
امتصاص "عاصفة" أورتاغوس: عليكم بالحدود والإصلاحات
الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"تمكن الرؤساء الثلاثة من "امتصاص" العاصفة السياسية التي سبقت وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، ولو أنها لم تتخلّ عن شروط إدارتها التي تطالب الحكومة بتطبيقها في الشقين الأمني والمالي وترجمتهما على الأرض و"ساعدوا أنفسكم".
خرج الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام بجملة من الانطباعات الإيجابية وهم يتسلحون بالتزام لبنان وقف إطلاق النار على عكس إسرائيل التي تستمر في اعتداءاتها في وقت لم تنسحب فيه بعد من النقاط الـ5. وحضر سلاح "حزب الله" على طاولة البحث مع تشديد إدارتها على قيام الجيش اللبناني بمهمات أكبر في الجنوب وعلى طول الحدود مع سوريا من البقاع إلى الشمال.
ويعبّر بري لـ"النهار" عن ارتياحه لمناقشاته مع أورتاغوس حيث حملت أفكاراً عدة وبادلها بأخرى مع تركيزه على لازمة أن الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف وأن الراعي الأميركي للاتفاق مطلوب منه أن يمارس الضغوط السريعة على إسرائيل لتنفيذه. وخاطبها رئيس المجلس بقوله: "على الإدارة الأميركية تحمّل مسؤولياتها. وإن لبنان لم يتأخر في تنفيذ وقف إطلاق النار فضلاً عن التزام حزب الله بعدم قيامه بأي خروقات".
ويسود ترقب لما أبلغته أورتاغوس للمسؤولين فهم يتحدثون عن أن جلساتهم معها "كانت أكثر من بنّاءة ويمكن العمل على التوصّل إلى خلاصات إيجابية". وجرى الغوص في مختلف الملفات مع التركيز على تفعيل الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية وفي مقدمها الجيش. وحصل "تفاهم كامل" على هذه الملفات وصولاً إلى تطبيق رزمة من الإصلاحات المالية والاقتصادية.
وتبيّن في جولات أورتاغوس أن كل الكلام الذي تردد في الأسبوعين الفائتين من خلال فرض جملة من الأمور على لبنان لم يكن صحيحاً مع تأكيد بري أنه لم يُفاتح بالتوجّه نحو التطبيع مع إسرائيل الذي يرفضه في الأصل.
وعلى أهمية جلستي أورتاغوس مع عون وبري فإنها دخلت في جملة من الملفات مع سلام حيث برز أن الأفكار التي حملتها وناقشتها بإسهاب معه في خلوة استمرت خمسين دقيقة وأن معطياتها جاءت بأقل درجات من السخونة ورفع السقوف التي تناولها سياسيون وتصدرتها وسائل إعلامية من نوع إعداد العدة للتوجه إلى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل والاستعداد لتقبّل التطبيع معها. وكان هناك تشديد من رئيس الحكومة على ضرورة انسحاب إسرائيل من النقاط الـ5 وأن لا قيمة لها في استمرار احتلالها الذي يهدّد استقرار لبنان. وكان من الملاحظ أن أورتاغوس لم تطلب إشراك مدنيين في لجان للتفاوض مع إسرائيل على عكس زيارتها السابقة ولم تبلور هذا الطرح هذه المرة في شكل واضح. واقترح عليها سلام سلوك الجولات المكوكية التي كان يتبعها خلفها آموس هوكشتاين. وقارب سلام الدعوة إلى نزع سلاح "حزب الله" بضرورة السعي للاستمرار في بسط الدولة سلطاتها على كل الأراضي اللبنانية بقواها الذاتية وتعزيز وضع الجيش وتطبيق اتفاق الطائف.
وتناول الاثنان أيضاً تفاصيل الإصلاحات المالية وتحسين عمل الوزارات والإدارات. ودخلت أورتاغوس في حيثية آلية التعيينات الإدارية. وردّ عليها سلام باستعداد الحكومة لتوجّه جدّي لتفعيل الإدارة وأبلغها أنه في صدد إنهاء مشروع استقلالية القضاء ووضع بناء الدولة على السكة الصحيحة.
وفي خلاصة زيارة أورتاغوس التي يبدو أن إدارتها أخذت تعاين أصغر تعيين في الإدارات، ولا سيما التي تتمثل في الحقل المالي يلاحظ أن جهات لبنانية داخلية تعمل على تكبير "أحجار" التهديدات والشروط الأميركية واستثمارها – من دون الاستخفاف بها – في الانتخابات البلدية والنيابية، في محاولة حشد رأي عام على حساب المصالح اللبنانية.