة إلّا واستغلّتها، لمهاجمة رئيس حزب القوّات اللبنانيّة سمير جعجع ، والسعي لتشويه صورته أمام الرأي العام اللبناني.

لا لزوم للدخول مجدّداً في تفاصيل الحُكم الصادر عن القاضية فاطمة جوني في العام ٢٠١٩، والذي تضمّن في متنه إقراراً بعدم وجود أي مستند يثبت عمليّة بيع من قبل القوّات للضاهر، كما إدّعى على مدى سنوات. كما أنّه لا لزوم هنا لتناول الجوانب السياسيّة للحكم .

الدعوى اليوم في مرحلة الإستئناف، ويعلم الله كم ستطول. وتراجع المحطّة اليوم على الساحة الإعلاميّة اللبنانيّة، نتيجة غياب موضوعيتها وتخبّطها السياسي، لا يستلزم الرجوع إلى أي شركة إحصاء في هذا المجال.

ما يدفع لتناول موضوع ال LBC مجدّداً اليوم، هو كما ذكرت سابقاً، سعيها المستمرّ لتشويه صورة الدكتور سمير جعجع بشكل خاص ومتعمّد، حتّى وإن طال ذلك شخصيات أخرى، من أجل الوصول إلى الهدف .

ففي تقرير إخباري أعدّه أحمد عبدالله ،عُرض مساء الأحد ضمن نشرة الأخبار ، سعت المحطّة إلى الغمز من قناة ظهور شخصيّات سياسيّة لبنانيّة على إحدى القنوات التلفزيونيّة الإسرائيليّة، ضمن وثائقي يحمل إسم " لبنان – حدود الدمّ ".

التركيز على إبراز سمير جعجع في بداية التقرير مع النصّ الذي رافق صورة جعجع، ليس بريئاً أبداً. تبع ذلك ظهور شخصيّات أخرى كالرئيس أمين الجميّل، ورئيس حزب حرّاس الأرز إتيان صقر، وأسعد شفتري وغيرهم.  

ظهور الجميّل وجعجع أثار غضب المغرّدين على وسائل التواصل الاجتماعي ، ووصل إلى حدّ المطالبة بمحاكمة " أبطال الوثائقي " بتهمة التعامل مع العدو، كما جاء في تقرير ال LBC .

إلّا أنّ ما جاء في أخر التقرير، يوضح الهدف منه ، ألا وهو دعوة القضاء للتحرّك ضدّ جعجع والجميّل: " بعد أيام قليلة على صدور حكم بالسجن لثلاث سنوات بحقّ ناشطةٍ ( كيندا الخطيب ) تواصلت عبر فايسبوك مع صحافي إسرائيلي، لم تتحرّك السلطات لمساءلة زعيمين لبنانيين ( سمير جعجع وأمين الجميّل ) حول ماهيّة ظهورهما على قناة إسرائيليّة فهل سيمرّ ما حصل مرور الكرام ؟ ".

لم يعد سرّاً أنّ المحطّة محميّة ٌ من قبل حزب الله، خاصّة ً بعد إطلالة أمين عام الحزب على شاشتها، لأكثر من ثلاث ساعات، في مناسبتين متتاليتين في أسبوع واحد.

كما لم يعد سرّاً أنّ الحزب يحاول وبدهاء لا مثيل له، إستغلال هذه الحماية، لدسّ السمّ في الدسم ومهاجمة خصومه الرافضين لسياسته في الشارع المسيحي، من خلال شاشةٍ ، لطالما عرفت بخطّها اللبناني السيادي يوم نشأتها في ظلّ رعاية القوّات اللبنانيّة.

كي لا يبدو ما عرضناه عن الLBC  ، موقفاً شخصيّاً ومنحازاً، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ قناة الميادين القريبة من حزب الله، تناولت أيضاً في تقرير إخباري نفس الموضوع عن الوثائقي ذي الإنتاج الألماني - الأميركي( لبنان – حدود الدمّ ) الذي تعرضه قناة إسرائيليّة عن لبنان.

تقرير الميادين لم تظهر فيه صورة واحدة لسمير جعجع. كما لم تلصق صفة " العمالة " بإتيان صقر رئيس حزب حرّاس الأرز كما في تقرير ال LBC.

كذلك لم يغمز تقرير الميادين من قناة المطالبة بمحاكمة " أبطال الوثائقي " بتهمة التعامل مع العدو.

تقرير الميادين، وهنا العجب، لم يذكر كلمة عدو ولو مرّة واحدة عندما تحدّث عن الإسرائيليين.

بعد كلّ ما تقدّم، يتّضح جليّا ، ما يحاول حزب الله القيام به، من خلال شاشةً ، كانت قبل اليوم رياديّة، إلى أن وقع شَيْخُها في براثن الحزب ، واللبيب من الإشارة يفهم.

========