أقلام حرة

فرنسا تستيقظ من الحلم الأولمبي على كابوس الانقسام السياسي!
هؤلاء هم أبطال الأولمبياد 2024!

الاحداث ـ كتب سمير سكاف*

ستعود فرنسا الى انقساماتها شيئاً فشيئاً، بعد أن توحدت حول تشجيع أبطالها، وبعد تنظيم ممتاز للأحداث الرياضية. 

فالتوحد حول الرياضة الذي حصل بعد إحراز كأس العالم 1998 و2018 لم يؤدِ الى وحدة حقيقية في المجتمع الفرنسي، ولا الى غياب العنصرية، بل الى تصاعد موجة الاهمال الاجتماعي. فالتوحد حول الحلم اضمحل في كل مرة بعد أسابيع قليلة!

وستعود الاشكالات قريباً حول إمكانية حكم فرنسا، وحول اختيار اسم رئيس الحكومة وحول تشكيل الحكومة وحول غياب الغالبية المطلقة لأي فريق وحول أي نوع ممكن أو مستحيل في التحالفات. وستعود فرنسا لتجد أن الرياضة في مكان أم الواقع السياسي والاقتصادي والعنصرية فهي في أمكنة أخرى!

من جهتها، تستضيف مدينة لوس أنجلوس الألعاب الأولمبية المقبلة في العام 2028، بعد استضافة مشتركة للولايات المتحدة وكندا والمكسيك لكأس العالم المقبلة في كرة القدم.

يتنفس الفرنسيون الصعداء! انتهت الألعاب الأولمبية على خير! بانتظار انطلاق الألعاب ذوي الاحتياجات الخاصة بعد عدة أيام! فرنسا، تخطت إشكالات حفل الافتتاح التي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها "مهينة"، ونجحت بشكل كبير تنظيمياً ورياضياً! كما نجحت أمنياً، بعد حادثة تخريب السكك الحديدية للقطارات السابقة للحفل!

فكانت باريس واحة رائعة للعديد من الألعاب الأولمبية. أبرزها كرة الطائرة الشاطئية تحت أقدام برج إيفيل أو مسابقات الفروسية في حدائق قصر فرساي أو مسابقات الدراجات الهوائية أمام كنيسة مونتمارتر أو مسابقات المبارزة في القصر الكبير أو سباحة الترياتلون في نهر السين..!

أبرز نجوم الألعاب الأولمبية مع النتائج الرياضية!

في غياب سياسي لروسيا ولرياضيها، تصدرت الولايات المتحدة جدول الميداليات. فقد أحرزت كل من الولايات المتحدة والصين 40 ميدالية ذهبية أمام اليابان وأوستراليا وفرنسا على التوالي! فهل تتصالح الولايات المتحدة مع روسيا قبل الألعاب المقبلة، أم تبقى القطيعة الأولمبية حتى إشعار آخر؟

أما أبرز نجوم وأبطال هذه الألعاب الأولمبية فهم:

- فرنسي شاب بعمر 22 سنة فقط، هو السباح ليون مارشان، الذي أحرز 4 ميداليات ذهبية، وخامسة فضية.

- بطل القفز بالزانة السويدي أرمان دوبلانتيس، مع رقمه العالمي الخيالي الجديد الذي وصل به الى 6.25 م.

- لاعبة الجمباز الأميركية سيمون بايلز، التي تتحول الى أسطورة مع إحرازها 3 ميداليات ذهبية وفضية، وليصبح في عدادها الأولمبي 6 ميداليات ذهبية.

- الصربي نوفاك ديوكوفيتش، أفضل لاعب تنس في التاريخ. وهو أحرز ذهبية التنس بتأثر كبير بفوزه على الإسباني ألكاراز! ديوكوفيتش هو اللاعب الوحيد الذي فاز بكل الألقاب الممكنة في لعبة التنس.

- السباحة الأميركية كايتي لاديكي أحرزت 4 ميداليات، مع ذهبيتين وفضية وبرونزية. وهي أصبحت حاملة لرقم قياسي أولمبي نسائي بعدد الميداليات مع 14 ميدالية، نصفها من الذهب!

- الأميركي نواه لايلز أصبح أسرع رجل في العالم بإحرازه ذهبية ال 100م. وهو أول أميركي يحرز اللقب منذ 20 عاماً، بعد سيطرة أوسين بولت والجامايكيين بشكل خاص على المسابقة. لايلز أحرز برونزية ال 200 م أيضاً.

- ليبرون جايمس شارك في ألعابه الأولمبية الرابعة. قاد منتخب كرة السلة الأميركية الى احراز الميدالية الذهبية. واختير أفضل لاعب في البطولة بعمر 39 سنة. جايمس كان أحرز أيضاً ذهبيات 2008 و2012 وبرونزية 2004.

- الفرنسي تيدي راينر، أحرز ميداليته الذهبية الثالثة في الجودو في الوزن الثقيل. وهي ميداليته الخامسة في 5 ألعاب أولمبية متتالية، متغلباً على اليابانيين في كل البطولات، ليصبح أفضل جودوكا في التاريخ. وهو أحرز ذهبية الفرق أيضاً!

حفل الختام في باريس بدأ مع الرياضيين، ومع أنه لم يكن مميزاً لا في الشكل ولا في المضمون، إلا أنه حصل على الأقل من دون أي إشكالات. وهذا إنجاز بحد ذاته! ذهبت "سَكرة" الألعاب الأولمبية وستصل "فَكرة" السياسة عما قريب مع نهاية العطلات، ومع مطلع شهر أيلول/سبتمبر المقبل والعودة الى الحياة... "العادية"!

*كاتب ومحلل سياسي