أقلام حرة

أيحكم "التجمع الوطني" فرنسا الليلة؟
هل يفاجيء التصويت الفرنسي كل التوقعات؟

الاحداث - كتب سمير سكاف*

ما هو هائل في انتخابات فرنسا لهذا اليوم هو أن كل الأحزاب في فرنسا (حوالى 8 أحزاب رئيسية) تحاول مجتمعة وقف "احتلال" فرنسا من حزب واحد، هو حزب التجمع الوطني! وقد لا تنجح في ذلك!

فهل ينجح التجمع الوطني بالحصول على الغالبية المطلقة في الانتخابات النيابية الفرنسية هذه الليلة؟ من الأرجح أن لا!

إذ تنتظر نتائج فرز الأصوات عند الساعة 8:00 مساءاً بتوقيت باريس الاجابة، التي ينتظرها الفرنسيون والأوروبيون والعديد من المتابعين في العالم، لما لها من تأثير وطني فرنسي، وأوروبي دولي. وقد يكون أيضاً هذا التأثير كتأثير "الدومينو" في الانتخابات النيابية الاوروبية الأخرى!

تقول الاحصاءات الأخيرة أن التجمع الوطني لن يتخطى 220 مقعداً، في حين يحتاج الى 289 من أصل 577 للحصول على الأغلبية المطلقة! ولكن الصناديق، كانت كذبت الاحصاءات في انتخابات 2022 النيابية الأخيرة، وأعطته 89 مقعداً بدلاً من 50 في التوقعات! فهل يتكرر الأمر هذه الليلة؟

على أي حال، المؤكد أن أرقام التجمع الوطني سترتفع هذه الليلة 3 أضعاف. وذلك، في سنتين فقط! وهو بحد ذاته إنجاز تاريخي له، وهو ينذر الجميع بتسونامي لصالحه إذا ما قام ماكرون بحل المجلس النيابي بعد سنة، حين يعطيه الدستور الفرنسي الحق بذلك!

والسؤال الآخر، هو هل ينجح "القوس الجمهوري"، "الهجين"، بمنع وصول الأصوات الى التجمع الوطني؟ 

إن قادة اليمين التقليدي و"يمين الأكثرية الرئاسية" لا يفرقون بين مارين لوبين وجان لوك ميلينشون، ولا بين التجمع الوطني وبين فرنسا الأبية، ما يترك المجال مفتوحاً للأصوات اليمينية أن تذهب الى التجمع الوطني، ليس فقط في وجه مرشحي فرنسا الأبية، ولكن أيضاً في وجه كل مرشحي الجبهة الشعبية اليسارية. علماً أن الثلاثيات تعني بالإجمال، وبشكل أساسي، تفوق التجمع الوطني على الجبهة الشعبية. في حين أن الثنائيات قد تكون بالإجمال لصالح المرشحين الآخرين من غير التجمع الوطني!

اليمين التقليدي، خارج رئيسه إريك سيوتي المتحالف مع جوردان بارديلا، والمنتظر أن يحصل على 60 الى 90 مقعداً سيكون "بيضة القبان". وسيرجح تشكيل ائتلاف رئاسي - حكومي حول الرئيس الفرنسي ماكرون، بشرط استبعاد فرنسا الأبية! وهو يمكنه أن يرجح كفة بارديلا إذا شاء، وإن كان ذلك مستبعداً جداً!

تعقيدات كثيرة تحتاج الى بعض الوقت للبحث عن حلول لها! وأبرز أسئلتها هو: ما هو موقع حزب فرنسا الأبية في تشكيل الائتلاف الأكثري الحكومي؟ وهل يسعى الى إفشاله إذا كان خارجه؟ وهو ما سيؤدي الى اتهام الآخرين له بتقديم خدمة كبيرة للتجمع الوطني! وهل سيقبل بالتالي بتهميش نفسه؟

سيثبت التجمع الوطني الليلة، وإن لم ينجح في الحصول على الأكثرية المطلقة، إنه الحزب والتجمع السياسي الأقوى في فرنسا، التي قد يجتاحها نيابياً وحتى رئاسياً في العام 2027! 

*كاتب وخبير في الشؤون الدولية