من الصحف

انتخابات زحلة: "القوات" في مرمى التحالفات

الاحداث- كتب آلان سركيس في صحيفة نداء الوطن يقول:"بات الجميع على يقين أن العهد الجديد لن يقبل بتأجيل استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، لكن الماكينات الانتخابية لم تدخل المعركة بعد، ومن المبكر الحديث عن حسم التحالفات والمرشحين.

تستعدّ مدينة زحلة على غرار العديد من المدن والبلدات لهذا الاستحقاق، خصوصاً أن لها رمزية خاصة في الوجدان المسيحي، فهي عاصمة القضاء و "عروس البقاع"، وعاصمة "الكثلكة" وأكبر مدينة مسيحية في الشرق، لذلك، سيكون لوقع المعركة الانتخابية فيها نكهة خاصة.

يتألّف المجلس البلدي لمدينة زحلة من 21 عضواً، وتضمّ المدينة نحو 70 ألف ناخب غالبيتهم الساحقة من المسيحيين، في حين يتواجد نحو 5 آلاف ناخب شيعي ونحو 8 آلاف ناخب سني.

 

أجريت انتخابات 2016 الأخيرة على وقع تحالف "أوعا خيّك"، وشُكّل حلف ثلاثي حزبي ضمّ "القوات اللبنانية" و "الكتائب اللبنانية" و "التيار الوطني الحرّ" التي دعمت رئيس البلدية أسعد زغيب، في المقابل، شُكّلت لائحة دعمتها رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، ولائحة أخرى دعمها النائب نقولا فتوش، وفاز زغيب بالعلامة الكاملة من دون تحقيق أي خرق.

 

تجرى انتخابات 2025 البلدية والاختيارية، وسط متغيّرات كثيرة حلّت على الساحة اللبنانية والزحلاوية، أوّل تلك المتغيّرات انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتبدّل الواقع السياسي بعد هزيمة "حزب اللّه" العسكرية وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد. أما المتغيّرات التي تؤثّر على الساحة الزحلاوية فتتمثل بنقاط عدّة أبرزها:

 

انهيار تحالف "القوات اللبنانية" - "التيار الوطني الحرّ"، ما يجعل باب التنافس مشرعاً على مصراعيه.

 

إعلان الرئيس سعد الحريري عودة تيار "المستقبل" إلى السياسة في الوقت المناسب، إذ يُنتظر كيف سيتصرّف حيال هذا الاستحقاق، خصوصاً أن هناك نحو 8 آلاف ناخب سني في زحلة يتأثرون بـ "المستقبل"، وهناك سؤال عن اصطفافهم الحالي.

 

ابتعاد "آل فتوش" عن المعترك الانتخابي والسياسي، إذ وفي خلال السنوات الماضية شكّل النائب الراحل الياس سكاف والنائب السابق نقولا فتوش ثنائية كاثوليكية تنافسية، أما اليوم فستتوزّع أصوات فتوش في اتجاهات عدّة.

 

وفيما ينتظر كيف سيتعامل "التيار الوطني الحر" مع الاستحقاق البلدي، يبدو أن خياراته ليست كثيرة، ولم تعد لديه القاعدة الكبرى المؤثرة، ففي الانتخابات النيابية الأخيرة، حاز مرشحه النائب سليم عون 2600 صوت، من كل القضاء وليس من مدينة زحلة فقط.

 

من جهة أخرى، لن يستطيع المجتمع المدني تأليف لائحة بعد فشله بتأليف لائحة لخوض انتخابات 2022 النيابية، وبالتالي خفّ تأثير المجتمع المدني في الانتخابات البلدية وخصوصاً الزحلاوية.

يبقى القرار الأساسي عند "القوات اللبنانية" التي تعتبر الحزب الأكثر تنظيماً وانتشاراً في زحلة والأكبر حجماً، وسط الحديث عن فضّ التحالف بين "القوات" ورئيس البلدية الحالي أسعد زغيب وفشل الاتصالات الأخيرة، وبالتالي يُنتظر أن تحسم "القوات" قرارها من جهة التحالفات السياسية أو البحث عن كاثوليكي يملك حيثية لترشحه.

وبما أن "التيار الوطني الحرّ" لا يشكّل قوّة ناخبة كبرى، فتح قنوات اتصال مع ميريام سكاف لم توصل إلى اتفاق حتى اللحظة، في حين لا يستطيع "التيار" تأليف لائحة وحده، لذلك يعلن أنه حيث سيكون حزب "القوات" سيدعم اللائحة المضادة له.

أما حوار "القوات" مع سكاف فلم يوصل إلى اتفاق، خصوصاً بعدما طالبت الأخيرة بتقسيم رئاسة البلدية 3 سنوات لها و 3  لـ "القوات"، وهو ما رفضته "القوات" وطرحت عليها نيابة رئاسة البلدية ولم توافق على هذا الأمر. بينما لم يحسم أيضاً حزب "الكتائب" تحالفاته رغم الحديث عن اقترابه من التحالف مع "القوات".

كلما اقترب موعد الانتخابات ازداد الحسم، فعند صياغة "القوات" تحالفاً مع قوة زحلاوية ثانية سيصعّب المرحلة أكثر، وبالتالي يجب انتظار القرار النهائي لـ "القوات" ليبنى على الشيء مقتضاه، إلّا إذا تكتّلت كل القوى على اختلاف انتماءاتها مع بعضها البعض، وهذا صعب جداً، عندها تصبح هناك معركة فعلية.