من الصحف

«لا إنقاذ ولا إصلاح من دون إعادة الإعمار» | قاسم: المقاومة مستمرة في الميدان وستُخرِج المحتل

الاحداث- كتبت صحيفة الاخبار تقول:"أكّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة باقية ومستمرة، وهي وشعبها لن يسمحا للإسرائيلي بالبقاء في المناطق التي لا يزال يحتلها. وتوجّه «للبعض في الداخل: لن نوقف المقاومة مهما فعلتم»، مشدّداً على أن «صبرنا ليس هزيمة بل هو بقرار، وثوابتنا مستمرة وحضورنا قائم»، و«لن نسمح بترسيخ المعادلات الجديدة بطريقة إسرائيلية». وأضاف: «نحن نعطي الدولة الفرصة في العمل السياسي لكي نثبت للعالم كله أنّ إسرائيل لا تنسحب بالسياسة بل بالمقاومة»، متوجّهاً إلى جمهور المقاومة بالقول: «اطمئنوا، قيادتكم ومقاومتكم والمقاومون موجودون وقادرون على التصرف في الوقت المناسب».

وفي حوار تلفزيوني عبر قناة «المنار»، هو الأول منذ تعيينه أميناً عاماً، أكّد الشيخ قاسم أنه «لا توجد بنود سرية في اتفاق وقف إطلاق النار، ولا بنود تحت الطاولة. هذا الاتفاق وردت فيه عبارة جنوب الليطاني خمس مرات، وهو جزء من القرار 1701. ولا علاقة لنا بأيّ اتفاق جانبي بين أميركا وإسرائيل»، مشيراً إلى أن إدخال مستوطنين إلى موقع العباد «أكبر دليل على أننا أمام مشروع إسرائيلي توسّعي كبير من المحيط الى الخليج، وكما عطّلنا هذا المشروع في عام 2000 وفي عام 2006 سنعطّله مجدداً».

وعن مجريات الحرب أكّد أنه «بدءاً من 8 تشرين الأول تغيّرت الصورة لصالح المقاومة، واستعدنا السيطرة بعد 10 أيام من العدوان»، مشدّداً على أن «الصمود الأسطوري للشباب والإمكانات التي كانت ما زالت متوفرة، وقدرتنا على ضرب تل أبيب والوصول إلى بيت نتنياهو وغيرها جعلت الإسرائيلي يذهب إلى الاتفاق».

وأكّد أننا «لم نحاور عن ضعف، فنحن قلنا إن هذه المعركة لا نريدها وإذا أتى وقت يريد الإسرائيلي التوقف تحت سقف قرار 1701 لم يكن لدينا المانع». كما أكّد أن «المقاومة كانت تستطيع قصف أي مكان في الكيان، لكن قرارنا كان قصف الأماكن العسكرية، لأنه إذا قصفنا الأماكن المدنية كنّا قدّمنا ذريعة للعدو للاستهداف بشكل عشوائي»، لافتاً إلى أن «المقاومة بخير ومستمرّة، وهي جُرحت وتأذّت وبذلت تضحيات، ونُجري تحقيقاً لأخذ الدروس والعِبر والمحاسبة».

ليس من مصلحة لبنان أن يستمع لأيّ توجيهات أميركية وإسرائيلية
وتعليقاً على كلام وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي أخيراً، قال قاسم إن رجي «هو من يُعطي الذريعة لإسرائيل، هناك 2000 خرق إسرائيلي حتى الآن. هذا كلام لا يليق بمسؤول لبناني وكان على وزير الخارجية أن يتحدّث عن الخروقات الصهيونية». وأكّد «أننا نقول المقاومة مستمرة فيعني أنها مستمرة في الميدان».

وأشار إلى «أننا نصبر لأن الدولة مسؤولة ولا يعني ذلك أن الأمور ستبقى كما هي، ولن نسمح للمعادلات الجديدة بأن تترسخ بالطريقة الإسرائيلية»، و«نحن في مرحلة جديدة لم تتغير فيها الثوابت إنّما الأساليب والطرق والأزمنة، والمقاومة الآن أشدّ بطولة وعزيمة من الوقت الذي قاتلت فيه». ولفت إلى أن ««الهجمة السّياسيّة علينا من قبل أميركا وإسرائيل وبعض الأدوات في المنطقة ولبنان، كبيرة جداً.

هناك حصار علينا ومواجهة صعبة، لكن علينا البحث عن الطّرق الّتي سنربح فيها، وأن نتخطّى بعض المصاعب»، مشيراً إلى أنّ «جماعة التّطبيع سيدفعون أثماناً باهظةً من قبل الإسرائيلي والأميركي». وأشار إلى «أنّنا نقول أيضاً بحصريّة السّلاح لقوى الأمن الدّاخلي والجيش لضبط الأمن في لبنان وللدّفاع، ولسنا ضد أن يكونوا مسؤولين، ونرفض منطق الميليشيات وأن يشارك أحد الدّولة في حماية أمنها، لكننا مقاومة ضدّ العدو الإسرائيلي»، و«كمقاومة نعتبر أنّ إسرائيل خطر بكلّ المعايير، ومن حقّ المقاومة أن تستمر».

وأكّد قاسم أن «ليس من مصلحة لبنان أن يستمع لأيّ توجهيات أميركية وإسرائيلية، ودخلنا إلى الحكومة رغم كلام المبعوثة الأميركية، واخترنا رئيس الجمهورية بالتوافق، وعلاقتنا معه إيجابية». ولفت قاسم إلى أن «وضع الحكومة لم يستقر بعد، لكننا حريصون على التعاون مع رئيس الحكومة وأصل دخولنا إلى الحكومة وإعطاء الثقة يعني أننا مددنا اليد للإيجابية، ولا نعمل في الدولة بمنحة من أحد بل بتمثيل من الشعب، وتمثيلنا الشعبي قويّ ومستمرّ وموجود».

وحول الانتخابات البلدية، قال: «نحن مع إجراء الانتخابات في وقتها، ومع القانون الحالي، وإذا تم طرح قوانين أخرى ندرسها ونقرر بشأنها، وسنشارك في الانتخابات، واتفقنا مع حركة أمل على تجديد الاتفاق الذي كان موجوداً بين الرئيس نبيه بري والسيد نصرالله». وأضاف: «تحالفنا وحركة أمل تخطّى كلّ التحالفات وهو متجذّر وله علاقة بالأرض والعائلات وبرغبة بإعمار لبنان». وأضاف أنّ «العلاقة مع التيار الوطني الحر لم تنقطع، ولا نعيش أزمةً مع مَن بقي على تحالف معنا، ونحن حريصون على أكبر قدر من التّفاهم أو التّحالف الدّاخلي. وبالنسّبة إلى تيار المستقبل فعوامل الاتفاق معه متوفّرة وعقل رئيس التيّار سعد الحريري منفتح، وهناك قابليّة للتّعاون مع تيار المستقبل»، كما أن «علاقاتنا ممتازة مع أحزاب الديمقراطي والمردة والسوري القومي»، مشيراً إلى أنه كانت للحزب التقدمي الاشتراكي «مواقف إيجابية تجاه العدو الإسرائيلي في لبنان وسوريا».

وفي ملف إعادة الإعمار، أكّد قاسم أن «الدولة مسؤولة عن إعادة الإعمار لأن إسرائيل اعتدت على مواطنين لبنانيين، ونحن لم نشنّ الحرب بل صددناها والإسناد ليس هو سبب الحرب»، معتبراً أن «عملية الإعمار جزء لا يتجزّأ من عملية الإصلاح والإنقاذ في البلد، ومن دون إعمار لا إصلاح ولا إنقاذ، وهناك استهداف لطائفة أو جماعات في البلد بسبب انتمائهم إلى المقاومة، وعلى الحكومة أن تدرس بشكل دقيق كيف تقوم بعملية الإعمار بمواكبة مع خطوات الإصلاح والإنقاذ لتنهض بالبلد». وقال إن «إيواء الناس هو إنجاز كبير قمنا به وتحمّلنا كلّ الوزر المتعلّق بالترميم والإيواء رغم أن هذا جزء من مسؤولية الدولة».

ووصفَ قاسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه «وحش يريد مصادرة العالم»، معتبراً أن «الاعتداء على إيران له أثمان كبيرة جداً وسينعكس على المنطقة كلّها». أما في سوريا، فـ«من المبكر معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع، ونتمنى لسوريا الاستقرار وأن يجدوا طريقة للتفاهم حول نظام يساعد على إقامة سوريا القوية، وأن يضعوا حداً للتمدد الإسرائيلي»، مؤكداً «أننا لا نتدخل في سوريا، ولا أستبعد أن تنشأ هناك مقاومة ضد العدو الصهيوني».

واعتبر قاسم أن المشاركة الحاشدة في تشييع الشهيدين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين «كانت استثنائية كأنهم يقولون إننا مستمرون وأن المقاومة فكرة تسري في العقول وهي متجذّرة ومتأصّلة وجمهورها صلب وصادق مستعدّ للوقوف في الملمّات».