
واشنطن وطهران وجهاً لوجه اليوم ... والعالم في الوداع الأخير للبابا
الاحداث- كتبت صحيفة "الأنباء" تقول:"يودّع الفاتيكان والعالم اليوم البابا فرنسيس، وذلك في مأتم رسمي وشعبي قد يشارك فيه ممثلون عن أكثر من 150 دولة من بينهم الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورؤساء مجموعة الدول الاوروبية، وبمشاركة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
وكان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام قدم واجب العزاء ظهر أمس في السفارة البابوية في حريصا الى السفير البابلي باولو بورجيا بوفاة البابا فرنسيس، ودوّن سلام في سجل التعازي أن لبنان يخسر سنداً متيناُ ويخسر العالم رجل المحبة والسلام ونصير الفقراء، والمهمشين المعروف بتواضعه وقربه من الناس وهو الذي وقف دائماً الى جانب لبنان وطالما صلى له ورغب بزيارته.
في السياق، أشارت مصادر مطلعة إلى أن زيارة التعازي هذه تندرج في سياق المواقف الرسمية التي أجمعت على الإشادة بمسيرة البابا، الذي لطالما عبر عن اهتمامه بلبنان ودوره في هذا الشرق كما كان يكرر دعواته الداعمة لوحدة اللبنانيين وسلامهم واستقرارهم.
وعلى هامش زيارته الى حريصا توجه سلام إلى بكركي حيث زار البطريرك مار بشارة بطرس الراعي مطمئناً الى صحته بعد العملية الجراحية التي أجريت له مؤخراً. إلى ذلك، رأت المصادر ان زيارة سلام لبكركي تأتي أيضاً ضمن مسار التواصل المستمر بين رئاسة الحكومة وبكركي خاصة في ظل الظروف الوطنية الدقيقة والتحديات السياسية والاجتماعية التي يعيشها لبنان تتطلب تنسيقاً دائماُ بين المراجع الرسمية والدينية.
إطلاق مسيرة الاصلاح المالي
توازياً، يتابع وزير المالية ياسين جابر والوفد المرافق لقاءاته مع المسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، فيما تم نشر القانون المتعلق برفع السرية المصرفية الذي أقره مجلس النواب في جلسته التشريعية في الاول من امس بعد توقيعه من قبل رئيس الجمهورية.
وفي اول تعليق على هذا القانون، اعتبر السفير الفرنسي في لبنان هارفيه ماغرو عبر حسابه على منصة "اكس"، أن قرار رفع السرية المصرفية الذي أقره مجلس النواب خطوة واعدة على طريق الإصلاحات المالية والاقتصادية واعادة الثقة الى القطاع المصرفي.
جديد ملف السلاح
على خط مواز، نقلت أوساط عين التينة في حديث لـ"الأنباء" الالكترونية أنَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري أيّد الحوار بين رئيس الجمهورية وحزب الله، معبراً عن ارتياحه من تمسك عون بمواصفاته وشروطه، الا انه لفت الى ان من المهم الضغط على العدو كي ينفذ ما عليه من التزامات بما يتعلق باتفاق وقف اطلاق النار معتبراً ان حزب الله نفذ المطلوب منه ولا احد يشكك بذلك، اما بالنسبة للعدو فهذه مسؤولية الاميركيين حتماً.
بدوره، نفى الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد جورج نادر في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الكلام المنسوب لرئيس الجمهورية بأنه لن يفاوض حزب الله حول تسليم سلاحه قبل انسحاب اسرائيل من المواقع التي تحتلها في الجنوب، لافتاً الى انه لم يصدر أيّ شيء رسمي بهذا الموضوع.
نادر رأى أن التفاوض مع الحزب منفصل عن موضوع الانسحاب الاسرائيلي، كاشفاً أن تواجد العدو في النقاط الخمس يأتي في سياق الاتفاق مع الحكومة السابقة. وإذ تحدث نادر عن مقايضة يجري التداول بها بين النظام الايراني وأذرع ايران في المنطقة، فالايراني لا يمكن أن يفاوض على نظامه لكنه مستعد لخسارة أذرعه، من هنا يمكن أن نفهم الحديث عن تقدم في المفاوضات، فإذا صحّت المعلومات برأيه فان حزب الله ليس في وضع يسمح له بالتفاوض ووضع الشروط، إذ إنه في حال ذهبت ايران الى اتفاق مع واشنطن فلم يعد هناك راع لهذا الحزب وربما يتحول إلى حزب سياسي وعقائدي اذا لم يصب بعدوى التقسيم ولن يبقى هناك حزب اسمه حزب الله فهو اليوم في أضعف حالاته ولم يعد عنده نقاط قوة.
المفاوضات بين واشنطن وطهران
إقليمياً، من المقرر أن تعقد اليوم السبت المفاوضات المباشرة بين واشنطن وطهران فى سلطنة عمان بحضور المبعوث الاميركي ستيف ويتكوف وستكون الثالثة له خلال ثلاثة أسابيع. وهو اول لقاء يعقد مباشرة بين الفريقين الفنيين. وسيقود الشق الفني عن الجانب الاميركي رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية مايكل انتون وذلك بحضور المبعوث الخاص ويتكوف، ويأمل الرئيس ترامب التوصل الى حل دبلوماسي لكنه لم يستبعد في الوقت نفسه اللجوء الى الخيار العسكري لضمان عدم حصول ايران على اسلحة نووية.