أقلام كاريكاتورية

" صديقي السابق " جبران

الاحداث- كتب رشيد قيامي

منذ لحظة إطلالتك المتوهّجة مبارح الأحد ورنين هاتفي المحمول لا يتوقّف. نعم ، صدّق. الشارع الأميركي بكلّ أطيافه مخضوض. بدءاً من جادّة بنسلفانيا في العاصمة واشنطن حيث البيت الأبيض ، وصولاً إلى عاصمة السينما هوليوود في أقصى الغرب، صعوداً إلى مربض خيلنا نحن معشر اللبنانيين الأشاوس في ميشيغن ونزولاً إلى الجنوب الدافىء عند شواطئ فلوريدا المشمسة. 

جبران شو عملت حتّى صار الشعب الأميركي " يلهَجُ " بإسمك ؟ 

ما تسألني شو يعني " يلهَجُ"، نبشها بالقاموس وتركني كمّل. 

شو سرّك يا رجّل ؟ بعرف إنّك شبوبيّة وجذّاب وصاحب قامة فارعة وخطيب متمرّس  ودبلوماسي من الطراز الرفيع وقاهر قلوب الجميلات. بس رغم كل هالصفات، وغيرها طبعاً، فيك سِحر لا يمكن فهمه أو إختصاره ببضع كلمات. 

الشارع الأميركي غير المهتمّ لا بحقوق المسيحيين يلّي عم بتدافع عنها، ولا بصلاحيّات الرئاسة يلّي عم بتمشّط دقنك لتورتها عن عمّك بعد عمرٍ طويل، ولا بتشكيل الحكومة يلّي بدّك فيها الثلث المعطّل ، ولا بأي شي حكيت عنّو بإطلالتك المُبهجة، مسحور فيك. ولك إيه متل ما عم خبّرك وأكتر. تصوّر أنّ أحدهم قال لي بالحرف: " منيح جبران ما وقّت إطلالتو ليلة خميس السكارى أو أحد المرفع". هون أنا طبعاً إستغربت وسألتو: " ليش ؟ ". فسارع وجاوبني: " لأنّو بدّو جلسة كاس خاصّة ومختلفة عن غيرها". 

يا ريت القصّة وقفت هون. روق بعد ما بلّشت بالخبريّة المهمّة. 

سماع. حكيتني جاين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض حتّى تخبّرني إنّو الرئيس بايدن ما شال عيونو عن التلفزيون حتّى آخر تكّة من مؤتمرك. 

وقالتلي إنّو غيران منّك كيف عم تسرق كل هالوهج ومحبّة الناس وتقديرن. وقال إنّو إتّصلوا فيه ناس من تكساس حتّى يطلبوا منّو يستشيرك بموضوع الكهربا، لأنّو عشرات آلاف الأشخاص من دون كهربا نتيجة العاصفة يلّي ضربت الولاية. وقالتلي كمان إنّو بايدن مش ناوي يشيل عنّك العقوبات ومُصرّ على إتّهامك بالفساد حتّى يشوّهلك سمعتك بالمحافل الدوليّة. 

جبران، أنا ما كتير إهتمّيت لكلام ساكي. أنا بمجرّد سمعتك عم بتقول إنّك حامل هموم اللبنانيين وعم تسعى لحلول للأزمة ، صدّقتك طبعاً وإرتحت. أمّا إنّك تقول ما بدّك تشارك بالحكومة فهيدي ما حبّيتها منّك أبداً. ما تعمل طوباوي بهالمرحلة. البلد بدّو رجال أصحاب كفاءة ونظافة كفّ متلك. 

أمّا جملتك الخطيرة يلّي قلت فيها : " بمعركة الدفاع عن الحقوق ما حدا يرجع يحاول يجرّبنا "، فرجعتني لوقفاتك النضاليّة المشرّفة ونظرتك الاستراتيجيّة الثاقبة. بس بدّك للصراحة، أكتر شي بتبيّن قوّتك لمّا تحتدّ وترفع أصبعك وتهدّد. يا الله ما أروعك بالتهديد. مش معقول شو بتبيّن " كاريزمتيك " بس تحتدّ وتضرب إيدك عالطاولة. عنفوانك بيخوّف خصومك.  

جبران، كتير عجبتني جملة " الكرامة ما بتشيخ... وأنت كرامتنا " يلّي كتبتها لفخامتو لمناسبة عيد ميلادو الميمون من كم يوم. بس والله العظيم ضيّعتوني بتاريخ ميلاد فخامتو. سجلّات وزارة الداخليّة بتقول إنّو من مواليد حارة حريك – حيّ الرويس – ٣٠ أيلول ١٩٣٣ – رقم السجلّ ١٢٣، وإنتو بتقولوا إنّو مولود ب ١٨ شباط ١٩٣٥. هلّق صحيح إنّو وجودو بالسلطة خلّانا نشعر إنّو كل يوم عيد، وإنّو شبوبيّة فخامتو طاغية ونشاطو واضح متل عين الشمس، بس لازم تعتمدو عيد رسمي لميلاد فخامتو، وبلّغو معايدتي ولو بشكل متأخّر شوي.

جبران، طمنّي عن أوضاعك الماليّة في ظلّ العقوبات الأميركيّة. إنشالله مش متضايق؟ دخلك بعدها شنتال عم توقف بالصفّ حتّى تسحب ٢٠٠ دولار من البنك أو تحسّنت الأمور شوي ؟ مش مهمّ ، لا بدّ ما تفرج الأمور بعد حين . وعلى أمل ذلك بودّعك وبتمنّالك دوام التألّق والتوهّج. 

=====•=••=