أقلام حرة

لا قتلى ولا جرحى ولا أضرار حيوية ولا رد على الرد! ما مدى تجاوب نتانياهو مع إرادة بايدن؟!

الاحداث - كتب سمير سكاف *

ستبقى القبة الحديدية الاسرائيلية بحالة تأهب. وستقترب الأساطيل الأميركية والأوروبية أكثر من شواطىء شرق المتوسط. ولكن الطائرات الاسرائيلية ستستعيد وجهتها باتجاه رفح!

يمكن لمجلس الحرب الاسرائيلي بالمطلق الرد على الرد الإيراني في أي لحظة! وهو ملزم تكتياً بجهوزية للرد. ولكن ما لزوم الرد على الرد؟ ولتحقيق أي هدف؟

في الواقع، ليس هناك أي مبرر استراتيجي لرد اسرائيلي على الرد الإيراني! فإيران حققت نجاحاً "إعلامياً" يكفيها معنوياً، من دون أن تصب اسرائيل بأي ضرر جدي أو حيوي، لا في البشر ولا في الحجر!

اللا إصابات واللا أضرار كافية بالمطلق لعدم حصول الرد الاسرائيلي. فعداد القتلى والجرحى بقي على الصفر. باستثناء جرح بسيط لطفلة صغيرة! والأضرار المسجلة في أحد المطارات العسكرية بسيطة. إذ لم يتم تدمير أي طائرة أو أي معدات حربية جدية! بالإضافة الى نتيجة ال (16-0) لصالح اسرائيل بنتيجة قتلى الضربتين!

اسرائيل حققت من جهتها نجاحات كثيرة بضربة لم تؤذها! وذلك، إنطلاقاً من تكوين تحالف دولي عسكري لحمايتها، أثبت فعالية كبيرة، الى استعادة الدعم الأميركي بالكامل والدعم السياسي الدولي لحروبها "الوجودية"، وصولاً الى احتمال تحرير المساعدات المالية وال 14 مليار دولار "الواقفة" في الكونغرس، وحتى الحصول على الغطاء لاقتحام رفح ولتبرير المجازر التي سترتكبها فيها... 

المرجح إذن هو عدم الرد، إلا إذا ما كانت اسرائيل تسعى لتوريط أميركا بحرب مع إيران. وهو ما يريد الرئيس الأميركي جو بايدن تجنبه قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. فهل يخضع بنيامين نتانياهو لإرادة جو بايدن؟ على الأرجح، هو سيخضع!

الرد الإيراني لن ينقذ رفح، كما لم ينقذ غزة منذ بدء الحرب! وهو على الأرجح لن ينقذ ما قد تتعرض له الضفة لاحقاً من اعتداءات، كما لن ينقذ لبنان من حرب بمبادرة اسرائيلية!

*كاتب ومحلل سياسي