
44 مليون دولار لم "يحفظها" سد المسيلحة من "التسرب"
قوس الأزمات يتمدّد من غزة إلى حوش السيد علي
الاحداث- كتبت صحيفة نداء الوطن:"قد لا تكون الجبهات مترابطة، لكن قوس الأزمة الممتد من قطاع غزة إلى الحدود الشرقية اللبنانية مع سوريا، مروراً بالجنوب اللبناني، يؤشِّر إلى تصدُّع الهدنة أو اتفاقات وقف النار، ومن شأن هذه المعطيات الجديدة أن تعيد خلط الأوراق سواء بين إسرائيل وحماس أو بين إسرائيل ولبنان، وحتى بين النظام الجديد في سوريا ولبنان.
في غزة، ردَّت إسرائيل على "طوفان الأقصى"، بما يمكن تسميته "الطوفان الأقصى"، يوم من الغارات أسفر عن سقوط ألف بين قتيل وجريح كما عن سقوط قادة سياسيين وفي مقدمهم رئيس الحكومة في قطاع غزة عصام الدعاليس إلى جانب وكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة والمدير العام لجهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان ووكيل وزارة العدل أحمد الحتة.
الوضع في غزة مفتوح على كل الاحتمالات بعدما تبيَّن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحوز على ضوء أخضر أميركي، ما يتيح له رفع سقف تصعيده.
الجيش السوري يسيطر على حوش السيد علي
إلى الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، الاشتباكات التي بدأت فردية تطورت بشكلٍ متسارع. الجيش السوري سيطر على بلدة حوش السيد علي في جزءَيْها السوري واللبناني، والبلدة المذكورة كانت تشكِّل ما يمكن تسميته "الجسر اللوجيستي" لـ "حزب الله"، في استخدامها كمعبر غير شرعي للتهريب في الاتجاهين، ويبدو أن الجيش السوري كان على دراية بهذه المعطيات، فقرر السيطرة عليها، ما من شأنه قطع "متنفسِ تهريب" لـ "حزب الله". وقد أفيد مساء بتجدد الاشتباكات عند أطراف تلك البلدة.
الجنوب تحت مراقبة المسيّرات
على الجبهة الجنوبية، تمَّ التداول بفيديوات عن ملاحقة المسيَّرات الإسرائيلية عناصر من "حزب الله"، ويأتي هذا التطور كرسالة إلى الحكومة اللبنانية مفادها أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يطبَّق بكافة مندرجاته، بدليل وجود مسلحين من "حزب الله" في جنوب الليطاني.
مصادر ديبلوماسية تخوَّفت من أن تمتد نيران غزة إلى لبنان، فكما وجدت إسرائيل ذريعة لفتح الحرب مجدداً على غزة، لن تجد صعوبةً في إيجاد أكثر من ذريعة لتجديد الحرب على لبنان انطلاقاً من جنوب الليطاني في اتجاه شمال الليطاني.
اشتباكات بين البداوي ووادي النحلة
تطورات الجنوب لم تحجب الضوء عن تطورات الشمال الذي شهد اشتباكات بين مخيم البداوي للفلسطينيين ومنطقة وادي النحلة والتي اندلعت على خلفية مساعدات مقدَّمة من "حزب الله" ما أثار امتعاض خصوم الحزب، وتطور الأمر إلى اشتباكات دامت لساعات.
مجلس وزراء لآلية التعيينات
كل هذه المعطيات من شأنها أن تشكِّل حافزاً للسلطة السياسية لتسريع معالجة الملفات. وفي هذا السياق، يعقد مجلس الوزراء جلسة غداً الخميس في السراي الحكومي، مخصصة لاستكمال آلية التعيينات، وقد تكون هناك جلسة ثانية، بعد غد الجمعة في القصر الجمهوري، في حال تم التوافق على اسم حاكم مصرف لبنان الذي يبدو أنه ما زال موضع تجاذب بين أربعة أو خمسة أسماء.
وزيرة خارجية ألمانيا في بيروت
دبلوماسياً، تقوم وزيرة خارجية ألمانيا "أنالينا بيربوك" بزيارة إلى لبنان ويستقبلها الرئيس جوزاف عون بعد ظهر اليوم وسبق أن التقت في بروكسل وزير الخارجية يوسف رجي. وتكشف معلومات "نداء الوطن" أن زيارة وزيرة الخارجية الألمانية لا تأتي في إطار منح تقديمات للبنان بل من أجل تكرار ما هو مطلوب من لبنان، حيث ستشدد على تطبيق الإصلاحات والقرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701 وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي، وسيكون هناك موقف حازم في هذا الاتجاه حيث ستؤكد أن الوضع اللبناني يخضع للمراقبة الدوليةولا يمكن التهرب من الالتزامات أو الالتفاف عليها.
القاضية سمرندا نصار تتابع ملف سد المسيلحة
وفي تطور قضائي بارز، استمعت القاضية سمرندا نصار، قاضية التحقيق الأول في الشمال، إلى وزير الطاقة السابق وليد فياض، بصفة شاهد، على مدى ساعتين، في قضية سد المسيلحة، غادر بعدها فياض قصر العدل في طرابلس، مع إمكان دعوته للاستماع إليه مجدداً.
وفي المعلومات أن القاضية نصار ستستمع أيضاً إلى وزراء طاقة سابقين من بينهم ريمون غجر، أما وزراء الطاقة السابقون، كالوزيرة ندى البستاني، فإن الاستماع إليها سيتم على سبيل الاستئناس، وليس كحالة الوزيرين فياض وغجر، باعتبارها تتمتَّع بحصانة نيابية.
وتضيف المعلومات أنه تمَّ الادعاء على الشركات المنفِّذة والشركات الاستشارية، ومن بينها شركات أجنبية، بهدف كشف حقيقة كيف تم صرف 44 مليون دولار، من أصل 65 مليون دولار، وأكثر من ذلك تطالب الشركات بـ 17 مليون دولار إضافية، فيما السد يُعتبر فاشلاً من حيث التنفيذ.
وتقول مصادر قضائية إن ملف سد المسيلحة يشكِّل الجزء الظاهر من جبل الفساد في وزارة الطاقة، من تلزيمات السدود إلى صفقات الفيول، وصولاً إلى البواخر التركية لتوليد الكهرباء.