من الصحف

عون لحوار ثنائي مع حزب الله... لكن ماذا عن الضمانات؟
مواكبة سعودية لترتيب ملف العلاقات اللبنانية ــ السورية
شهيد للجيش جنوبا... ولا ضمانات للمناصفة في بيروت

الاحداث -  كتب ابراهيم نصر الدين في صحيفة "الديار" يقول:"تتزاحم الملفات الداخلية والخارجية دون ان يحسم اي منها حتى الان. زيارة رئيس الحكومة نواف سلام الى دمشق خطوة اولى في «طريق الالف ميل» لاعادة العلاقة بين البلدين الى وضعها الطبيعي، فالنقاط العالقة كثير ومتشعبة وتحتاج الى الوقت كي تجد ترجمة فعلية على ارض الواقع، خصوصا ملف اعادة النازحين السوريين الى بلادهم. وفي هذا السياق، تبدو السعودية على عجلة من امرها لترتيب العلاقات الثنائية بين البلدين وهندستها وفق رؤية الرياض في ظل التزاحم الدولي والاقليمي على ايجاد موطىء قدم في سوريا الجديدة. وقد ترجم ذلك بالامس بالزيارة المفاجئة لمسؤول الملف اللبناني يزيد بن فرحان الذي يعد لاجتماع ثان بين وزيري الدفاع السوري واللبناني في الرياض للبحث في ملف امن الحدود وترسيمها.

في هذا الوقت، سقط شهيد للجيش اللبناني واصيب 3 جنود آخرين في انفجار من مخلفات الاحتلال الاسرائيلي جنوبا، في وقت كان رئيس الجمهورية جوزاف عون يرسم «خارطة طريق» الحوار حول حصرية السلاح مع حزب الله، معلنا انه سيكون ثنائيا بين الرئاسة والحزب، دون ان يحدد موعدا زمنيا لذلك جازما ان لا حل الا بالحوار لا القوة. وهذا الملف على اهميته، يحتاج الى الكثير من المقدمات والظروف المؤاتية داخليا وخارجيا كي يترجم الى وقائع يريدها حزب الله ان تنطلق من قاعدة اساسية عنوانها كيفية تامين الحماية للسيادة اللبنانية في غياب اي ضمانات خارجية او داخلية تكبح جماح العدوان الاسرائيلي حيث تستباح الاراضي اللبنانية، وتستمر المذبحة في غزة، فيما العالم يتفرج، وسط قلق مبرر ايضا من خطر الحدود الشرقية في ظل عدم استقرار الوضع في دمشق الذي شهد مؤخرا مجازر في الساحل السوري ويجري التعمية عنها من قبل الجميع. فهل ينجح الحوار دون ضمانات جدية وحقيقية تطمئن حزب الله وبيئته؟ وهل يمكن ان ينجح بمعزل عن مسار التطورات السياسية والعسكرية في الاقليم؟

إنه منتج مفيد ذو محتوى غني.

اما في ملف الانتخابات البلدية، فلا شيئ محسوما بعد خصوصا في موضوع المناصفة في بلدية بيروت، بعدما حسم رئيس مجلس النواب نبيه عدم امكانية تعديل القانون الحالي، ما يدخل الاطراف السياسية الرئيسية في سباق مع الوقت لمحاولة تشكيل لائحة موحدة تضمن المناصفة، خصوصا ان الارباك السائد لدى «تيار المستقبل» قد عقد المشهد وجعل من الصوت السني مشتتا.وهذا يعني ان لا ضمانة جدية للمناصفة حتى الان في ظل عدم التوصل لتفاهم متين بين القوى الرئيسية في العاصمة.

ملف السلاح

وفيما يبدو خصوم حزب الله في الداخل في سباق مع الزمن لفرض وقائع غير واقعية، حسم رئيس الجمهورية جوزاف عون طبيعة الحوار المفترض مع حزب الله حول حصرية السلاح، معلنا انه سيكون ثنائيا بين الرئاسة الاولى والحزب، دون ان يحدد موعدا محددا لبدئه، ومع تاكيده ان قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتخذ، الا انه جزم بان تنفيذه يكون بالحوار وبعيدا عن القوة. رابطا ذلك بالحاجة إلى استراتيجية أمن وطني تحصن لبنان وتنبثق عنها الاستراتيجية الدفاعية.

لا خلاف على شكل الحوار

هذا الاطار الذي حدده الرئيس لا يطرح اي اشكالية لدى حزب الله، وفق مصادر مطلعة، لان الحزب اساسا تحدث عن بحث جدي ومعمق في كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة لحماية لبنان، واشار سابقا الى ان البحث لا يتم الا مع جهات موثوقة غير معادية للمقاومة، وهي صفات تنطبق على الرئيس عون، ولهذا لن تكون هناك اي اشكالية في الاطار العام للطرح حيث يتواصل تبادل الرسائل الايجابية بين الجانبين.

اوهام لن تتحقق؟

لكن ما تقدم لا يعني باي شكل من الاشكال بان حزب الله العارف جيدا بالمخاطر المحدقة شرقا وجنوبا، ينتظر تحديد الآلية العملاتية لتسليم السلاح، وبراي تلك المصادر،وحدهم الواهمون يظنون او ياملون ذلك، فهذه الخطوة دونها الكثير من العقبات اهمها الضمانات التي لا يملك احد منحها للمقاومة ازاء كيفية مواجهة التحديات الامنية والعسكرية التي تهدد امن لبنان وسيادته، كما تهدد الحزب وكذلك بيئته. ولهذا فان هذا الملف معقد اكثر مما يعتقده البعض ولا يمكن التعامل معه بخفة بعض الداخل، لان لبنان بلا مقاومة يعني استباحة اسرائيل لاراضيه.

عون يحسم النقاش

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قد اكد عشية زيارته الى قطر في حديث لـقناة «الجزيرة»، ان «احدا لم  يطرح علينا موضوع التطبيع مع إسرائيل، ولبنان ملتزم بمقررات قمة بيروت ومؤتمر الرياض.ونؤيد تشكيل لجنة عسكرية ومدنية وتقنية لتثبيت الحدود الجنوبية للبنان كما نؤيد العودة إلى اتفاق الهدنة سنة 1949».وشدد على أن «الجيش يقوم بواجبه وهو مستعد لتحمل مسؤولية ضبط الحدود ويجب الضغط على إسرائيل للالتزام»، لافتا الى أن «إنجازات الجيش كبيرة وعثر على أنفاق ومخازن ذخيرة في جنوب الليطاني وشماله أيضا، والجيش يقوم بواجبه جنوب الليطاني ويفكك أنفاقا ويصادر أسلحة دون اعتراض من حزب الله. ورأى أن «حزب الله واع لمصلحة لبنان والظروف الدولية والإقليمية تساعد على ذلك، هناك رسائل متبادلة مع حزب الله لمقاربة موضوع حصرية السلاح بيد الدولة. وكشف أن «الحوار بشأن حصرية السلاح سيكون ثنائيا بين رئاسة الجمهورية وحزب الله».

ما هو موقف حزب الله؟

وقد لفت عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، ان الحوار يجب ان يكون مع من يعتقد ان اسرائيل هي عدو لبنان، ويجب وقف استباحة اراضينا، واتمام، التحرير، وقال « نتفق مع الذين يؤمنون بهذه العناوين اما الذين لا ينظرون لاسرائيل كعدو، فهؤلاء ليسوا جديرين بان يكونوا جزءا من هذا الحوار». وقال فضل الله: إن الحملة التحريضية على المقاومة تقودها الادارة الاميركية وتجد صداها في لبنان لدى جهات أو مجموعات معروفة وهي الجهات نفسها التي كانت دائما ضد مقاومة الاحتلال وفي بعض المحطات جزءا من مشروعه التدميري، وهي اليوم تروج لتهديداته وتبرر ممارساته ضد اللبنانيين، وبذلك لا تخالف الدستور والقانون فحسب، بل هي تخرج عن منطق الدولة وعن الفطرة الوطنية، ومثل هذه الجهات ليست في موقع من تقرر عن اللبنانيين أو عن الدولة ومؤسساتها.