الاحداث- كتبت:جوزفين حبشي

اليوم 22 تشرين التاني، عيد استقلالنا عن امّنا الحنونة فرنسا. عن جد ما في الذّ منا نحنا الشعب اللبناني، ما منطلع بسرعة من اللي انتدبونا واحتلّونا وهيّمنوا علينا، لا بل منحبن ومنحلف بإسمن، ومنعتبرن من الاهل والعيلة وأم حنونة و... شقيقة يا نوساتا !!!

حاصلو شو بدّنا بالشقيقة هلأ، خلونا بالام الحنونة، اللي اثبتت بالفعل انها اكتر حنّية علينا من اهلنا من لحمنا ودمّنا الوطني ، خصوصا بالفترة الاخيرة، وتحديدا من لحظة انفجار بيروت، ووصول بيّ الام الحنونة لعنا، وجولاتو وزياراتو وغمراتو ومبادراتو  ودعمو للطلاب اللبنانيين بفرنسا وتخصيص 500 يورو شهريا لكل طالب ودفع رسوم التسجيل عنهم . 

فعلا فرنسا امّنا الحنونة، ولهيك، انا اليوم تحديدا،بمناسبة عيد الاستقلال حابة احتفل  بعيد الام. نعم عيد امنا الحنونة.
ورح اغتنم المناسبة، لبارك لمجموعة اشخاص، وقلن كل سنة وانتوا "طيبين"، لأنهم عن جد ولا اطيب، متل الرئيس ماكرون ، لأنو اسمو بيشهّي واشتهينا يكون عنا رئيس متلو، شببلِك يعني ، و" الفرانش فرايز" اللي ما عاد عنا غيرو يشبّعنا بظل هالغلا، والله يرحم الصبّوحة اللي تنبأتلنا بالبساطة البساطة والغدا خبزة وزيتونة والعشا بطاطا. ايضا وايضا حابة عيّد "الفرانش كيس"، ما تواخذوني بس كتير طيبة هالبوسة، والله يجازي كورونا اللي حارمنا منها، وبإذن الطعم الجديد رح نرجع نبوس ونستطعم بطعم الحب. مين كمان؟
 "الفرانش مانيكور وبيديكور" ، لأنو سي تري شيك. شيك شيك من شياكة واناقة، هيداك الشيك المصرفي انسوه يا تسلمولي. 
وبمناسبة المصارف، خلوني كمان وجّه معايدة ل "فرنسا بنك"( هيدي تبييض طناجر لأنو ناويي اخد من عندن "لون") ،
والامبراطورة جوزفين، مش لأنها زوجة نابوليون، لأنها سميّتي، 
وفيلم the french connection, لأنو اخد اوسكار ولأني بحب السينما، وجولييت بينوش مش لأنها اخدت اوسكار، لأنها مزوقة وحبّت قصة شعري لما شاركت بمهرجان بيروت من كم سنة، يوم ما كانت بيروت عم تتفجر ثقافة وفن وجمال. حاصلو، مين كمان لازم عيّد؟؟؟ايه
سلمى حايك. يا عمي بعرف انها مكسيكية من اصل لبناني، بس نسيتو انو  صهرنا فرانسوا بينو فرنساوي؟؟؟
وبالختام، بحب طبعا  هنّي تقريبا نص الشعب اللبناني اللي حامل الجنسية الفرنسية. ومع اني بحب فرنسا  "بوكو، بوكو" وطالع ديني من الزعما عنا( مش من لبنان) مش رح قلّكن نيالكن على الجنسية، ومش رح قول يا ريتا فرنسا بعدا منتدبتنا وما عطتنا هالاستقلال المضحك المبكي، متل ما كتير قالوا بفترة من الفترات. لأني ببساطة بحب لبنان اكتر بكتير، ايه ايه صدقوا، هيدا مش حكي جرايد ومواقع الكترونية. انا بعشق  بفيروز وصباح  ووديع ونصري وماجدة الرومي اكتر بكتير من اديت بياف ، وجبران خليل جبران اكتر من فيكتور هوغو ، والملكة جورجينا رزق اكتر من الملكة ماري انطوانيت،  وايلي صعب اكتر من ايف سان لوران وكوكو شانيل ، وزياد دويري اكتر من فرانسوا تروفو ، وجريدة النهار اكتر منLe Monde و Le Figaroو Liberation، 
ورلى حمادة والسي فرنيني ومارسيل مارينا ورندة كعدي وهيام ابو شديد وكارمن لبّس وجوليا قصار وتقلا شمعون وبتي توتل ورندة اسمر ونوال كامل اكتر مليون مرة من كاترين دونوف وجولييت بينوش وماريون كوتيار وصوفي مارسو.
ونقولا دانيال وجوزف بو نصار  وكميل سلامة وواسعد رشدان  واحمد الزين ورفيق علي احمد اكتر  الف مرة من ايف مونتان وجيرار ديبارديو والآن ديلون وجان رينو، 
وغابي لطيف ومهى سلمى وجيزيل خوري اكتر من كلير شازال وآن سانكلير ، 
وقلعة بعلبك وصخرة الروشة اكتر من  برج ايفل و arc de triomphe, والخبز المرقوق اكتر من الباغيت، ومنقوشة الزعتر اكتر من الكرواسان، ونبيد كسارة وكفريا اكتر بكتير من Domaine de la Romanée-Conti 
و... اللائحة تطول وتطول، وقدّيش بحز بقلبي اني مش قادرة افتخر كمان بزعما هالوطن، ولا شوف حالي فيهم، متل ما الفرنساويي بيفتخرو  بديغول.
مش مهم، اصلا هول اللي ما بيتسمّوا، مش لبنان. لبنان الحقيقي هو كل اللي سمّيتن فوق ، اضافة للشعب اللبناني الطيب ، المقاوم، الذكي، العيّيش، المؤمن، اللي ما عم يفقد الامل بلبنان، رغم انو اللي ما بيتسمّوا سمّوه وجوعوه وفقّروه وسرقوه وسرقوا مستقبل وصحة ولادو. كرمال هول الناس الحلوين، انا فخورة بجنسيتي اللبنانية  وبضيعتي وشروال جدي وطربوش بيّي اللي معلق بالتوتة، وخصوصا بأمي اللي لإلها هيّي بس بتلبق صفة " الأم الحنونة". اما استقلالكم، فخير  ما عملتوا انكم لغيتوه السنة، وصار لازم " تبلّوه وتدفنوا ...ميّتو".