من الصحف

"الأمل ضعيف في استجرار كهرباء الأردن وغاز مصر الى لبنان"

الاحداث- كتب سركيس نعوم في صحيفة النهار يقول:"عن عودة المملكة العربية السعودية الى لبنان قال المسؤول المهم نفسه في #صندوق النقد الدولي في واشنطن والمتابع رسمياً مع زملاء له موضوع لبنان وملفاته الشائكة والسعي الدائم لمساعدته على التوصّل الى حلول لها تدفع الصندوق الى تقديم المساعدات إليه، عن هذا الأمر قال: "وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يُجري تغييرات جدّية ومهمة في بلاده. لكنّه "حادٌّ" في السياسة وكل شيء آخر. هل إعادة سفير بلاده الى لبنان وانخراطه بحدّة في أوضاعه السياسية وآخرها الانتخابات النيابية هي تنفيذ جدّي وصادق لقرار بالعودة إليه؟ أم هي محاولة لخربطة "اللعبة" الدائرة فيه والقائمة على إمساك "حزب الله" بلبنان أو استمرار الإمساك به؟ السؤالان مشروعان لأن المملكة في ظل سيطرته على لبنان لا تستطيع أن تفعل شيئاً من دونه. وهي تقاطعه وهو يقاطعها وتالياً لا تستطيع التعاون معه ولا تريد وهو لا يستطيع التعاون معها بل لا يريد. ربما يكون "تخبيص" الحلفاء اللبنانيين للمملكة مع "الحزب" وضدّه هو ما تريده المملكة وذلك لعرقلة نشاطه وخربطة أوضاعه في الداخل والحدّ من سيطرته على البلاد. في الانتخابات النيابية مثلاً لم يحصل "حزب الله" على الغالبية في مجلس النواب، طبعاً عنده الأقلية النيابية الأكبر. وعنده سلاحه وتحالفاته التي تمكّنه عند الاضطرار من تأمين غالبية ما حول موضوع معيّن يهمّه. لكنه رغم ذلك ليس في حاجة الى قوة تساعده للاستمرار في منهجه وقوته وحضوره وسيطرته. إلا أنه أي "حزب الله" لا يريد الانجرار الى حرب أهلية في لبنان، ويسعى الى الحوار والتهدئة. لكن السؤال الذي يُطرح هنا هو: كيف تم الحوار بينه وبين جهات يتهمها بخدمة أميركا واستطراداً إسرائيل وبالتواطؤ معهما عليه؟ هذا أمرٌ غير مقبول. الدور السعودي في لبنان لا يزال غير معروف الأبعاد والنتائج والأهداف حتى الآن". ماذا عن فرنسا ودورها اللبناني؟ سألت. أجاب: "أدّت فرنسا دوراً مهماً بسعيها الى إقناع صندوق النقد الدولي بمساعدة لبنان. وهو موافق على دفع نحو ثلاثة مليارات دولار أميركي ونيّف الى لبنان بعد التوصّل معه الى اتفاق خطّي واضحة فيه التزامات الصندوق تجاهه وأكثر وضوحاً التزامات لبنان الإصلاحية المتنوّعة. لكن لبنان لا تكفيه المليارات الثلاثة. هو يحتاج الى عشرة مليارات على الأقل. ربما يرفع الصندوق ما سيقدّمه الى لبنان الى خمسة مليارات دولار والخمسة الباقية ربما تدفعها دول غنية مثل "مجموعة السبع" G7 ودول أخرى عربية مليئة جداً وغير عربية".

حاولت استدراج المسؤول المهم نفسه في صندوق النقد للخوض في القضايا الداخلية اللبنانية مثل دور "حزب الله" والبطريركية المارونية والرئيس ميشال عون و"التيار الوطني الحر" و"حزب القوات اللبنانية"، لكنني لم أنجح إلا في الحصول على بعض "جمل" منه عن هذه الموضوعات رغم معرفته التفصيلية والدقيقة للبنان ومشكلاته وانقساماته الداخلية. قال: "الرئيس عون مسيحي مثل مسيحيي "القوات" أي إنهما أصحاب إيديولوجيا مسيحية واحدة. لكنهما مثل القبائل يستعينان بـ"الأعداء" لتصفية حساباتهما مع "الأشقاء" والأصدقاء. "حزب الله" يتطلع الى الفاتيكان وفرنسا لإيجاد حلّ لقضايا لبنان الشائكة والمعقدة. الفاتيكان لا يحلّ أي لا يستطيع وحده إيجاد الحلّ، وهو ربما ليس على وفاق مع جهات مسيحية داخلية قد يكون البطريرك الماروني بشارة الراعي واحداً منها". ثم سأل: "هل كان سمير جعجع رئيس "حزب القوات" حقّق نتيجة جيدة في الانتخابات النيابية الأخيرة لولا الاستهداف المباشر لـ"حزب الله" له؟ ألم يساعده ذلك في شدّ عصبه المسيحي؟ صيغة الحياد لا تمشي، ما يمشي هو التوازن والتوافق والحكمة ويجب التركيز عليها".

التقيت في واشنطن شخصيات أردنية على صلة جيدة جداً ببلادهم المملكة الأردنية الهاشمية وبأميركا وإدارتها ومراكز أبحاثها المتنوّعة. وقد أبلغتني إحداها في لقاء غير طويل أن جلالة الملك عبدالله بن الحسين مهتم كثيراً بلبنان وكان في حينه في زيارة رسمية لواشنطن اجتمع خلالها بالرئيس جو بايدن فطلبت شرحاً لهذا الاهتمام أو وصفاً. أجابت: "تعرف من دون شك قصة استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر الى لبنان عبر سوريا التي تم الاتفاق عليها رسمياً قبل أشهر كثيرة بين بيروت وعمان والقاهرة ودمشق. تعرف أيضاً أن الاتفاق لم يُنفذ بعد بسبب عدم إعطاء أميركا مصر وربما الأردن المستندات اللازمة التي تحول دون خضوع الدولتين لعقوبات أميركية بمقتضى "قانون قيصر" الذي يفرض عقوبات على كل متعامل مع سوريا. جلالة الملك تحدّث مليّاً في هذا الموضوع في زيارته الأخيرة لواشنطن وتحديداً في اجتماعه مع الرئيس بايدن كما مع المؤسسات الأميركية الأخرى المعنيّة بهذا الموضوع. هذه قضيّة غير سهلة وربما تكون صعبة الحلّ، ومصر لا تزال ترفض مدّ لبنان بالغاز عبر سوريا (حتى وإن وقّعت معه أخيراً اتفاقاً) عبر سوريا وهو الذي يحتاج إليه من أجل التخفيف من حدّة مشكلة الكهرباء فيه ما لم تحصل على المستند الأميركي الرسمي الكفيل تجنيبها أيّ عقوبة أميركية من جرّاء ذلك مستقبلاً. والبنك الدولي الذي تم الاتفاق على أن يموّل عملية استجرار الكهرباء الأردنية و#الغاز المصري الى لبنان عبر سوريا لا يبدو مستعداً للتمويل إن لم تحصل مصر على المستند الذي تطلبه وتتمسّك به. الغاز يجب أن يمرّ عبر سوريا الى لبنان إذ لا معبر آخر. لهذا السبب فإن الأمل في تنفيذ هذا المشروع صار ضعيفاً أي لا كهرباء أردنية ولا غاز مصري. عمّان متمسّكة بمساعدة لبنان".

ماذا تقول الشخصية الأردنية المقيمة في واشنطن والمطلعة بدقة على مواقف إقليمية عدّة لها عن الاجتماع المرتقب في السعودية بين الرئيس بايدن وقادة دول عربية عدّة؟