أقلام كاريكاتورية

الانتحار هو الحلّ

الاحداث- كتب رشيد قيامي

نعم، أفكّر جدّياً بالانتحار . لن أحتمل مشهد مغادرة جلالة ميشال عون القصر وليلة الوداع الشعبي الغفير الذي وعدتنا به المناضلة رندلى جبّور. 
الفكرة تراودني بقوّة، ولن يردعني عن الضغط على الزناد سوى اتصال هاتفي من " صديقي " جبران ليطمئنني بأن العودةَ قريبةٌ وأنّ النصرَ آتٍ لا محال. 
مجرّد تصوّر أنّ العَلَمَ منكّسٌ ولا صوت لنافورة المياه التي تتراقص على ألحان Vivaldi في باحة القصر يرعبني. نعم ، يرعبني كما ترعبني أفلام هيتشكوك. 
أعلم جليّاً أنّ الإنتقال - الحدث من بعبدا إلى الرابية سيكون بمثابة الخروج من عرينٍ إلى آخر ، وأنّ صوت زغاريد النسوة سيطغى على صوت الطبول، وأريج الورود سيمتزج برائحة الغار المرفوع على طول الخطّ الساحلي ليعطّر الرِحلة الجَلل لرجل بقامة ميشال عون ( التعبير للمناضلة رندلى جبّور ). كما أعلم أنّ الإعلام العالمي سيواكب لحظةً بلحظة وخطوةً بخطوة اليوم التاريخي الذي سيطغى على كل الأحداث مهما عظُم شأنها. وأعلم أيضاً مدى التنظيم الذي يجري إعداده والذي لا يضاهيه تنظيم البريطانيين لاحتفالاتهم المهيبة. كل هذا ورغم ضخامته لا يعنيني. ما يعنيني فقط هو تلك اللحظة الأسطورية التي سيخطو فيها جلالته أخر خطواته على بلاط القصر. 
المشهد على عظمته التي تليق بالرجل،سيكون صاعقاً بالنسبة إلي. فبعبدا بعد ميشال عون لن تكون كما قبله. الرجلُ أسطوري والتاريخُ مفصلي. 
سأنتحر ، ولن يردعني سوى اتصال " صديقي " جبران الذي أتمنّى أن لا يحصل . يكفيني بأن عشتُ حِقبة ً زمنيّة من الرخاء والإستقرار والإنجازات. ساضغط على الزناد وأرحل عن هذه الدنيا، فأنا لا أحتملُ رحيلاً ثانياً للرجل، أطال الله عمره، من الرابيه إلى دنيا الخلود.