من الصحف

العالم يودّع بابا الفقراء... ولبنان يفاوض المجتمع الدولي للخروج من الأزمة

الاحداث-  كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية: يستمر التصعيد الميداني والكلامي على جبهة جنوب لبنان، بالتزامن مع المفاوضات المستمرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، التي تنتقل غداً في مسقط الى مستوى الخبراء، ما يعني أن البحث في التفاصيل قد انطلق باتجاه اتفاق محتمل بين الطرفين.

في هذه الأثناء، واصل العدو الإسرائيلي تهديداته للبنان، من خلال خروقاته المستمرة لاتفاق وقف اطلاق النار، والتلويح المستمر من قبل رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو.

بالتوازي، وعلى وقع التهديدات الإسرائيلية وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري الإسرائيلي على قرى الجنوب خلال اليومين الماضيين، وبعد الحادث الأليم الذي أوقع ثلاث شهداء من الجيش اللبناني وعدد من الجرحى تفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل ثكنة عصام شمعون - النبطية، حيث التقى ضباطًا وعسكريين من فوج الهندسة، وقدم إليهم التعازي بشهداء الفوج الذين استشهدوا جراء انفجار ذخائر في بلدة بريقع – النبطية بتاريخ 20 /4 /2025.

كما أثنى على جهودهم، مؤكدًا أن عناصر الوحدات المنتشرة يؤدون دورًا أساسيًّا لخدمة الوطن والمساهمة في صموده، وأن واجب المؤسسة العسكرية حماية لبنان وأبنائه على اختلاف انتماءاتهم.

وأضاف: "رسالتنا أن نضحّي، ونحن جاهزون دائمًا لنقوم بواجبنا الوطني. ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الجيش شهداء، وسنبقى نعمل على تحقيق كل ما هو مطلوب منّا لنحافظ على لبنان. إن فوج الهندسة يقوم بعمل جبار ودقيق في هذه المرحلة الصعبة ليحمي أهلنا في الجنوب، بما في ذلك ضبط مختلف الذخائر والمتفجرات وتفكيكها، وفتح الطرقات، وإجراء الكشف للتأكد من إزالة أي خطر يمكن أن يهدّد المواطنين خلال عودتهم إلى منازلهم، في ظل الخروقات والاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي".

وختم مؤكدًا أنه لا شيء يمكنه التأثير في معنويات الجيش، وأنّ دماء الشهداء غالية جدًا بالنسبة للمؤسسة العسكرية، وهي مستمرة في أداء الواجب مهما كانت التضحيات.

اجتماعات الربيع

وعلى وقع هذا التوتر المستمر، يشارك لبنان في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، من خلال وفد مالي ونقدي رفيع، محاولاً الدفع نحن انجاز الاتفاق مع الصندوق والحصول على القروض المطلوبة من المجتمع الدولي.

وتؤكد مصادر مطلعة عبر جريدة الأنباء الالكترونية أن المزاج الدولي تجاه لبنان لم يتغير، وأن المطلوب من بيروت بات واضحاً، وهو الإصلاح ثم الاصلاح، على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وبعدها لكل حادث حديث، وعلى هذا الأساس فقط يمكن الخروج من النفق.

رحيل بابا الفقراء

أما الحدث العالمي فتمثل أمس برحيل بابا الفقراء داعية السلام ومكافحة الفساد، البابا الذي وقف الى جانب المشردين والضعفاء في العالم وناصر قضية فلسطين وصلى لغزة ولبنان والنازحين من سوريا والمشردين في العالم.

رحل بابا الإنسانية، رأس الكنيسة الكاثوليكية عن عمر ناهز 88 عاما، حيث أعلن الفاتيكان وفاة الحبر الأعظم البابا فرنسيس بمقر إقامته في دار القديسة مارتا، وذلك بعد ظهوره في احتفالات عيد الفصح بكاتدرائية القديس بطرس.

وهو الظهور الأول له منذ دخوله المستشفى نتيجة إصابته بالتهاب رئوي، حيث بقي فيها 38 يوما، وكانت أطول فترة يقضيها في المستشفى منذ توليه البابوية في 13 آذار 2013.

البابا فرانسيس واسمه الحقيقي خورخي ماريو بيرغوليو- من أصول أرجنتينية، هو أول بابا للفاتيكان من أميركا اللاتينية، وقد عُرف بمواقفه السياسية الجريئة التي تجاوزت الأطر التقليدية للكنيسة الكاثوليكية.

حيث انتقد خلال توليه الباباوية سيطرة المال على العالم وعقوبة الإعدام، واتهم البشر بتحويل العالم إلى "مزبلة" والتعامل مع الكوكب وكأنهم أسياده. كما اتخذ موقفا شديدا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ومنذ إعلان وفاته تقاطر آلاف المؤمنين المحبين للبابا فرنسيس الى ساحة القديس بطرس في الفاتيكن، حيث نعاه العديد من زعماء العالم، كما تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مع خبر وفاة البابا، الذي وصفه النشطاء بالمدافع عن السلام، مستذكرين مواقفه الرافضة لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

انتخاب بابا جديد

تزامناً، تستعد الكنيسة الكاثوليكية إلى عقد مجمع الكرادلة في كنيسة سيستين في الفاتيكان لانتخاب بابا جديد خلفاً للبابا الراحل فرنسيس، حيث يعقد المجمع خلف أبواب مغلقة ولا يخرج الكرادلة المشاركين في المجمع إلى أن يتفقوا على انتخاب أحدهم على رأس الكنيسة الكاثوليكية.

ومن العادات أنه في حال لم يتفق الكرادلة على انتخاب بابا بأغلبية ثلثي الأصوات يتم حرق أوراق الاقتراع ووضعها في المدخنة ما يولّد دخاناً أسود دليلا ًعلى عدم الانتخاب، وتتكرر هذه العادة حتى يتصاعد الدخان الأبيض من المدخنة بعد إضافة مادة خاصة على الأوراق المحروقة، في إعلان عن انتخاب بابا جديد.

مع تزايد التكهنات، برز عدد من الكرادلة رفيعي المستوى كأبرز المرشحين. ووفقاً لمراقبين، فإن المرشحين الآتين لديهم أقوى حظوظ للفوز هم: الفيليبيني لويس أنطونيو تاجلي البالغ من العمر 67 عاماً، الإيطالي بييترو بارولين البالغ من العمر 70 عامًا، الغاني بيتر توركسون البالغ من العمر 76 عامًا، المجري بيتر إردو البالغ من العمر 72 عامًا، الإيطالي أنجيلو سكولا البالغ من العمر 82 عاما،

ويبدأ المجمع البابوي عادةً بعد 15 إلى 20 يومًا من وفاة البابا. ويسمح هذا الوقت بمراسم الجنازة، وفترة حداد لمدة تسعة أيام تُعرف باسم "النوفيميال"، ويتيح للكرادلة من جميع أنحاء العالم السفر إلى مدينة الفاتيكان.