من الصحف

الانتخابات في مقدمة البرنامج الوزاري.. ومنافسة غير مألوفة بين نفط الدولة ونفط حزب الله.. و«العناية الدولية» فتحت صندوق النقد لمصرف لبنان
ميقاتي يستعجل ثقة الناس قبل «النواب» و«البيان».. والوزراء تسلّموا حقائبهم

الاحداث- كتبت صحيفة الانباء الكويتية تقول  تتحرك حكومة نجيب ميقاتي  بسرعة قياسية، كما لو أنها في سباق مع الوقت، فمن التأليف الى البيان الوزاري الى ثقة مجلس النواب التي تبدو مضمونة سلفا، بعد تلميحات التيار الحر الى عزم كتلته النيابية منحها الثقة.

ويبدو ان الرئيس ميقاتي يريد الحصول على ثقة الناس، قبل ثقة مجلس النواب، ومن هنا يمكن فهم رغبته بزيارة دار الفتوى، ولقاء مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم، حتى قبل حصول حكومته على ثقة مجلس النواب.

ومن مظاهر استسراع التحرك، شروع لجنة صياغة البيان الوزاري الفضفاضة بمناقشة البيان أمس، تمهيدا لمتابعة المناقشة حوله اليوم. واللافت هنا، تكون اللجنة من نصف أعضاء الحكومة زائدا واحدا، ما يطرح السؤال عن كيفية طلب الحكومة ثقة مجلس النواب، بينما أعضاؤها لا يثقون ببعضهم بعضا، بدليل وجود أكثر من نصف الحكومة بين أعضاء في لجنة البيان!

المصادر المتابعة تعطي استعجال الحكومة قبل إصدار البيان الوزاري والحصول على ثقة مجلس النواب، تفسيرا يتجاوز الإصلاحات المالية والاقتصادية الى مسألة أساسية بنظر داعمي هذه الحكومة، وهي الانتخابات النيابية، هذه الانتخابات هي حجر الرحى بالنسبة للمجتمع الدولي، كونها المؤهل للتغيير السلمي.

وقد زارت السفيرة الفرنسية آن غريو النائب جبران باسيل، وأكدت له على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، في شهر (مايو المقبل).

هذه الزيارة للسفيرة الفرنسية، تعكس قلق باريس وواشنطن من احتمال«تطيير» الانتخابات من جانب الفريق الرئاسي، المهدد بفقدان أكثريته النيابية في اي مواجهة انتخابية، حيث فاقت نسبة العاطلين عن العمل الـ 50%، بحسب المديرة العامة لوزارة العمل بالإنابة مارلين عطاالله، بينما كانت هذه النسبة بحدود 11% عام 2011، كاشفة عن ان نحو 10 آلاف شخص من المصروفين من أعمالهم تقدموا بشكاوى أمام وزارة العمل.

والظاهر ان ميقاتي مطمئن الى أجواء الانتخابات، خصوصا ان وزارة الداخلية أصبحت في عهدة فريقه ممثلا بالوزير بسام المولوي، وهو ما كان فريق تيار المستقبل يأمل ان تبقى في عهدته، إلا ان التشكيلة الحكومية أعطت الحريري وزارة البيئة بشخص د.ناصر ياسين، المستقل عن الأحزاب والتيارات.

ولاستعجال الثقة النيابية، علاقة برفع الدعم عن المحروقات والأدوية، وقبل الحصول على الثقة، لا رفع رسميا للدعم، ولا قدرة للحكومة على مواجهة الارتفاع الصاروخي المتوقع للدولار في السوق السوداء.

ويبدو ان العناية الدولية، بحكومة ميقاتي، لم تقتصر على تسهيل تأليفها، فها هو صندوق النقد الدولي يلاقيها في أول الطريق، إذا تبلغت وزارة المال من صندوق النقد بأن لبنان سيتسلم حوالي مليارا و135 مليون دولار أميركي، بدل «حقوق السحب الخاصة» عن العام 2021، وقيمته 860 مليون دولار، وعن العام 2019 وقيمته 275 مليون دولار، تودع في حسابات مصرف لبنان.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أعلن مساء امس الأول، عن وصول باخرة المازوت الإيرانية الى بانياس، في سورية، وافترض بدء وصول حمولتها، بواسطة الصهاريج الى البقاع غدا، وأشار الى انه خلال أيام قليلة تصل الباخرة الثانية الى مرفأ بانياس محملة بالمازوت، والباخرة الثالثة ستأتي بالبنزين، واتفقنا على باخرة مازوت رابعة.

وحدد نصرالله مساء اليوم او صباح الغد موعدا للإعلان عن السعر الرسمي «الذي نراه مناسبا للمازوت في المرحلة المقبلة»، ما يطرح حالة من المنافسة غير المألوفة بين نفط الدولة ونفط حزب الله، ولغير مصلحة الدولة بالتأكيد.. الى جانب المغزى السياسي لخطوة الحزب، الواقعة ضمن إطار الانتشار الناعم في مفاصل المجتمع اللبناني المتعطش لبديهيات، منها النفط والدواء.

في هذه الأثناء، تسلم الوزراء الجدد حقائبهم من وزراء الحكومة المستقيلة بعد 13 شهرا من تصريف الأعمال، فيما عقدت لجنه البيان الوزاري اجتماعها الثاني برئاسة ميقاتي أمس. وعبر الوزراء الجدد عن هواجسهم والتحديات التي تواجههم.

ففي وزارة المال وهي التي على كاهلها المسؤولية الأصعب لجهة تأمين السيولة للسوق والتفاوض مع المؤسسات الدولية تسلم الوزير يوسف خليل الذي لم يخف الخشية من الفشل، الوزارة من سلفه غازي وزني الذي لخص مداخل الخروج من الأزمة بالتفاوض مع صندوق النقد أملا ان يوفق الوزير الجديد المتابع لهذا الملف من خلال وجوده في مصرف لبنان.

وفي وزاره الاقتصاد قال الوزير السابق راؤول نعمة انه بعودة الثقة بالبلد يعود النمو للاقتصاد واجهش بالبكاء عندما تحدث عن انفجار المرفا، وكان وزير الاقتصاد الجديد أمين سلام أقل تشاؤما بالقول لا نفق بلا نهاية، متعهدا بوعدين الأول البطاقة التمويلية إضافة الى المشاركة الفاعلة في خطه اقتصادية متكاملة لإطلاق عملية الاقتصاد المنتج.

وتسلم بسام مولوي وزارة الداخلية، بالتأكيد على ان الأولوية لتثبيت الاستقرار والاهتمام بالعسكريين وتحسين وضع السجون فيما اعتبر سلفه محمد فهمي ان المهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة.

وفي وزارة الخارجية تسلمها الوزير عبدالله بوحبيب والسفير السابق في واشنطن من الوزيرة زينة عكر التي قالت لم نحقق ما أردنا وإن لم نغير ذهنيتنا لن نستطيع تغيير وطنا وانتقدت حصة النساء في الحكومة. كما سلمت عكر وزارة الدفاع الى العميد موريس سليم الذي قال سنرفع جهوزية الجيش ليبقى حصن الوطن ودرعه المنيع.