ازدياد حالات السرطان في بيروت بنسبة 50 %... ما السبب ومن المسؤول؟
الاحداث - خاص
في ظل تقارير مقلقة في بيروت، تظهر الأرقام الأخيرة زيادة بنسبة 50% في حالات السرطان خلال الخمس سنوات الماضية. يشير الخبراء إلى أن التلوث الناتج عن استخدام المولدات الكهربائية التي تعمل بالديزل يقف وراء هذا الارتفاع المخيف.
قبل العام 2017، كان استخدام هذه المولدات يقتصر على سد فجوات انقطاع الكهرباء التي لا تتجاوز ثلاث ساعات يوميًا. لكن الوضع تغير بشكل جذري بعد الانهيار الاقتصادي في البلاد عام 2019، حيث أصبحت هذه المولدات المصدر الرئيسي للكهرباء، تعمل لمدة تصل إلى 20 ساعة يوميًا.
يُقدر أن هناك حوالي 8000 مولد خاص تولد الكهرباء في لبنان اليوم. وقد كشفت دراسة حديثة أن مستويات المواد المسرطنة قد تضاعفت في ثلاث مناطق رئيسية تم قياسها: وسط بيروت، منطقة الجامعة الأمريكية، وشارع مستشفى المقاصد.
تُحذّر منظمة الصحة العالمية من أن التعرض اليومي لمتوسط أكثر من 15 ميكروغرام لكل متر مكعب من الجسيمات الدقيقة يمكن أن يكون خطرًا على الصحة. ومع ذلك، فإن المتوسطات اليومية في الثلاث مناطق المذكورة تتجاوز هذا الحد بكثير، حيث تراوحت بين 20 إلى 60 ميكروغرام لكل متر مكعب.
التعرض اليومي لتلوث الديزل لا يؤدي فقط إلى زيادة حالات السرطان، بل يسبب أيضًا أمراض القلب والأمراض التنفسية. ويُعتبر العلاج الكيماوي مكلفًا للغاية بالنسبة للعامل اللبناني الذي يكسب حوالي 150 دولارًا في الشهر.
تواجه الحكومة اتهامات بسوء إدارة التمويل الدولي المخصص للبنية التحتية والاكتفاء بحلول مؤقتة لمشاكل تتطلب استثمارات طويلة الأمد..
علماً أن مرضى السرطان يعيشون معاناة توفير أدويتهم المفقودة من جهة، وتحمل تكاليف العلاج من جهة ثانية، بسبب نقص تمويل وزارة الصحة وغياب الجهات الضامنة، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية.
ويبقى السؤال: من المسؤول عن معالجة هذه الأزمة وحماية صحة المواطنين من إهمال الدولة لمواطنيها وعدم مبالاتها؟