من الصحف

التزام رئاسي بتعيين الأكفاء.. وآلية التعيينات في المراكز غير الأمنية تقر الخميس
عون للخروج من زواريب الطائفية والمذهبية وسلام يعتبر أننا أقرب الى إعادة بناء الدولة

الاحداث – كتبت صحيفة "اللواء" تقول : "في وقت ينصرف فيه الوزراء للعمل بصمت في وزاراتهم، على قدر ما هو متوافر من إمكانيات وقدرات وتوجهات، بانتظار جلسة مجلس الوزراء بعد غد الخميس في القصر الجمهوري في بعبدا، بقيت المخاطر الضاغطة من الجنوب والشمال والشرق في طليعة الإهتمام، لجهة اسقاط الذرائع، واتخاذ الاجراءات المناسبة لضبط الحدود مع سوريا، منعاً لإنفلات الاوضاع، وانتقال الوضع المأساوي هناك الى لبنان، الذي يحتاج الى الاستقرار أولاً، وقبل اي اعتبار من اجل اطلاق برامج التحرير والاصلاح والاعمار، على خطى الانقاذ المأمول.

وهكذا، بقي الحدث السوري مسيطراً على الاجواء اللبنانية والعربية سياسياً وامنياً، نتيجة المخاوف من فلتان الامور اكثر وتحول المواجهات العسكرية الى حرب اهلية قد تمهّد لتقسيم سوريا ما لم يتم تدارك لموضوع باكراً. كذلك بقي الوضع الجنوبي مدار متابعة يومية بعد التصعيد الاسرائيلي والذي كان آخره استشهاد جندي برصاص الاحتلال في كفركلا، وخطف جندي آخر يدعي زياد شبلي بعد اطلاق النار عليه واصابته في كفرشوبا..فيما طرأ عامل امني جديد عبر توقيف مخابرات الجيش في كانون الثاني الماضي شخصا في عكار يدعى م. خ لبناني مواليد 1994، لقبه «ابو سعيد الشامي»، ينتمي لتنظيم «داعش» كان يعمل على تجنيد الشبان لإقامة «امارة لبنان» بعد السيطرة على المنطقة، وكان على تواصل مع مسؤولي التنظيم في سوريا والعراق.

وتم توقف 30 شخصا من التنظيم في مناطق مختلفة في الشمال، من اصل 70 شخصاً يتبعون له.

لكن هذه التطورات لم تحجب المتابعة السياسية للوضع الحكومي الداخلي مع اقتراب جلسة مجلس الوزراء الخميس بحيث يتقرر قبلها ما اذا كانت ستطرح التعيينات العسكرية والامنية وبعض الادارية، في ضوء التوافق الممكن ان يحصل حول الاسماء، وما لم يحصل التوافق سيتم ترحيل التعيينات الى جلسة لاحقة، ما لم يتم تمرير المتفق عليه الخميس.

وبحسب ما صار متداولاً، فإن الإتفاق قائم على تعيين العميد رودولف هيكل قائداً للجيش، لكنّ تعيين مدير عام للأمن العام يحتاج إلى مزيد من التواصل بسبب عدم الإتفاق على اسم من بين مرشّحين جديّين أساسيين: العميد مرشد سليمان الذي يشغل منصب امانة السر في ادارة الامن العام منذ سنوات، بعد ان كان ضابطاً في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، والعميد محمد الامين الذي يشغل حالياً منصب مدير مخابرات الجيش في البقاع، أو العميد في الامن العام فوزي شمعون.

لكن علمت «اللواء» انه بالنسبة للأمن العام ولا يزال الامر خارج اطار التفاهم وكذلك الامر بالنسبة لقيادة قوى الامن الداخلي. وإذا لم يتم تذليل العقبات بين ليلة امس واليوم، سيكون مجلس الوزراء فقط امام تعيين قائد الجيش المرجح له مدير عمليات الجيش العميد رودولف هيكل . ومدير عام أمن الدولة المطروح له قائد قطاع جنوب الليطاني في الجيش العميد إدغر لاوندس.

كما لم يتم البت بعد بالاسم المرشح لتولي حاكمية مصرف لبنان المركزي، نتيجة تعدّد المرشحين، وسعي رئيس الحكومة وخلفه مجموعة «كلنا ارادة» إلى تعيين المصرفي فراس ابي ناصيف، الذي يتعرض إلى حملة شعبية واسعة ضد تعيينه، يديرها المودعون الخائفون على تبدّد اموالهم، جراء سياسات «كلنا ارادة»، بينما يفضّل المقرّبون من رئيس الجمهورية كريم سعيْد او كارلوس ابو جودة، بعد وضع فيتو على اسم الوزير السابق جهاد ازعور.

وتضيف المعلومات، ان كل ما يتم التداول به من اسماء ليس نهائيا وقد تحصل مفاجآت بطرح اسماء اخرى اكثر قابلية للتوافق.

وتحدثت مصادر عن ان تعيين مدير عام الامن العام (وهو منصب للشيعة) ومدير لقوى الامن الداخلي (وهو منصب للسنة) قد يتأجلان الى الجلسة المقبلة..

ويطرح اسم العميد خالد السبسبي (من عكار) للمديرية العامة للامن الداخلي، الى جانب العميدين محمود قبرصلي ورائد عبد الله.

وذكر ان الرئيس بري ابدى ليونة، تجاه المرشح للامن العام، ولم يعد مصراً على تعيين مرشد الحاج سليمان.

وأوضحت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن تمرير تعيين قائد الجيش في اقرب جلسة لمجلس الوزراء بات أمرا مفروغا منه وقالت أن إصدار التعيينات دفعة واحدة مطروح إنما المسألة تتصل بالمقاربة الحاصلة حولها والتي تشكل محور تباين.

وتوقفت عند قول الرئيس عون حول وجود الاكفاء في المراكز التي يستحقونها، بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية والسياسية»، ما يؤشر إلى أن التعيينات المقبلة تراعي هذا التوصيف،لافتة في المقابل إلى بدء رفع أصوات بشأن التعيينات وعودة آلية التفاهم بشأنها قبل أن تحضر في مجلس الوزراء.

وأكدت هذه المصادر أن التعيينات الإدارية ستخضع بدورها لآلية التعيين التي ستصدر قريبا وهي كما أعلن وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية الدكتور فادي مكي لـ «اللواء» ستخرج من مجلس الوزراء وتحترم القوانين ورأي مجلس الخدمة وفيها معايير الكفاءة والشفافة.

إلى ذلك، يتحضر القصر الجمهوري للإفطار الذي دعا إليه رئيس الجمهورية في ٢٠ آذار الجاري والذي يشارك فيه سياسيون ودبلوماسيون ورجال دين وشخصيات أخرى ويتحدث فيه ويرسم فيه ملامح التوجه المقبل للعهد والمنصوص عنه في خطاب القسم.

لكن الرئيس جوزف عون يعتقد ان لا امر مستحيل، اذا ما صفت النيات، واللبناني المبدع والحاضر عبر العالم قادر على استنباط الحلول لبناء دولة على اسس سليمة..

واعتبر ان اول الواجبات «وضع الامور على السكة، والقيام بالاصلاح المطلوب»، واصلاح تبين المشترك.

ورأى الرئيس عون ان الملحّ ان نخرج من الزواريب الطائفية والمذهبية والحزبية لمصلحة الوطن، مشدداً على ان الامر يتطلب محاربة الفساد ووجود قضاء نزيه غير مسيس وقضاة يحكمون بالعدل.

سلام: نحن في مرحلة بناء الدولة

واكد الرئيس نواف سلام ان هناك مرحلة جديدة امام البلد، وعلى الحكومة المحافظة على ثقة النواب وثقة اللبنانيين، واعتبر ان الانقاذ يتطلب مجموعة من الاصلاحات الاساسية.

وكان الرئيس سلام يتحدث خلال رعايته حفل افطار اقامته رابطة آل سلام غروب امس في فندق روتانا جفينور، مشيراً الى اننا «اقرب الى مرحلة اعادة بناء الدولة على صعيد المؤسسات والادارات»، والقيام «بورشة اصلاحات مالية اقتصادية كبيرة، لنتمكن من جلب الاستثمارات فزمن الهبات الذي كان يرد الى لبنان ولّى، ويمكن الآن جلب الاستثمارات التي يلزمها قضاء نظيف ومستقل وهذه ورشة كبيرة».

وزارة المال خلية نحل

مالياً، تحولت وزارة المال الى خلية نحل، منذ وصول بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة اريستو ريفا، للبحث في الاداء المالي، والذي يتناول الايرادات والنفقات، ومراجعة السلف المقدمة من الدولة، فضلاً عن اعداد الجداول المالية والتدفقات النقدية لضمان الشفافية وتعزيز ادارة الموارد العامة.

وتطرقت المداولات الى مصادر التمويل وتأثير زيادات الاجور على الانفاق العام، والتحضيرات اللازمة لموازنة العام 2026، اضافة الى مشاريع اعادة الاعمار، وتحليل خدمة الدين الخارجي، وصولاً الى السنة المصرفية.

تحقيق المرفأ

على صعيد التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، علم ان جلسات استجواب جديدة سيعينها القاضي طارق البيطار قريبًا للاستماع الى القضاة وكبار الامنيين والمدراء العامين، المدعى عليهم في ملفّ انفجار المرفأ، وذلك بعدما عقد ٥ جلسات استجواب بين شباط وآذار منذ استئنافه التحقيقات من جديد. الجلسات المقبلة ستكون هذه المرة بالتعاون مع النيابة العامة والضابطة العدلية، بعدما تراجع النائب العام التمييزي جمال الحجار عن القرار الاداري الذي كان سبق واتخذه المدعي العام السابق غسان عويدات بمنعهما من التعاون مع المحقق العدلي.إذًا البيطار مستمرّ بالتحقيقات، وصار بامكان النيابة العامة التمييزية استقبال كلّ المراسلات الصادرة عنه، كما بامكان الضابطة العدلية تنفيذ قراراته.

أمن الجنوب

لم تفلح اتصالات لبنان بعد بلجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ وقف اطلاق النار وتنفيذ الاحتلال الاسرائيلي القرار 1701 ، وعلمت «اللواء» ان اللجنة قد تعقد اجتماعاً قريباً لدرس الوضع وتقرير الموقف وإن كان لا رهان على نتائج منها، فيما لم تعرف نتائج لقاءات ممثلة الامم المتحدة جانين بلاسخارت في الكيان الإسرائيلي الذي زاته امس الاول.

وقد نجا عدد من الشبان من إطلاق قوات العدو الإسرائيلي النار باتجاه مدرسة رامية في قضاء بنت جبيل.ونزل الجنود من موقع رامية المعادي باتجاه المدخل الشرقي للبلدة، ووجهوا رشاشاتهم باتجاه المدرسة التي حولها الأهالي الى مقر للخدمات.

واعلنت وزارة الصحة العامة في تحديث للاعتداءات الاسرائيلية على كفركلا امس الاول، سقوط شهيد عسكري وإصابة شخصين آخرين بجروح حالة أحدهما حرجة.

وذكر مراسل المنار في الجنوب علي شعيب انه بعد كشف الادلة الجنائية على جثمان العريف في الجيش اللبناني سميح درويش الذي استشهد امس الاول في بلدة كفركلا، تبين انه مصاب برصاصة قناص في كتفه واستقرت في الرئة ولم تكن الوفاة ناجمة عن نوبة قلبية كما تردد.

كما افاد انه بعد فقدان الاتصال به منذ ظهر امس ، معلومات عائلة العسكري في الجيش اللبناني زياد شبلي تؤكد اصابته برصاص الاحتلال بقدمه واعتقاله اثناء مروره في مزرعة بسطرة قادما من بلدته حلتا.

وذكرت المعلومات أن الجيش اللبناني لم يتبلغ حتى يوم امس من قيادة اليونيفيل موعد الإفراج عن العسكري زياد شبلي.

وتأكيدا لذلك، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، انه وبعدما فُقِد الاتصال مع أحد عسكريي الجيش، ونتيجة المتابعة والتحقق، تبين أن عناصر من القوات الإسرائيلية المعادية أطلقوا النار عليه أثناء وجوده باللباس المدني في خراج بلدة كفرشوبا عند الحدود الجنوبية، ما أدى إلى إصابته بجروح، ثم نقلوه إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

اضافت: يأتي هذا الاعتداء ضمن سلسلة الاعتداءات المتكررة والمتزايدة من جانب العدو الإسرائيلي على المواطنين، وآخرها إطلاق النار على أحد العسكريين بتاريخ 9 /3 /2025 في بلدة كفركلا – مرجعيون ما أدى إلى استشهاده، بالتزامن مع استمرار انتهاكات العدو لسيادة لبنان وأمنه.

وكان من المقرر ان تسلم اسرائيل الجندي في الجيش المختطف زياد شبلي عصر أمس عند معبر رأس الناقورة، لكن من المحتمل تأجيل تسليمه الى الاربعاء او الخميس.

وفهم ان هذا الاجراء يرتبط بالسعي للافراج عن مدنيين آخرين، اختطفوا منذ 26 ك2 الماضي.

الهروب من الحرب نزوح جديد

شمالاً، وعبر الجرارات الزراعية، نقل المزارعون النازحين او الهاربين الجدد من جراء المعارك الدائرة، قبل الاعلان عن انتهائها، الى المناطق الآمنة في عكار واشلمال، وعبر اكثر من 300 سوري النهر الكبير في الطريق الى مناطق آمنة في طرابلس، وتم توزيع معظمهم على المساجد والمجال التجاري والمدارس.